تويت
القضية محرجة حقا، حين يتقدم لك أحد الضيوف، ويعرّف نفسه أستاذ باحث في (الروشن)، ويجد ابتسامة غريبة على شفتيك. قلت له: دكتور أنا لا أعرف معنى الروشن؟ قال: هو المغزل يا ابنتي.
سألته: دكتور، تعني الآلة الخشبية المصنوعة لغزل الصوف والقطن وتحويلها إلى صوف؟ قال: نعم يا ابنتي، عبارة عن عود من الخشب برأسه لوح مستدير يسمونه (النول)، وتُفتل الخيوط وتُلفّ بالتدوير حول أعلى المغزل؛ ليكون كالبكرة.
قلت: دكتور، عفوا أريد أن أستفيد من الموضوع، وأعرف معنى الاختصاص الأكاديمي في هذه الآلة؟
أجابني الدكتور بهدوء: هل تعرفين أن المغزل عُرف منذ العصر الحجري الحديث(4500) سنة قبل الميلاد، تم العثور على المغزل في الحفريات الأثرية، وحرفة المغزل من الأعمال اليدوية التقليدية، وهي حرفة النساء دائما.
تنقسم مغازل اليد الحديثة إلى ثلاث فئات: المغازل المعلقة، والمغازل المدعومة، ومغازل أخرى.
فقدت تواصلي مع الدكتور؛ لكوني انشغلت في رسم صور تلك المغازل في راسي، المغازل المعلقة؛ لأنها معلقة عل التأرجح من الغزل بعد بدء الدوران، المغزل المعلق نوع شائع، الغزل يهبط أثناء تشكيل الخيط متنوعة الأحجام، ومنها كبيرة الحجم، هناك مغزل (نافا جو) معدن صغير، وهناك مغزل خاص للقطن، ولخيوط الدانتيل، هي أصغر المغازل (الجو سامر)، وهناك مغازل اليد مغازل فرنسية، ومغازل رومانية.
ويوجد مغزل كبير وطرق متنوعة للتعامل مع المغزل باختلاف دوران اليد. قلت: دكتور، انه علم تراثي حقيقي. ضحك حينها الدكتور وقال: أنا سهّلت لك الأمر وبسطت المعلومة، هناك مغازل مدعومة ومغازل إسقاط القاع، يتكون المغزل من المحور طوله يبلغ(30 إلى 40 سم)، فيه شق على شكل هلال يثبت فيه الخيط عند العمل.
والجزء الثاني القرص قطره من(7ــــ 10 سم)، وهناك معلومة كان موسم شغل المغازل في شهر الربيع عند جزّ الصوف وشعر الماعز يُنظف ويغزل، منها: العباءات، الملابس، الخيام، وأثاث المنزل.
قلت له: شكرا دكتور، سأشتري مغزلا وأعلقه في بيتنا للزينة، فهو يحمل تاريخ أمة وموروث حضارة.