بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
واصلت فاطمة(عَلَيْهَا السَّلاَمُ)، دفاعها عن وصيّ رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الإمام أمير المؤمنين(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بشتى طرق الدفاع ومختلف أساليبه، فكانت تخرج مع إمامها وتأتي أبواب المهاجرين والأنصار لتذكرهم حقوق الإمام على الأمة، ودعوتهم إلى نصرته بعد أن ابتزّوا حقّه وغصبوا خلافته :
فَرَوَى أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ مِنْ أَعَاظِمِ عُلَمَاءِ اَلْمُخَالِفِينَ وَ مُؤَرِّخُهُم فِي تَارِيخِهِ اَلْمَشْهُورِ: وَخَرَجَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يَحْمِلُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَلَى دَابَّةٍ لَيْلاً يَدُورُ فِي مَجَالِسِ اَلْأَنْصَارِ تَسْأَلُهُمُ اَلنُّصْرَةَ فَكَانُوا يَقُولُونَ يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَدْ مَضَتْ بَيْعَتُنَا لِهَذَا اَلرَّجُلِ وَلَوْ أَنَّ زَوْجَكِ وَاِبْنَ عَمِّكِ سَبَقَ إِلَيْنَا أَبَا بَكْرٍ مَا عَدَلْنَا بِهِ فَيَقُولُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): أَ فَكُنْتُ أَدَعُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي بَيْتِهِ لَمْ أَدْفَنْهُ وَ أَخْرُجُ أُنَازِعُ اَلنَّاسَ سُلْطَانَهُ ؟
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: ( مَا صَنَعَ أَبُو اَلْحَسَنِ إِلاَّ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ وَقَدْ صَنَعُوا مَا اَللَّهُ حَسِيبُهُمْ وَ طَالِبُهُمْ )، بحار الأنوار ، ج28، ص354.
وهذا الموقف من فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) انتفاضة صارخة بوجه الذين ابتزّوا الخلافة، ورفض عنيف لفعلهم، وإنما كان خروجها بتلك الحالة لرد الحق إلى نصابه، والدفاع عن الإمام المشروع، فإن لم توفق إلى ذلك فتكون قد أقامت الحجّة عليهم لتقتطع عذرهم .
أنظر أيها الموالي الى مواقف سيدة النساء (عَلَيْهَا السَّلاَمُ):
وَ دَخَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) فَقَالَتْ لَهَا: ( كَيْفَ أَصْبَحْتِ عَنْ لَيْلَتِكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ بَيْنَ كَمَدٍ وَ كَرَبٍ فُقِدَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَ ظُلِمَ اَلْوَصِيُّ وَ [هُتِكَ] وَاَللَّهِ حُجُبُهُ أَصْبَحَتْ إِمَامَتُهُ مُقْتَصَّةً عَلَى غَيْرِ مَا شَرَعَ اَللَّهُ فِي اَلتَّنْزِيلِ وَ سَنَّهَا اَلنَّبِيُّ فِي اَلتَّأْوِيلِ وَ لَكِنَّهَا أَحْقَادٌ بَدْرِيَّةٌ وَ تِرَاتٌ أُحُدِيَّةٌ كَانَتْ عَلَيْهَا قُلُوبُ اَلنِّفَاقِ مُكْتَمِنَةً لِإِمْكَانِ اَلْوُشَاةِ فَلَمَّا اُسْتُهْدِفَ اَلْأَمْرُ أَرْسَلَتْ عَلَيْنَا شَآبِيبَ اَلْآثَارِ مِنْ مَخِيلَةِ اَلشِّقَاقِ فَيَقْطَعُ وَتَرَ اَلْإِيمَانِ مِنْ قِسِيِّ صُدُورِهَا وَ لَيْسَ عَلَى مَا وَعَدَ اَللَّهُ مِنْ حِفْظِ اَلرِّسَالَةِ وَ كَفَالَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ أَحْرَزُوا عَائِدَتَهُمْ غُرُورَ اَلدُّنْيَا بَعْدَ اِنْتِصَارٍ مِمَّنْ فَتَكَ بِآبَائِهِمْ فِي مَوَاطِنِ اَلْكُرُوبِ وَمَنَازِلِ اَلشَّهَادَاتِ )، مناقب آل أبي طالب ،ج 2 ، ص 205.
