إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

امتشقت صبرا ربى جواد عباس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امتشقت صبرا ربى جواد عباس


    أول أمرٍ يَتراوَدُ إلى أذهانِنا هيَ السيدةُ زَينَب (سَلامُ رَبي عَليها), وَمَواقِفها البُطُولية, هذهِ العَظيمةُ الَتي كانت مِثالاً لِلمَرأَةِ المُؤمِنةِ بَعْدَ أُمِها فاطِمَة الزَهراء (عليها السلام), فَكَيفَ لا تَكونُ كَذلِكَ! وَهيَ المَرأَةُ الَتي كانَ جَدُها رَسُول اللهِ(ص), وَتَرَبتْ في بَيتِ إمامٍ مَعصومٍ, أَبوها عَليُ بن أَبي طالِبٍ, وَأُمها الطاهِرة فاطمةُ الزهراء, وَأخوَاها المَعصومَان الحسن والحسين(عليهما السلام),.
    تَبَيَنتْ تِلكَ النَشأَةُ في رِحلَةِ السَبيِّ وَما جَرى فِيها مِن أَحداثٍ, فَرَأَتْ إخوَتَها, وَأَبناءها مُضَرّجينَ بِدِمائِهم, مُثخَنينَ بِالطَعَناتِ, وَحَوافِر الخيولِ التي فَرَت أَشلاءهمُ حَتى لا تَكادُ تمَيّزُ بَينَ جَسَدٍ وَآخر .
    فَعِندَما نَأتي إلى حَقيقَةِ قَلبِ المَرأةِ عِندَ فَقدِها لِأَحدِ الأشخاصِ المُقَرّبينَ مِنها تَتَأثرُ أَياماً, شُهوراً, وَقَد تَصِلُ المُدةُ إلى سَنَواتٍ؛ لِأَنَ قَلبَ المَرأةِ مَعروُفٌ بِالضعفِ, وَالمَشاعرِ الجَياشةِ أَمامَ أَغْلَبِ المَواقفِ, إلا أنَّ الحَوراء زَينب وَقَفت شَامِخَةً رافِعَةً جَسَدَ المَولى (سَلامُ رَبي عَليه) قائِلةً: «فَخُذْ حَتى تَرَضى, وَما رَأَيتُ إلا جَميلاً».
    أي أنَها تَرى كُلَ ما حَصَلَ هو في سَبِيلِ الله, مُسلِمَةً أَمَرها إلى العَليِّ القَديرِ, وَتَتَكفَلُ طيلَة تِلكَ الرِحلَةِ بِبَناتِ الاِمامِ المَعصومِ, وَنِسائِهِ, وَحَرائِرِهِ, وَهي كانتْ كَالأَسَدِ الجَريحِ, يُعينها في تِلكَ الرِحلةِ ابْن أَخيها الحُسينِ, الإمام السَجاد(عليه السلام), فَإذا كانتْ تَميلُ كَأنَّ العاَلم كُلَهُ يَميلُ مَعَها مِنْ صَبرِها.
    تَرى أنَّ القافِلَةَ يُسَّيرُها أَعداءُ أَهلِ البَيَتِ, وَقاتلو أَهَلها, وَيَضرِبونَ بِالسياطِ على مِتونِهم, وَهي في كُلِ ذلِكَ تَرعى وَتَحمي الهاشِمياتِ, حَتى بَعدَ وِصولِها إلى قَصرِ يَزيد في الشامِ تَتَوالى عَلَيها الآلآمُ, وَتَفقِدُ عَزيزَةَ الحُسينِ رُقَيَة(عليها السلام), وَتَقِفُ في قَصرِ يَزيد, وَكُلُ مَنْ كانَ مَوجُوداً مِن الناسِ الصالِح وَالسَيء مِنْهُم, لَمْ يَكُن أَحَدٌ مِنهُمُ يَتَجَرأُ لِيُسكِتَ يَزيدَ عَلى تِلكَ الفاجِعَةِ الأليمَةِ أَلتي أَحَدثَها بِآلِ بَيتِ النَبيِّ مُحَمَدٍ (ص), وَلكن السَيدَة زَينَب(عليها السلام) ما لَبِثت حَتى نَطَقَت بِلِسانِ أَبيها عَليٍ(عليه السلام), وَشَجاعَةِ أَخيها الحُسينِ(عليه السلام), فَأَثبَتت لِلتارِيخِ بِأَنَّ يَزيد كان قَد ارتَكَبَ أَفظعَ, وَأَشنَعَ المآسي ِبآلِ بَيتِ الرِسالَةِ, وَهَتَكَ حُرمَةَ بَناتِ النَبيِّ وَسِتر الهاشِمياتِ, حَتى انتَهت تِلكَ الرِحلَةُ بِالعَودَةِ إلى كَربَلاءَ مَرةً أُخرى لِتُجَدِدَ الألَمَ مِن بَعدِ شَوقٍ وَفِراقٍ .
    وَلكن بأيّ حَالٍ يُعادون إلى تِلكَ الأرض التي دَفَنوا فِيها فَلذات أَكبادِهم وَأَحِبائِهم!
    أَيَعودون مِن بَعدِ ما شُرِدوا, وسلبوا, وأسروا!, أَنْ تَعُودَ زَينَب(عليه السلام) حاملةً صَبرَها وَما جَرى مِن المآسيَ؛ لِتَقِفَ شامِخَةً, وَهي بِروحِها أَشدّ العالَمينَ انجِراحَاً.
    في بَعضِ الرواياتِ يَذكَرُ أَنَها كانت تَحمِلُ مَعَها حِينَ عَودَتِها رَأسَ أَخيها الحُسين(عليه السلام), هَذا المَوقِفُ عِندَما نُحيطُهُ بِتَفكيرِنا, يُمكن أَنْ نَرى هَولَ ما مَرت بِهِ وَكَيّفَ أنَها كانت تَحمِلُ رَأسَ حَبيبِها وَأَخيها الحُسين!, فَإلى رُوحِها وَصَبرِها كُل السَلامِ .​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X