كل الرؤوس تذبل أو تنحني عند الجراح، إلا رأسك ما بينه وبين القاتل سيف وقيامة ونحيب جيل يتبع جيل...
وأنا أتقدم بنفسي..
تلك القرون المدلهمة عن الطريق
أقف عند الهامة المجبولة بالعز..
أتوسل سيدي أعرني راسك لحظة الجرح هوية وانتماء..
أتوسل سيدي موتي بجرحك ينجيني..
السيف الذي طبر الهامة أعرفه..
هو ابن المسمار الذي كسر الضلع بأمس قريب..
أتوسل إليك هبني الجرح زكاة وفضلا جميلا..
إلى الآن مضرج بشظايا الطعنات..
جئت أحمل الجرح لو ألف ابن ملجم يتبعني بين السجدة والمحراب..
لو ألف قنفذ وسيده يشعلان النار عند كل باب..
لو ألف ابن سعد يحتطب الظهيرة كي يقتل فينا حسين..
ما زالوا إلى اليوم مدججين بأحقاد لا حد لها
مترعون بالسم، ويسعون ليكبروا بدمي فتقزموا عند حدود دمك الواهب للحياة..
وأبناء ملجم نخرتهم أرضة الأحلام المريضة في كل حين..
لأن جرحك صار أمة
تصور كم ابن ملجم يستدرج الوهم لحضن قطام
والرهان رأس كل محراب يباهل اليقين
اتوسل لا أستطيع أن أقف مذهولا أتفرج
وأنت تنزف الدم يا سيدي
أتوسل لا أستطيع أن أراك مطبور الراس وأمضي كعابر سبيل.. لا أستطيع أن أكتفي بالعويل، سلاما لك يا أمير المؤمنين
تعليق