ولما سمعت نساء المهاجرين والأنصار خبر علّة فاطمة بنت رسول الله، اجتمعن وذهبن إلى بيت فاطمة لعيادتها ، فَعَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: دَخَلْتُ نِسْوَةٍ مِنْ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَعُدْنَهَا فِي عِلَّتِهَا، فَقُلْنَ لَهَا: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ ، كَيْفَ أَصْبَحْتِ فَقَالَتْ: ( أَصْبَحْتُ وَاَللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْيَاكُنَّ، قَالِيَةً لِرِجَالِكُنِّ، لَفَظْتُهُمْ بَعْدَ إِذْ عَجَمْتُهُمْ، وَسَئِمْتُهُمْ بَعْدَ إِذْ سَبَرْتُهُمْ، فَقُبْحاً لِأُفُونِ اَلرَّأْيِ وَخَطْلِ اَلْقَوْلِ وَخَوَرِ اَلْقَنَاةِ، ﴿ وَلَبِئْسَ مٰا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ وَفِي اَلْعَذٰابِ هُمْ خٰالِدُونَ ﴾، {سُورَةُ المائدةِ، الآية 80}، وَلاَ جَرَمَ وَاَللَّهِ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا، وَشَنِنْتُ عَلَيْهِمْ عَارَهَا، فَجَدْعاً وَ رَغْماً لِلْقَوْمِ اَلظَّالِمِينَ. وَيْحَهُمْ، أَنَّى زَحْزَحُوهَا عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ ! مَا نَقَمُوا وَاَللَّهِ مِنْهُ إِلاَّ نَكِيرَ سَيْفِهِ، وَنَكَالَ وَقْعِهِ، وَ تَنَمُّرَهُ فِي ذَاتِ اَللَّهِ، وَتَاللَّهِ لَوْ تَكَافُّوا عَلَيْهِ عَنْ زِمَامٍ نَبَذَهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لاَعْتَلَقَهُ، ثُمَّ لَسَارَ بِهِمْ سَيْراً سُجُحاً ، فَإِنَّهُ قَوَاعِدُ اَلرِّسَالَةِ، وَرَوَاسِي اَلنُّبُوَّةِ، وَمَهْبِطُ اَلرُّوحِ اَلْأَمِينِ وَاَلْبَطِينُ بِأَمْرِ اَلدِّينِ فِي اَلدُّنْيَا وَاَلْآخِرَةِ ﴿ أَلاٰ ذٰلِكَ هُوَ اَلْخُسْرٰانُ اَلْمُبِينُ ﴾، {سُورَةُ الزُّمَرِ، الآية 15} . وَاَللَّهِ لاَ يَكْتَلِمُ خِشَاشُهُ، وَلاَ يُتَعْتَعُ رَاكِبُهُ، وَلَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلاً رَوِيّاً فَضْفَاضاً، تَطْفَحُ ضِفَّتُهُ، وَلَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً قَدْ خَثَرَ بِهِمُ اَلرَّيُّ غَيْرَ مُتَحَلٍّ بِطَائِلٍ إِلاَّ بِغَمْرِ اَلنَّاهِلِ وَرَدْعِ سَوْرَةِ اَلسَّاغِبِ ، وَلَفُتِحَتْ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ وَاَلْأَرْضِ وَسَيَأْخُذُهُمْ اَللَّهُ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ . فَهَلُمَّ فَاسْمَعْ، فَمَا عِشْتَ أَرَاكَ اَلدَّهْرُ اَلْعَجَبَ، وَإِنْ تَعْجَبْ بَعْدَ اَلْحَادِثِ، فَمَا بِالْهَمِّ بِأَيِّ سَنَدٍ اِسْتَنَدُوا، أَمْ بِأَيَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا ﴿ لَبِئْسَ اَلْمَوْلىٰ وَلَبِئْسَ اَلْعَشِيرُ ﴾، {سُورَةُ الحَجِّ، الآية 13} وَبِئْسَ لِلظّٰالِمِينَ بَدَلاً . اِسْتَبْدَلُوا اَلذُّنَابَى بِالْقَوَادِمِ، وَاَلْحَرُونَ بِالْقَاحِمِ، وَاَلْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ، فَتَعْساً لِقَوْمٍ ﴿ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾، {سُورَةُ الكَهفِ ، الآية 104} ، ﴿ أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ اَلْمُفْسِدُونَ وَ لٰكِنْ لاٰ يَشْعُرُونَ ﴾، {سُورَةُ البَقَرةِ، الآية 12} ، ﴿ أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاٰ يَهِدِّي إِلاّٰ أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾، {سُورَةُ يُونُسَ، الآية 35} لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَيْثَمَا تُنْتِجُ، ثُمَّ اِحْتَلَبُوا طِلاَعَ اَلْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً وَذُعَافاً مُمِضّاً، هُنَالِكَ يَخْسَرُ اَلْمُبْطِلُونَ وَيَعْرِفُ اَلتَّالُونَ غِبَّ مَا أَسَّسَ اَلْأَوَّلُونَ، ثُمَّ طِيبُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ لِفِتْنَتِهَا، ثُمَّ اِطْمَئَنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأشاً، وَأَبْشِرُوا بِسَيْفٍ صَارِمٍ وَهَرْجٍ دَائِمٍ شَامِلٍ وَاِسْتِبْدَادٍ مِنَ اَلظَّالِمِينَ، يَدَعُ فَيْئَكُمْ زَهِيداً، وَجَمْعَكُمْ حَصِيداً، فَيَا حَسْرَةً لَهُمْ وَقَدْ عُمِّيَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَنْبَاءُ ﴿ أَ نُلْزِمُكُمُوهٰا وَ أَنْتُمْ لَهٰا كٰارِهُونَ ﴾، {سُورَةُ هُودٍ، الآية 28})، الأمالي (للطوسی) ، ج1، ص374 .
قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ فَأَعَادَتِ اَلنِّسَاءُ قَوْلَهَا (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) عَلَى رِجَالِهِنَّ فَجَاءَ إِلَيْهَا قَوْمٌ مِنْ وُجُوهِ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ مُعْتَذِرِينَ وَ قَالُوا: يَا سَيِّدَةَ اَلنِّسَاءِ لَوْ كَانَ أَبُو اَلْحَسَنِ ذَكَرَ لَنَا هَذَا اَلْأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نُبْرِمَ اَلْعَهْدَ وَ نُحَكِّمَ اَلْعَقْدَ لَمَا عَدَلْنَا عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ فَقَالَتْ(عَلَيْهَا السَّلاَمُ): ( إِلَيْكُمْ عَنِّي فَلاَ عُذْرَ بَعْدَ تَعْذِيرِكُمْ وَ لاَ أَمْرَ بَعْدَ تَقْصِيرِكُمْ )، بحار الأنوار ،ج 43،ص 159.
لقد بيّنت (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) لهم المستقبل الذي ينتظرهم جراء مخالفتهم للحق وعروجهم عن ولاية صاحبه، وقدمت لهم الأدلة الناصحة على أن علياً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) هو الإمام المفترض الطاعة وعلى أن اتباعه يفتح لهم بركات السماء والأرض، ومخالفته محقق للظلم والاستبداد، وهي التي لا تنطق إلا عما يرضي الله.
