تويت
قال الله سبحانه وتعالى: «فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ»[الفجر/13] الصبّ يعني صبّ الماء، وسوط العذاب: انزياح، عبارة عن كناية التعذيب المتتابع والمتواتر الشديد. وقد يرى المفسرون أنهم أخذوا المال ظلما وعدوانا، واكتنزوه شحا وبخلا، فكان جزاؤهم أن كان هو سوط العذاب الذي يُعذبون به، في حين كان يُرجى ان يكون مصدر نفع وخير لهم.
(وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ):
قال تعالى: «وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا»[الفجر/19] يرى الشيخ الطوسي(قدس سره) اللمّا: أي جمعا، والتراث الميراث، وفي تفسير الشيخ مكارم الشيرازي: يرى ان الاستفادة من الميراث المشروع عمل غير مذموم، ونرى ان الجمع بين حق الانسان وحق الاخرين في الميراث؛ لأن حكمة (لمّ) بمعنى الجمع.
وفسّرها الزمخشري في الكشاف بمعنى الجمع بين الحلال والحرام، وكانت عادة العرب في الجاهلية أن يحرموا النساء والأطفال من الإرث؛ لاعتقادهم انه نصيب المقاتلين؛ لأن اكثر أموالهم تأتيهم عن طريق السلب والاغارة.
(غُثَاء أَحْوَى):
قال تعالى: «فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى»[الأعلى/5]، الغثاء: هو ما يطفح ويتفرق من النبات اليابس على سطح الماء الجاري، ويُطلق أيضا على ما يطفح على سطح القدر عند الطبخ، ويُستعمل كناية عن كلّ ضائع ومفقود، النبات اليابس المتراكم أحوى من الحوة شدة الخضرة أو شدة السواد، ويستمر الى فناء الدنيا بعد أن تنمو وتخضر في الربيع وتيبس وتموت بعد مرور الأيام، حتى يتحول أخضرها الى سواد قاتم، والنباتات اليابسة تتراكم لتتحول الى سماد طبيعي.
(دَسَّاهَا):
قال تعالى: «وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا»[الشمس/10] ومعناها البخل؛ لأنّ البخيل يخفي نفسه ومنزلته لئلا يطلب نائله، ودسّا نفسه نقيض زكاها بالعمل الصالح، ودسّاها بالعمل الفاسد حتى صيّرها في محاق وخسران.