بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
{{الكرامة الأولى}}:
يقول احد السادة العلماء وهو يحكي قصته مع ابنته قال: رجعت ابنتي من المدرسة الى البيت قبيل الغروب بيد انها لم تكن كعادتها بشوش منطلقة بل كانت منكمشة تشكوا صداعاً شديداً وىلاماً مبرحة في رأسها وكانت تئن وتتضور وتتقيأ بين الفينة والأخرى فلما رأيتها بتلك الحالة دخلني حزن شديد واضطراب وقلق وسارعت بها الى الطبيب ففحصها ولم يستطع تشخيص المرض فقال:
انه زكام وكتب لها وصفة طويلة من الأدوية ثم قال:
خذها الى البيت واعطها الأدوية فإن تحسنت فالحمدلله وإلا فيمكنك الأتصال بي
يقول السيد: اخذتها الى البيت واعطيتها الأدوية فلم تتحسن فاتصلت بالطبيب وقلت له:
ان المريضة لم تتحسن حالتها على اثر الدواء بل ازدادت سوءا وهي الآن يغمى عليها ساعه بعد ساعة
فقال: انقلها فوراً الى المستشفى فنقلناها فورا الى هناك فلما فحصها الطبيب المتخصص قال:
انها مصابه بـ( منزيت) حاد قد سرى الى تمام أرجاء المخ ولم يبقى فيه منطقة سالمة وهذا النوع من الألتهاب الحاد لايمكن معالجته بعد ان يصل الى هذا الحد لقد فات الأوان لأن الجراحة استوعبت كل مكان فلما سمعنا كلام الطبيب اسقط مافيايدينا واهتز أرحامي ومن معي للخبر حتى أخذ بعضهم يصرخ صراخاً عالياً في المشفى وأخيراً تشكلت لجنة طبية من اطباء المشفى ومن خارج المشفى ووقف الجميع على سرير المريضة واتصل وزير الصحة يومذاك واوصى المسؤولين والأطباء بإجراء اللازم والأهتمام الفائق فبذلوا مافي وسعهم وحالة ابنتي من سيىء الى اسوأ ولازالت في حالة الإغماء الكامل وبقيت هكذا الى ليلة التاسع من المحرم وكنت في حالة عسيرة جدا حيث انظر الى ابنتي المريضة فاجدها قد تقطعت بها الأسباب الظاهرية وقد يئس الأطباء من علاجها يأساً مطلقاً ومن وجهة ثانية أرى البيت يغرق في الصراخ والعويل والندبة رجالاً ونساء فأحسست بالأضطراب ودخلت غرفتي فصليت ركعتين وبعد الفراغ منها صليت على محمد وآل محمد مائة مرة واهديتها لأم قمر بني هاشم ابي الفضل العباس سيدتي ومولاتي ام البنين-ع- وتوجهت اليها بخطاب
فقلت لها:
سيدتي ان كل ولد صالح يطيع امه وانا ارجوك واتوسل اليك ياسيدتي العظيمة وزوجة امير المؤمنين الوفية ان تطلبي من ولدك باب الحوائج ابي الفضل العباس ان يطلب شفاء ابنتي من الله عزا وجل وانتظرت حتى وقت السحر فاتصل بي مرافق المريضة من المشفى قبل الفجر وقال:
البشرى لقد خرجت المريضة من الأغماء وهي الآن في وعي كامل فخرجت متسرعاً اسابق رجلاي واقتحمت المشفى اقتحاماً فوجدتها في حالة عادية تتكلم وترى في حين كان الأطباء المتخصصون قد اخبرونا ان احتمال شفاء المريضة اقل من واحد بالألف وعلى هذا الفرض فلابد ان تفقد بصرها او سمعها او تصاب بالشلل ولايمكن بحال ان تنجو من كل هذه الحالات او من واحدة منها الا ان بركة ام البنين -عليها السلام- وولدها ابي الفضل العباس شفتها شفاء كاملاً دون اي نقص وكانت يومها مخطوبة وهي الآن تعيش مع زوجها وقد رزقها الله طفلين سالمين والجدير بالذكر ان في نفس تلك الليلة التي شوفيت ابنتي ببركة ابي الفضل العباس وامه -عليمها السلام- اخبرتني امرأة صالحة من جيرانناانها رأت ابا الفضل العباس في الرؤيا وقال لها:
ان اموسوي طلب مني شفاء ابنته وقد اعطاني الله شفاءها اوصيه ان يهتم بالمآتم لي وبمن يقيمون عزائي
{{ الكرامة الثانية}}:
موظف حكومي من اهل الموصل وكان يسكن كربلاء بحكم وظيفته وفي اوائل الشهر السابع سنة 1961م احس فجأة بآلام مروعة في مثانته فراجع الطبيب المتخصص في العاصمة (بغداد) فأجريت له الفحوصات وتحليلات اثبتت انه يحمل (حصاة) كبيرة جداً وذات شعب بحيث لايمكن استخراجها الا بعملية جراحية وما اصعب العملية الجراحية يومها الا انه استسلم للأمر الواقع واتفق مع الطبيب على تاريخ اجراء العملية ثم عزم راجعاً الى كربلاء بانتظار اليوم الموعود فلما وصل الى كربلاء عرج الى زيارة الحسين-ع-واخيه ابي الفضل العباس قبل ان يدخل بيته وفي حرم ابي الفضل رأى شاباً واقفاً وبيده كيس صغير فيه (آب بنات) فقدم له وقال:
خذ منه واحدة وانذر لله ان يشفيك فتشتري من هذا كيلو غراماً واحداً توزعه باسم ام البنين -ع- وفعلاً نذر هذا الموظف لله واستشفع بأم البنين -ع- ورجع الى بيته وبات ليلته وفي صباح اليوم التالي استيقظ وقد استولى عليه الألم واخذ منه كل مأخذ فانتبه الى ان الحصاة قد سدت عليه سبيل البول وبعد عصرة شديدة من الألم الذي هجم عليه رأى الحصاة تخرج منه وكانت بشكل مذهل فأصابه الذعر وبعد لحظة غمرة الفرح فخرج الى الشارع وهو يصرخ:
الحمدلله الحمدلله ...شكراً لك يا ام البنين وتوجه من هناك الى حرم ابي الفضل العباس عليه السلام وادى نذره.
{{ الكرامة الثالثة }}:
حدث المرحوم الحاج عبد الرسول علي الصفار التاجر المعروف ورئيس غرفة تجارة بغداد حينذاك قال:
في الخمسينيات تشرفت بحج بيت الله الحرام وزيارة النبي واهل بيته العظام صلوات الله عليهم السلامه وكان زملائي في السفرة كل من السيد هادي مكوطر ومن السادة المحترمين ومن رؤساء عشائر الفرات من رجال ثورة العشرين ضد المستعمر الأنجليزي والشيخ عبد العباس آل فرعون رئيس عشائر آل فلته وهي أعرف وأكبر عشائر الفرات الأوسط في العراق ولما وصلنا المدينه المنورة للتشرف بزيارة المرقد الطاهر للرسول الأعظم صل الله عليه وآله واهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين وفي عصر احد الأيام قصدنا كالعادة زيارة مراقد الأئمة الطاهرين عليهم السلام في بقيع الغرقد وبعد الأنتهاء من مراسيم الزيارة قصدنا زيارة قبور المنتسبين الى اهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة الكرام حتى انتهينا الى قبر السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية (أم البنين) ام العباس عليه السلام
فقلت لعبد العباس آل فرعون:
تعال نزور قبر ام البنين
فأجابنا بتعاليه وغطرسته المعهودتين:
دعنا من هذا اتريدنا ان نزور النساء هذه المرة ونحن رجال وتركنا وخرج من البقيع ذهبت انا والسيد هادي المكوطر لزيارتها وفي فجر اليوم التالي استيقظت من نومي وتفقدت عبد العباس فلم اجده في فراشه وكنا في غرفة واحدة فانتظرته قليلاً وقلت في نفسي: ربما ذهب للخلاء ولكن طال انتظاري ولم يعد فقلقت عليه وايقضت زميلي الآخر السيد هادي وقلت له:
اين ذهب ياترى!؟ فهذه ملابسه كما ان هيمانه لايزال تحت وسادته فاشتد قلقنا عليه اكثر واكثر ولما طالت مدة غيابه بدأنا نفكر الى أين نذهب؟ وكيف نبحث عنه, ومن نسأل؟ وممن نستفسر؟ وبعد فترة قصيرة فتح باب الغرفة ودخل علينا وهو في حالة مثيرة من شدة تاثره وعيناه حمراوان كعلقة الدم من شدة البكاء فقمنا بوجهه وقلنا له:
خيرا إن شاء الله اين كنت, وماهذه الحالة التي نراك عليها؟
قال:
دعوني استريح حتى احدثكم وبعد ان استقر به المقام واستراح قال:
تذكرون حادثة عصر يوم امس عندما رفضت زيارة ام البنين -ع- وخرجت من البقيع؟
قلنا نعم نتذكرها جيداً؟
فقال: قبل الفجر رأيت فيما يرى النائم كأني في صحن ابي الفضل العباس -ع- في كربلاء وعندما هممت بدخول .الحرم الشريف مع الداخلين منعت من الدخول فاستغربت وسألت:من الذي
منعني ؟ لماذا لم يأذن لي بالدخول!؟
قال الحارس: إن سيدي ابا الفضل قد امرني بذلك فقلت للحارس: لماذا؟
قال : لا اعلم وكلما حاولت ان اعرف السببلم اعرفه وهممت بالدخول مراراً ومنعت اشد المنع وحيل بيني وبين دخول الحرم حتى وصل بي الأمر الى التوسل والبكاء على رغم عزة دمعتي
وندرتها- كما تعلمون- حتى اضناني التعب والأجهاد ولما لم اجد نتيجة توسلت هذه المرة بالحارس ورجوته ان يذهب الى سيدي ابي الفضل ويسأله عن سبب منعي من الدخول الى حرمه؟
ذهب الحارس برهة ثم رجع وقال:
يقول لك سيدي ابو الفضل:
رفضت زيارة قبر امي وتعاليت عليها؟
فإني لاآذن لك بالدخول حتى تقصدها وتزورها فاستيقضت لهول الرؤيا فزعاً وذهبت الى البقيع مسرعاً وبدون شعور لزيارة قبر السيدة الطاهرة ام البنين -ع- والأعتذار اليها لتشفع لي عند ولدها تواً كما ترون سلام الله عليهم اجمعين.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
{{الكرامة الأولى}}:
يقول احد السادة العلماء وهو يحكي قصته مع ابنته قال: رجعت ابنتي من المدرسة الى البيت قبيل الغروب بيد انها لم تكن كعادتها بشوش منطلقة بل كانت منكمشة تشكوا صداعاً شديداً وىلاماً مبرحة في رأسها وكانت تئن وتتضور وتتقيأ بين الفينة والأخرى فلما رأيتها بتلك الحالة دخلني حزن شديد واضطراب وقلق وسارعت بها الى الطبيب ففحصها ولم يستطع تشخيص المرض فقال:
انه زكام وكتب لها وصفة طويلة من الأدوية ثم قال:
خذها الى البيت واعطها الأدوية فإن تحسنت فالحمدلله وإلا فيمكنك الأتصال بي
يقول السيد: اخذتها الى البيت واعطيتها الأدوية فلم تتحسن فاتصلت بالطبيب وقلت له:
ان المريضة لم تتحسن حالتها على اثر الدواء بل ازدادت سوءا وهي الآن يغمى عليها ساعه بعد ساعة
فقال: انقلها فوراً الى المستشفى فنقلناها فورا الى هناك فلما فحصها الطبيب المتخصص قال:
انها مصابه بـ( منزيت) حاد قد سرى الى تمام أرجاء المخ ولم يبقى فيه منطقة سالمة وهذا النوع من الألتهاب الحاد لايمكن معالجته بعد ان يصل الى هذا الحد لقد فات الأوان لأن الجراحة استوعبت كل مكان فلما سمعنا كلام الطبيب اسقط مافيايدينا واهتز أرحامي ومن معي للخبر حتى أخذ بعضهم يصرخ صراخاً عالياً في المشفى وأخيراً تشكلت لجنة طبية من اطباء المشفى ومن خارج المشفى ووقف الجميع على سرير المريضة واتصل وزير الصحة يومذاك واوصى المسؤولين والأطباء بإجراء اللازم والأهتمام الفائق