أَوَّاهُ مِنْ جَمْرٍ يَشُبُّ بِأَضْلُعِي
مِمَّا دَهَى الأطْهَارَ مِنْ طُلَقَاءِ
ها قَدْ أتَيتُ اليَومَ أحْمِلُ حَسْرَةً
وَأنِينَ قَلبٍ ذَابَ فِي الأَرْزَاءِ
لِلقَاسِمِ المَظْلُومِ تَجْرِي عَبْرَتِي
وَأَبُثُّ لِلزَّهْرَاءِ كُلَّ عَزَائِي
آهٍ لِغُرْبَتِهِ كَغُرْبَةِ جَدِّهِ
فِي أرْضِ كَربٍ شَامِلٍ وَبَلاءِ
وَيلِي عَلَى المَكْرُوبِ عَاشَ مُشَرَّدًا
كَي لا يَكُونَ رَهِينَةَ الأعْدَاءِ
حَتَّى انْتَهَى فِي قَرْيةٍ سُكَّانُهَا
مِمَّنْ يُحِبُّ المُرتَضَى بِخَفَاءِ
آهٍ بِبَاخَمرَا يَكُونُ مَقامُهُ
يَختارُ أنْ يَسْعَى بِسَقْي المَاءِ
وَكَأَنَّهُ مَا زَالَ يَحْمِلُ ذِكْرَ مَنْ
قَدْ قُطِّعَتْ كَفَّاهُ فِي الهَيجَاءِ
بَطَلٌ تَهَاوَى السِّبْطُ عِندَ وَدَاعِهِ
عَضُدُ الحُسَينِ وَكَافِلُ الحَورَاءِ
وَلَعَلَّهُ عِندَ السِّقَاءِ مُنَادِيًا
رَبَّاهُ ... أَظْهِرْ خَاتَمَ الأُمَنَاءِ
يَا فَيضَ هَذَا الكَونِ يَا عَمَدَ الهُدَى
يَا صَاحِبَ الألْطَافِ وَالآلاءِ
عَجِّلْ فَدَيتُكَ فَالعُيُونُ بِلَهفَةٍ
تَرْنُو بُزُوغَ الفَجْرِ بَعدَ عَنَاءِ
اِظْهَرْ فَجُرحُ الأُمِّ يَنْزِفُ لَوْعَةً
وَاثْأرْ لَهَا... للسَّبي ... لِلأبْنَاءِ
وَأَزِلْ بِكَفِّكْ صَرحَ ظُلْمٍ قَدْ عَلا
وَأَقِمْ صُرُوحَ العَدْلِ للفُقَراءِ
بقلم: أم باقر العارضي