؛
تكحلت السماء بالمساء، وأصبح فراقك يرتب جدائل الغيوم، ارتداء فقدك قلبي ووضع مسكة الزهور السوداء على قبري، مددّت يدي للفراق ولكنهُ يتأرجح داخلي كطفل في المهد لا يعرف شيئا عن الحياة، ولدت أنا من رحم غيابك وأصبحت اوفى أطفالك، كُل شيء يتسرب مني خلسة حتى أنيّ امشط أهداب الفراق،
حامل قلبي بك ومخاضه أنجب ليّ لحد وغياب،
ابيضت عيناي من حزنك وقميصك شق من دبر التراب،
في مدينتي كُل القبور صامتة، وحده الحنين من يتكلم، ذات يوم سألت الحدود التي تفرق بيني وبينك كم يسلك الدرب منها إلى مكان دفنك؟
قالت بأن الوقت يُحسب بأميال من الشوق على قدر شوقك تصلين!
ركلتها فوقع قلبي مني، لِذلك أبدو لك بلا قلب،
لا تصدقهم حين قالوا بأن الأموات ينسون مع قطار السنوات، ها أنا نسيت نفسي على سكة رحيلك، وحقائب المسافة ثقيلة قطع شراييني عبء الحبال،
العالم في قبر وقبرك عالم، الأحياء أموات وأنت حيّ فيّ، تضحك الأيام بلا أسنان وتلوك الدقائق كرجل عجوز،
انظر إلى الساعة إنها تنجبك الوقت كذبة كبيرة،
سح حلمي في بطن الحنين وابتلعني قرش الغياب
حتى منامي عاقر من طيفك، وقطع كل سبل العلاج،
قست حرارة الشمس بروحي فوجدت أسمك يُضيء
في جُب الفؤاد..
اليوم يبلغ فتى رحيلك سبع سنوات،
ولم أجد شخص يقتله لعل الله يبدلني بصبي اللقاء..
مشت جوارحي إلى قبرك على استحياء، خوفًا من ظل جيرانك، ارتد طرف السكان بالقرب منك من شدة نحيب الأيام.