..الووو اهلا عزيزتي زهور
كيف الحال ..
انا بخير ابشرك ليلة الاربعاء القادم (ليلة الحناء ) انت معزومة وكل زميلاتي وصديقاتي في العمل ..
الوو الووو مابك ياعزيزتي ميادة ...
هل انت غير مسرورة بزواجي ...
اااه حقك ..
انا ساتزوج وانا في نهاية العشرين من عمري
اما انت يا ياميادة الان تعيشين مرحلة الخريف واليأس وعمرك تجاوز الخمسين
واصبحت عانسة
لم تستطع ان ترد على صديقاتها زهور واكتفت بكلمة (مبارك )وتتنهي المحادثة
بدموع التي انسابت من عيون ميادة ذات الجمال والدلال والشهادة الاكاديمية ...
كنت جالسة مع صديقتي ميادة وانا اسمع هذه المحاورة غير المكتافئة بين فتاة تأهلت الى الزواج وتكوين أسرة في المستقبل ،وبين فتاة عبر سنها الزواج ..
وبعد ان قرارنا ان نحضر ليلة الحناء للزميلة زهور رغم احترام حق الصداقة ..
جلست ميادة ونورهان وسلمى وفاتن وانا في مجموعة لوحدنا بعيدا عن المدعوات من المتزوجات والسيدات الكبيرات السن ..
لكن تقدمت نحونا احدى السيدات ومعها ابنتها وام العروس زهور نحونا ل تعارف علينا ...
ودار الحديث بشكل عمومي الى ان وصل الى السؤال التالي
لماذا لم تحضرن معكن بناتكن ؟
تطلعت العيون نحونا ..الا ان نطقت بانه
لم نتزوج ولا عائلة عندنا
واذا السيدة الكبيرة تتلفظ بكلمة
يبووووو عوانس .. فاتكن القطار وابنتها تضحك والقهقه بصوت عالي ..
فقلت ..الزواج جزء من الحياة وليس كل الحياة ..وكل فتاة تريد ان تكون زوجة وام ولكن ليس السبب منهن هذه العنوسة ..
بعد هذه المحادثة
خرجنا من حفلة ليلة الحناء وبعض من زميلاتي منكسرات الخاطر بين الدمعة والحزن ..
قلت لهن نحن افضل من الكثيرات من النساء ..كوننا نعمل ونخدم ونربي جيل يحمل شهادة أكاديمية علمية في مجال الطب ..
والان لنقرأ الاسطر التالية ...
مامعنى العنوسة واسبابها ومخاطرها ومعالجتها..
تعني صفة العنوسة هو تخطي السن التقليدي للزواج .
وتختلف فكرتها بين المجتمعات والبيئة
عند المناطق الريفية يكون الاهتمام بالمقام الاول للفتاة بزواجها في مقتبل العمر وان تخطى عمرها نصف العشرين يقل الرجال ل خطبتها .
اما في المدينة تخطى العمر نصف او نهاية الثلاثين من العمر ..
وقد يطلق كلمة العنوسة للاناث والذكور ..
لكن للاسف الشيديد المجتمعات تطلقها فقط على الاناث .
وقد نرى ان ثقافتنا كمجتمعات عربية بدوية ان الزواج ستر البنت ويصونها ويحفظ كرامتها وكرامة اهلها .والبنت بدون زواج يفتح الباب للاقاويل والحديث
مهما كانت الفتاة عصرية ام بدوية ام ريفية ..مثقفة او متعلمة او غير متعلمة
جميلة جدا او جمالها عادي ..او جمال روحي ..ذات اخلاق وحسب ونسب ام تكون من ذوات الدخل المحدود .
اشتهرت ظاهرة العنوسة في السنوات الاخيرة بشكل الاجباري والاختياري وبنسبة كبيرة جدا اضافة الى ظاهرتين المطلقات والارامل ..
وان المجتمعات تنظر الى الفتاة العانس نظرة دونية اقل من الاخريات (المطلقات والارامل ).
اسباب ظاهرة العنوسة..
هناك اسباب اجاد في جمعها الباحثين والمختصين في شؤون المرأة تحديدا ..منها
-الحروب والخطف والقتل والانفجارات وعدم الاستقرار الامني ...
-عدم الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص العمل والمعيشة لتكوين الاسرة .
