إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التملك.. القوة.. التمرد أسيل قندي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التملك.. القوة.. التمرد أسيل قندي


    لدى جميع الكائنات الحية ميل للنمو وفقاً لما تقتضيه طبيعتها، ومن ثم فإننا نقاوم أي محاولة �تمنع نمونا على النحو الذي يحدده تركيبنا؛ وعلى ذلك لابد من استخدام القوة إذا ما أريد تحطيم هذه المقاومة, مادية كانت أو ذهنية, شعورية أو لا شعورية. وتقاوم الأشياء غير الحية التحكم في تركيبها الطبيعي بدرجات متفاوتة، وذلك بالطاقة الكامنة في بناء ذراتها وجزيئاتها, ولكنها لا تقاتل ضد محاولة استخدامها, لكن الكائنات الحية تستنفر إذا استخدمت ضدها قوى خارجية تحاول جرفنا في اتجاهات مناقضة لتركيبنا وضارة بنمونا.
    وتتخذ المقاومة أشكالا عديدة, وكثيراً ما تكون مقاومة لا شعورية؛ والذي يجري الحدّ منه وكبحه هو التعبير الحر العفوي لإرادة الأطفال والناشئين والمراهقين، ثم البالغين والكبار، وكذا تعطشهم للمعرفة، وبحثهم عن الحقيقة, ورغبتهم في المودة والحب, ويرغم الشخص أثناء نموه على التخلي عن معظم رغباته واهتماماته المستقلة الأصيلة، وعن إرادته الشخصية, ليتبنى إرادة غير إرادته, ورغبات ومشاعر غير رغباته ومشاعره, تفرضها كلها الأنماط الاجتماعية للفكر والشعور؛ وعلى اﻟﻤﺠتمع والأسرة باعتبارهما الوكيل النفسي الاجتماعي للمجتمع, أن تحل المعضلة الصعبة: كيف يمكن تحطيم إرادة الشخص، ودون �تمكينه من الوعي بذلك? والحق أنها قادرة بالفعل, خلال عملية معقدة من التلقين والعقاب والثواب وبث الأيدلوجية المناسبة, على النهوض بهذه المهمة على نحو لا بأس به إلى الحد الذي يجعل أغلبية الناس يعتقدون أنهم يسيّرون حياتهم وفق إرادتهم، دون أن يكونوا على وعي بأن إراداتهم ذاتها مصنوعة ومكيفة.
    ومع ذلك يجب أن يكون مفهوماً بكل وضوح أن الحرية لا تعني ترك الحبل على الغارب, أو إطلاق العنان للأفعال الاعتباطية, فتركيب الجنس البشري, شأنه شأن أي جنس آخر, له خصوصيته، وهو لا يستطيع أن ينمو إلا وفق ما يتطلبه هذا التركيب من معايير, ومن ثم لا تعني الحرية التحرر من كل المبادئ المرشدة, وإنما تعني حرية من أجل النمو وفقا لقوانين بناء الوجود الإنساني، أي غير مفروضة على الطبيعة البشرية من خارجها؛ إنها تعني احترام القوانين التي تحكم النمو الإنساني الأمثل، وأي سلطة تقربنا من هذا الهدف هي سلطة عقلانية عندما يتحقق ذلك التقريب، بواسطة المساعدة على تعبئة نشاط الطفل وفكره النقدي... وتكون السلطة لا عقلانية عندما تفرض على الطفل معايير منافية للطبيعة البشرية، لا تخدم إلا أغراض السلطة، ولا تستجيب لمتطلبات البناء الخاص للطفل.
    إن أسلوبَ العيش التملكي، أي السلوك الذي يتركز حول الملكية والربح, لابد من أن يخلق الرغبة, بل الحاجة إلى القوة؛ فمن أجل السيطرة على كائنات بشرية أخرى, نحن بحاجة إلى استخدام القوة لتحطيم مقاومتهم. الرغبة في الحصول على الملكية الخاصة تولد الرغبة في استخدام العنف من أجل سرقة الآخرين بوسائل سافرة أو خفية. وتكمن سعادة الشخص في أسلوب التملك في تفوقه على الآخرين, وفي قوته، وهي - في التحليل الأخير - تكمن في قدرته على أن يغزو ويسرق ويقتل؛ أما في أسلوب الكينونة فإن السعادة هي المحبة والمشاركة والعطاء.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X