عندما تنصب أعواد موكبك، وتنثر القماش الأسود سقفا وجدرانا ورايات؛ حزنا على سيد الشهداء، انثر معها صفحات كتاب يتحدث عن عاشوراء الحياة، لتعرف من هو الحسين عليه السلام!
وإن كنت عاجزا عن القراءة، فدونك المنبر العميد، ولكن احذر من الغربان الناعقة في الأودية الخربة!
إن كنت سمعت بالحسين الغريب المظلوم، فتعرف الى الحسين القائد الفذ الذي قاد الأمم عبر الأجيال نحو الانتصار على الذات عبر الثبات على المبدأ الحق، ولم يخشَ الطغاة ولا الطغيان؛ لأنهم محض سراب.
فكلما آمنت بحقيقة السراب، هيمنت عليك قوى الوهم، ما بين الخوف والرجاء، وفي مهوى التأرجح، ستضيع عليك فرصة الاستبصار، وستهلك كما هلك عمر بن سعد (لعنة الله عليه).
تعرف إلى إمامك الحسين، وكيف كان يسعى الى مواطن رضا الله سبحانه مهما كان الثمن!
فأين سعيك أنت؟
تعرف إليه وهو يحامي عن الدين بكل ما أُوتي من قوة، ولم تأخذه في الله لومة لائم؛ لأنه شريعة الحق سبحانه، وبها تستقيم أمور العباد والبلاد.
فماذا قدمت أنت للدين، بل ما الذي تعرفه عن الدين؟
تعرف إليه آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، حرصا منه على مصلحة الأمة!
فأين حرصك أنت؟
وأنت تشكو فساد المجتمع، وغياب الضمير، وسيادة الظلم.
تعرف إليه غيورا على عياله وأطفاله حتى قال لأخته الحوراء زينب :
أخية، إن خدرك عندي أعزّ عليّ من ولدي على الأكبر، فهل أنت غيور كسيد الشهداء؟
كلما اقتربت من الحسين (عليه السلام) أكثر، عرفت نفسك أكثر !
وكن واثقا أن هذا القرب كفيل بإصلاح ما فسد من أخلاقك، وتعويض ما فقد من محامدك، كيف لا وأنت تقترب من باب رحمة الله وفيوضاته القدسية. إذن، شدّ أركان الموكب بمعرفة صاحب الموكب، لعلك تصبح في ركابه!
تعليق