فبذلوا مافي وسعهم وحالة ابنتي من سيىء الى اسوأ ولازالت في حالة الإغماء الكامل وبقيت هكذا الى ليلة التاسع من المحرم وكنت في حالة عسيرة جدا حيث انظر الى ابنتي المريضة فاجدها قد تقطعت بها الأسباب الظاهرية وقد يئس الأطباء من علاجها يأساً مطلقاً ومن وجهة ثانية أرى البيت يغرق في الصراخ والعويل والندبة رجالاً ونساء فأحسست بالأضطراب ودخلت غرفتي فصليت ركعتين وبعد الفراغ منها صليت على محمد وآل محمد مائة مرة واهديتها لأم قمر بني هاشم ابي الفضل العباس سيدتي ومولاتي ام البنين-ع- وتوجهت اليها بخطاب
فقلت لها:
سيدتي ان كل ولد صالح يطيع امه وانا ارجوك واتوسل اليك ياسيدتي العظيمة وزوجة امير المؤمنين الوفية ان تطلبي من ولدك باب الحوائج ابي الفضل العباس ان يطلب شفاء ابنتي من الله عزا وجل وانتظرت حتى وقت السحر فاتصل بي مرافق المريضة من المشفى قبل الفجر وقال:
البشرى لقد خرجت المريضة من الأغماء وهي الآن في وعي كامل فخرجت متسرعاً اسابق رجلاي واقتحمت المشفى اقتحاماً فوجدتها في حالة عادية تتكلم وترى في حين كان الأطباء المتخصصون قد اخبرونا ان احتمال شفاء المريضة اقل من واحد بالألف وعلى هذا الفرض فلابد ان تفقد بصرها او سمعها او تصاب بالشلل ولايمكن بحال ان تنجو من كل هذه الحالات او من واحدة منها الا ان بركة ام البنين -عليها السلام- وولدها ابي الفضل العباس شفتها شفاء كاملاً دون اي نقص وكانت يومها مخطوبة وهي الآن تعيش مع زوجها وقد رزقها الله طفلين سالمين والجدير بالذكر ان في نفس تلك الليلة التي شوفيت ابنتي ببركة ابي الفضل العباس وامه -عليمها السلام- اخبرتني امرأة صالحة من جيرانناانها رأت ابا الفضل العباس في الرؤيا وقال لها:
ان اموسوي طلب مني شفاء ابنته وقد اعطاني الله شفاءها اوصيه ان يهتم بالمآتم لي وبمن يقيمون عزائي
{{ الكرامة الثانية}}:
موظف حكومي من اهل الموصل وكان يسكن كربلاء بحكم وظيفته وفي اوائل الشهر السابع سنة 1961م احس فجأة بآلام مروعة في مثانته فراجع الطبيب المتخصص في العاصمة (بغداد) فأجريت له الفحوصات وتحليلات اثبتت انه يحمل (حصاة) كبيرة جداً وذات شعب بحيث لايمكن استخراجها الا بعملية جراحية وما اصعب العملية الجراحية يومها الا انه استسلم للأمر الواقع واتفق مع الطبيب على تاريخ اجراء العملية ثم عزم راجعاً الى كربلاء بانتظار اليوم الموعود فلما وصل الى كربلاء عرج الى زيارة الحسين-ع-واخيه ابي الفضل العباس قبل ان يدخل بيته وفي حرم ابي الفضل رأى شاباً واقفاً وبيده كيس صغير فيه (آب بنات) فقدم له وقال:
خذ منه واحدة وانذر لله ان يشفيك فتشتري من هذا كيلو غراماً واحداً توزعه باسم ام البنين -ع- وفعلاً نذر هذا الموظف لله واستشفع بأم البنين -ع- ورجع الى بيته وبات ليلته وفي صباح اليوم التالي استيقظ وقد استولى عليه الألم واخذ منه كل مأخذ فانتبه الى ان الحصاة قد سدت عليه سبيل البول وبعد عصرة شديدة من الألم الذي هجم عليه رأى الحصاة تخرج منه وكانت بشكل مذهل فأصابه الذعر وبعد لحظة غمرة الفرح فخرج الى الشارع وهو يصرخ:
الحمدلله الحمدلله ...شكراً لك يا ام البنين وتوجه من هناك الى حرم ابي الفضل العباس عليه السلام وادى نذره.