-عدم الاستقرار الاجتماعي بعض الاسر تعامل البنت بالعنف والتنكيل والاضطهاد والحرمان ومنذ طفولتها ..فتصبح بداخلها عقدة الخوف ان يكون الزوج امتداد ل في العنف الاسري ل اهلها .
اضافة الى هذا لاتزال بعض القبائل والعشائر تستخدم النهوة وعدم الزواج من رجل غريب تقدم لخطبتها فيحدث نهوة من العم وابناءه وتظل الفتاة بلا زواج ..
وهناك من الاسر تطلب مهور كبيرة من الرجل المتقدم لخطبة ابنتهم وبهذا لا يستطيع توفيره فتبقى البنت عند اهلها بلا زواج .
-القانون ...وجود القانون الذي يمنع من الزواج بامرأة ثانية الا بموافقة الزوجة الاولى والتي لا تقبل بالشراكة بزواجها .
اما تأثير العنوسة في المجتمعات ..
هناك الكثير من المخاطر بسبب ظاهرة العنوسة منها...
اولا-تؤدي للشعور بالحرمان نتيجة عدم الالتقاء بشريك الحياة أسوة ببقية النساء ممايجعلها تنظر للمجتمع من خلال الحسد والغيرة والحقد بسلوك عصبي وعدواني وتحمله المسؤولية في بقاءها بلا زواج ...
ثانيا - هناك من النساء تعرضن الى العزلة والانطوائية حيث النظرة الشفقة او الشماتة من الناس والبعض منهم تردد الى مسامعهن وبصورة مستمرة التمني بالزواج فيدفعهن الى الهرب بالعزلة.
ثالثا- حرمان الفتاة من الاشباع الفطري الانثوي والامومة والسعادة الزوجية وانهيار التوازن النفسي واحداث سلوك متناقض وتضطر احيانا الى ان تقبل بأي رجل يتقدم لخطبتها دون معرفته سابقا .
رابعا - ظاهرة العنوسة أدت الى البعض من النساء الى الانسلاخ من الاخلاق غياب الوازع الديني والشريعي والتورط في علاقات غير اخلاقية .
خامسا- بعض النساء تعرضن الى الضغوطات الفنسية والعصبية وتوترات ادت الى امراض مزمنة وحادة واورام خبيثة .
ومن الطريف نجد ان بعض النساء تلجأ الى السحر والدجل وايجاد الزوج عن طريق الدجالين والكهنة واستغلوا هذه ظاهرة العنوسة في انتعاش حياتهم .
كيف يمكننا ان نجد حلول للظاهرة العنوسة ..
من الطرق التي لابد ان تساهم في مفهوم العنوسة واستبدلها بكلمة (تأخير الزواج عند الفتاة )وشمول المجتمع باحتواء ومعالجة هذه الظاهرة ...
١-الاعلام ...
يتحمل الاعلام من الصحافة والكتاب والباحثين والمفكرين بايجاد حلول مدروسة للحد من ظاهرة العنوسة وتقريب وجهات النظر وعقد ندوات وجلسات والمساهمة في استنهاض المراة التي تاخرت عن الزواج بحياة كريمة تليق بها واحترام مشاعرها وكرامتها ودمجها بالمجتمع .
٢-المادي والاقتصادي ...
توفير فرص عمل للرجال ودعم مشاريع القطاع الخاص وتسهيل امور السلف والقروض وتوفير السكن ومايحتاجه البيت السعيد من متطلبات ضرورية
وتخفيض المهور وتسهيل وتشجيع الشباب والرجال بالزواج .
٣-القانون ... السماح للرجل بالزواج دون اللجوء الى موافقة زوجته الاولى ان كان الزوج يستطيع ان يوفر حياة زوجية بمستوى الحياة الزوجية للاولى .
٤-المؤسسات وذوي الخير والمعروف بتكوين صندق تكافل اجتماعي يساهم في تقليص الكاهل المادي عن الذين يريدون الزواج وليس لديهم الامكانية المادية ..
في حالة تعذر الفتاة على زوج مناسب لها
ليس حياة الحياة .
فهناك منهن ابدعت في الكتابة والادب والفن والدين والشريعة واستطعن بالوعي والادراك ان يكن لهن دور فعال من خلال دمجهن مع العائلة او العمل والتعليم والعلم ..
كما انه الفتاة المقبل عمرها على الزواج لا ترفض من يتقدم لخطبتها بحجة تريد ان تكمل وتواصل التحصيل الدراسي او تريد مواصفات معينة دون النظر الى الخلق والدين والى التكافىء .