تويت
*كنت أرى للشهادة الجامعية قيمة، حتى التقيت بكاشف الغطاء*
حدث الأستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق سابقاً قائلاً :
زرت النجف وكنت يومئذ عميد كلية الحقوق في العهد الملكي ومعي جماعة من أساتذة كلية الحقوق، وهم بين مصري وعراقي، وكانت زيارة رسمية، وكنت أرأس ذلك الوفد، فرأيت أن الحكومة وضعت في برنامج الزيارة زيارة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، فعظم ذلك علي، وأخذتني العزة بالإثم، وقلت في نفسي: كيف نزور إنساناً لم يستقبلنا ولم يزرنا في محل إقامتنا؟
وظننت أنه كسائر العلماء عندنا في بغداد، توجههم الحكومة حيثما تشاء، ولكنني لم أستطع مخالفة الأوامر، فذهبت لزيارته مرغماً ومعي أعضاء الوفد، فدخلنا عليه، فرحب بنا أجمل ترحيب، وعلم أننا أساتذة من كلية الحقوق، فأخذ مادتين: واحدة من الفقه الفرنسي، والثانية من الفقه الروماني، وجعل يقارن بينهما وبين الفقه الإسلامي، ويشرح نقاط الضعف هناك والمتانة في الفقه الإسلامي، وجعل يتلاعب في الألفاظ المليئة بالفوائد العلمية كيف يشاء.
فتصاغرت أمامه وقلت لمن كان قريباً مني : لا تقولوا للشيخ أني عميد الكلية مخافة أن يوجه إليّ سؤالاً ما أعجز عن جوابه. فلما عدتُ إلى بغداد قلتُ لجماعة من تلامذتي :
كنت أرى للشهادة العلمية قيمة، وقد ثبت عندي أن لا قيمة للشهادة لأني حضرت يوم أمس عند رجل لا يحمل شهادة اكاديمية وتضاءلت أمامه وأنا عميد كلية الحقوق! وهو الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء
📚 مجلة الموسم العدد 20 ، السنة 1415هـ ، 1994م، الصفحة 295
حدث الأستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق سابقاً قائلاً :
زرت النجف وكنت يومئذ عميد كلية الحقوق في العهد الملكي ومعي جماعة من أساتذة كلية الحقوق، وهم بين مصري وعراقي، وكانت زيارة رسمية، وكنت أرأس ذلك الوفد، فرأيت أن الحكومة وضعت في برنامج الزيارة زيارة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، فعظم ذلك علي، وأخذتني العزة بالإثم، وقلت في نفسي: كيف نزور إنساناً لم يستقبلنا ولم يزرنا في محل إقامتنا؟
وظننت أنه كسائر العلماء عندنا في بغداد، توجههم الحكومة حيثما تشاء، ولكنني لم أستطع مخالفة الأوامر، فذهبت لزيارته مرغماً ومعي أعضاء الوفد، فدخلنا عليه، فرحب بنا أجمل ترحيب، وعلم أننا أساتذة من كلية الحقوق، فأخذ مادتين: واحدة من الفقه الفرنسي، والثانية من الفقه الروماني، وجعل يقارن بينهما وبين الفقه الإسلامي، ويشرح نقاط الضعف هناك والمتانة في الفقه الإسلامي، وجعل يتلاعب في الألفاظ المليئة بالفوائد العلمية كيف يشاء.
فتصاغرت أمامه وقلت لمن كان قريباً مني : لا تقولوا للشيخ أني عميد الكلية مخافة أن يوجه إليّ سؤالاً ما أعجز عن جوابه. فلما عدتُ إلى بغداد قلتُ لجماعة من تلامذتي :
كنت أرى للشهادة العلمية قيمة، وقد ثبت عندي أن لا قيمة للشهادة لأني حضرت يوم أمس عند رجل لا يحمل شهادة اكاديمية وتضاءلت أمامه وأنا عميد كلية الحقوق! وهو الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء
📚 مجلة الموسم العدد 20 ، السنة 1415هـ ، 1994م، الصفحة 295
تعليق