{{ الكرامة الثالثة }}:
حدث المرحوم الحاج عبد الرسول علي الصفار التاجر المعروف ورئيس غرفة تجارة بغداد حينذاك قال:
في الخمسينيات تشرفت بحج بيت الله الحرام وزيارة النبي واهل بيته العظام صلوات الله عليهم السلامه وكان زملائي في السفرة كل من السيد هادي مكوطر ومن السادة المحترمين ومن رؤساء عشائر الفرات من رجال ثورة العشرين ضد المستعمر الأنجليزي والشيخ عبد العباس آل فرعون رئيس عشائر آل فلته وهي أعرف وأكبر عشائر الفرات الأوسط في العراق ولما وصلنا المدينه المنورة للتشرف بزيارة المرقد الطاهر للرسول الأعظم صل الله عليه وآله واهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين وفي عصر احد الأيام قصدنا كالعادة زيارة مراقد الأئمة الطاهرين عليهم السلام في بقيع الغرقد وبعد الأنتهاء من مراسيم الزيارة قصدنا زيارة قبور المنتسبين الى اهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة الكرام حتى انتهينا الى قبر السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية (أم البنين) ام العباس عليه السلام
فقلت لعبد العباس آل فرعون:
تعال نزور قبر ام البنين
فأجابنا بتعاليه وغطرسته المعهودتين:
دعنا من هذا اتريدنا ان نزور النساء هذه المرة ونحن رجال وتركنا وخرج من البقيع ذهبت انا والسيد هادي المكوطر لزيارتها وفي فجر اليوم التالي استيقظت من نومي وتفقدت عبد العباس فلم اجده في فراشه وكنا في غرفة واحدة فانتظرته قليلاً وقلت في نفسي: ربما ذهب للخلاء ولكن طال انتظاري ولم يعد فقلقت عليه وايقضت زميلي الآخر السيد هادي وقلت له:
اين ذهب ياترى!؟ فهذه ملابسه كما ان هيمانه لايزال تحت وسادته فاشتد قلقنا عليه اكثر واكثر ولما طالت مدة غيابه بدأنا نفكر الى أين نذهب؟ وكيف نبحث عنه, ومن نسأل؟ وممن نستفسر؟ وبعد فترة قصيرة فتح باب الغرفة ودخل علينا وهو في حالة مثيرة من شدة تاثره وعيناه حمراوان كعلقة الدم من شدة البكاء فقمنا بوجهه وقلنا له:
خيرا إن شاء الله اين كنت, وماهذه الحالة التي نراك عليها؟
قال:
دعوني استريح حتى احدثكم وبعد ان استقر به المقام واستراح قال:
تذكرون حادثة عصر يوم امس عندما رفضت زيارة ام البنين -ع- وخرجت من البقيع؟
قلنا نعم نتذكرها جيداً؟
فقال: قبل الفجر رأيت فيما يرى النائم كأني في صحن ابي الفضل العباس -ع- في كربلاء وعندما هممت بدخول .الحرم الشريف مع الداخلين منعت من الدخول فاستغربت وسألت:من الذي
منعني ؟ لماذا لم يأذن لي بالدخول!؟
قال الحارس: إن سيدي ابا الفضل قد امرني بذلك فقلت للحارس: لماذا؟
قال : لا اعلم وكلما حاولت ان اعرف السببلم اعرفه وهممت بالدخول مراراً ومنعت اشد المنع وحيل بيني وبين دخول الحرم حتى وصل بي الأمر الى التوسل والبكاء على رغم عزة دمعتي
وندرتها- كما تعلمون- حتى اضناني التعب والأجهاد ولما لم اجد نتيجة توسلت هذه المرة بالحارس ورجوته ان يذهب الى سيدي ابي الفضل ويسأله عن سبب منعي من الدخول الى حرمه؟
ذهب الحارس برهة ثم رجع وقال:
يقول لك سيدي ابو الفضل:
رفضت زيارة قبر امي وتعاليت عليها؟
فإني لاآذن لك بالدخول حتى تقصدها وتزورها فاستيقضت لهول الرؤيا فزعاً وذهبت الى البقيع مسرعاً وبدون شعور لزيارة قبر السيدة الطاهرة ام البنين -ع- والأعتذار اليها لتشفع لي عند ولدها تواً كما ترون سلام الله عليهم اجمعين.