وختمت (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) مواقفها الاحتجاجية على القوم، بأن أوصت أن لا يحضر أحد منهم جنازتها، ويعفى قبرها فلا يعرفها أحد، لتبقى هذه حجّة على جبين التاريخ تصل إلى كل طالب للحق والحقيقة، وتصل إلى كل من يسأل: أين قبر فاطمة؟، ولماذا أوصت أن لا يشهد جنازتها من القوم أحد؟ فيثيره ذلك البحث والاستفسار فيصل إلى حقيقة ما كانت الزهراء تناشد به وتدعو إليه .
وَ رُوِيَ: أَنَّ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) لاَ زَالَتْ بَعْدَ اَلنَّبِيِّ مُعَصَّبَةَ اَلرَّأْسِ نَاحِلَةَ اَلْجِسْمِ مُنْهَدَّةَ اَلرُّكْنِ............. ثُمَّ قَالَتْ: ( جَزَاكَ اَللَّهُ عَنِّي خَيْرَ اَلْجَزَاءِ يَا اِبْنَ عَمِّ أُوصِيكَ أَوَّلاً أَنْ تَتَزَوَّجَ بَعْدِي بِابْنَةِ أُمَامَةَ فَإِنَّهَا تَكُونُ لِوُلْدِي مِثْلِي فَإِنَّ اَلرِّجَالَ لاَ بُدَّ لَهُمْ مِنَ اَلنِّسَاءِ قَالَ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَرْبَعَةٌ لَيْسَ إِلَى فِرَاقِهِنَّ سَبِيلٌ بِنْتُ أُمَامَةَ أَوْصَتْنِي بِهَا فَاطِمَةُ ثُمَّ قَالَتْ أُوصِيكَ يَا اِبْنَ عَمِّ أَنْ تَتَّخِذَ لِي نَعْشاً فَقَدْ رَأَيْتُ اَلْمَلاَئِكَةَ صَوَّرُوا صُورَتَهُ فَقَالَ لَهَا صِفِيهِ إِلَيَّ فَوَصَفَتْهُ فَاتَّخَذَهُ لَهَا فَأَوَّلُ نَعْشٍ عُمِلَ فِي وَجْهِ اَلْأَرْضِ ذَلِكَ وَمَا رَأَى أَحَدٌ قَبْلَهُ وَلاَ عَمِلَ أَحَدٌ ثُمَّ قَالَتْ أُوصِيكَ أَنْ لاَ يَشْهَدَ أَحَدٌ جِنَازَتِي مِنْ هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ ظَلَمُونِي وَأَخَذُوا حَقِّي فَإِنَّهُمْ أَعْدَائِي وَأَعْدَاءُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَأَنْ لاَ يُصَلِّيَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَلاَ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَاِدْفِنِّي فِي اَللَّيْلِ إِذَا هَدَأَتِ اَلْعُيُونُ وَنَامَتِ اَلْأَبْصَارُ ثُمَّ تُوُفِّيَتْ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهَا وَعَلَى أَبِيهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيهَا فَصَاحَتْ أَهْلُ اَلْمَدِينَةِ صَيْحَةً وَاحِدَةً وَاِجْتَمَعَتْ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ فِي دَارِهَا فَصَرَخْنَ صَرْخَةً وَاحِدَةً كَادَتِ اَلْمَدِينَةُ أَنْ تَزَعْزَعَ مِنْ صُرَاخِهِنَّ وَهُنَّ يَقُلْنَ يَا سَيِّدَتَاهْ يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ وَأَقْبَلَ اَلنَّاسُ مِثْلَ عُرْفِ اَلْفَرَسِ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ جَالِسٌ وَاَلْحَسَنُ وَاَلْحُسَيْنُ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) بَيْنَ يَدَيْهِ يَبْكِيَانِ فَبَكَى اَلنَّاسُ لِبُكَائِهِمَا........)، روضة الواعظین ، ج1، ص150.
تعليق