إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( من أدب الفتوى ) ( منتظر العلي ) ( الخاتمة )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( من أدب الفتوى ) ( منتظر العلي ) ( الخاتمة )


    في عتمة الأسر كل شيء قابل للموت ، والحياة ابعد ما تكون عن تفكير الأسير ، وهذا هو الخطأ الذي لا يطاق ، لحظات الموت عند الإنسان عزيزة كونه يصبح في لحظتها هو الأقرب الى الله ، طلبت منهم أن يربطوا جسدي الى نخلة بدل هذه الشجرة الأم، لكني اقتنعت بالفكرة ولا فرق بين النخل والشجر مادام القاتل هو القاتل والسبيل نفسه ، يضحكون على أنفسهم حيث يعدون الاستجواب الأبكم محكمة شرعية تحكم باسم الدين ، والذي يزيدني استغرابا ان أبن سعد هو في كل التواريخ مصدر رعب وفتك ، المربوط جسه على شجرة يبكي :ـ المصلوب على نخلة لم يكن أسير حرب ،وأنا لااتوقع سوى القتل ـ، في الليل استجوبني حارس داعشي يريد على ما يبدو ان يتسلى بي ، :ـ هل تعرف أنت في أي مكان ؟
    :ـ لا ليس المهم المكان الذي سأقتل فيه ،المهم أن أعرف موقعي من الحق ، هل أنا على بينة من أمر ديني ، يبدو أنه ارتعب حقا وشعرت أنه ممكن أن ينقلب على ذاته
    :ـ ما أسمك ؟
    :ـ سوار عبد المنعم من كربلاء
    أبتسم وقدم نفسه :ـ انا سعد حارث ،رأيتك تبكي فحزنت
    :ـ كنت أحلم بالشهادة ، لهذا استهضمت الأسر كثيرا ، وأجده لايليق بي كمقاتل لولا اصابة ساقي لما استطاعوا اسري ، وهذا الدم الذي ينزف وينزف دون أن يرق له قلب انسان ، كنت أضحك في سري لأني أكتشفت أن ليس في معسركم انسان بمعنى الأنسانية ، الانسان الحقيقي هو من يحمل الله ضميرا ، وأما لهجة التكبير حالها حال أي شعار سياسي ،
    :ـ ما رأيك لو أطلق سراحك الآن ؟
    :ـ ما فائدة ان تطلق سراحي وقدمي تنزف ولا استطيع ان اقف عليها
    :ـ انا سأضمدها لك
    :ـ وما الحسنة التي ترجوها مني ؟ اجابني
    :ـ هل تعرف مصدر الشجاعة التي فيكم ؟ سببها الوحيد أنكم على حق ، انت يا سوار تعتبر الأسر مذلة وخذلان وقد أديت واجبك ونزفت قدمك واسروك بعد ان انتهى العتاد خانتك المؤونة ، ماذا اقول أنا عن خنوعي للباطل وانتمائي اليه وقد سببت لكم الأذى وكثرت عليكم السواد . ، وزخم الرصاص ، انا سأعالج لك ساقك النازفة ،واحملك على ظهري الى ساحة ميدان أخرى نقاتل الباطل سوية ، ونكون من دعائم النصرة ، ساقولها واعاهد الله اني لن أتخلى عن نصرة مولاي الحسين عليه السلام ومن يخذل الوطن أكيد هو يخذل سيد الشهداء الحسين ،

    ( التفاتة اولى )
    تركت القلم جانبا ، وسألت نفسي حينها لماذا يتشابه الظلم في جميع الأزمنة ، وما الذي نريده نحن الكتاب حين نستحضر مثل هذه الشخصيات والمواقف ؟
    ( التفاتة ثانية )
    يقول سعد الحارث :ـ قد يخدع الإنسان لكن بإمكان التجارب ان تغنيه ،
    ***
    ( التفاتة ثالثة )
    ائتلاف سعد والأسير سوار ربما كان من قبيل الصدفة ، لكن نصرة سعد كانت مدروسة ومعدة بقناعة ،سوار الذي وصل الموت ولم يقنط من رحمة الله ، وسعد الذي انغمس في الباطل وعايش الجور والظلم وأنتمى الى الدواعش دون أن يفقد الهداية بالله ،
    ****
    ( التفاتة الرابعة )
    يقول اسوار
    :ـ كنت أثناء التعذيب اشعر بنوع من اللذة ، لذة التحدي لذة ان هؤلاء القوم عجزوا عن إقناع أنفسهم بالحق ، اصبحوا طغاة ، كان يعجبهم ان يرووا الاسير يتوسل بهم يطلب الرحمة ،أني امثل هوية أهل البيت عليهم السلام ، تلك اشياء قد لاتؤثر في المتلقي ذلك التأثير الذي تعيشه وأنت على محك الموت ، تشعر بقيمة الأنتماء
    ***
    ( التفاتة خامسة )
    كلما كان سوار يذكر أسم الحسين عليه السلام ، كان يقل منسوب الدناءة عندي فاراه في وأشعر بالالم الذي يعانيه
    **
    ( الالتفاتة السادسة )
    حين قرأ سعد الحارث القصة قال
    :ـ لذة الهداية الشعور بسعادة لاتخمد ولا تهمد ، هالة نور يوقدها الله في كل روح ويمنحها لكل واحد منا القصة جميلة لكن لابد ان تكون الخاتمة عبارة عن صورة لنا ونحن نزور
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X