بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
للإجابة على هذه الشبهة :
أولاً: الهجوم على بيت بضعة رسول الله (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) ما كان متوقعاً من قبل هؤلاء الظلمة! ، وهل يجرؤ أحدٌ على دخول هذا البيت الطاهر دون إذن؟ وقد قال الله تعالى في آية عامة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ! بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾، سُورَةُ النور، الآيتان 27-28!
هذا وقد أوصى رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أمته بأهل بيته مراراً وتكراراً، فجاء في صحيح مسلم ج: 4 ص: 1873: ح2408، من قول حديث زيد بن أرقم عندما جاءه يزيد بن حيان وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم، مِنَ اَلْجَمْعِ بَيْنَ اَلصَّحِيحَيْنِ لِلْحُمَيْدِيِّ اَلْحَدِيثُ اَلْخَامِسُ مِنْ إِفْرَادِ مُسْلِمٍ مِنْ مُسْنَدِ اِبْنِ أَبِي أَوْفَى بِالْإِسْنَادِ قَالَ: اِنْطَلَقْنَا أَنَا وَ حُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَ عُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ حُصَيْنٌ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ: يَا اِبْنَ أَخِي وَ اَللَّهِ لَقَدْ كَبُرَ سِنِّي وَ قَدِمَ عَهْدِي وَ نَسِيتُ بَعْضَ اَلَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوهُ وَ مَا لاَ فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَوْماً فِينَا خَطِيباً بِمَاءٍ يُدْعَى خُمّاً بَيْنَ مَكَّةَ وَ اَلْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى وَوَعَظَ وَ ذَكَرَ ثُمَّ قَالَ: ( أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا اَلنَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اَللَّهِ فِيهِ اَلْهُدَى وَاَلنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اَللَّهِ وَاِسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اَللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اَللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي)، بحار الأنوار ، ج37، ص179.
فهل يمكن أن يتوقع هذا من هؤلاء الظلمة وهذه الوصايا تتلى على مسامعهم؟
ثانياً: الهجوم حصل فجأة، أي أن كسر الباب وضرب الزهراء (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) حدث في ثوانٍ معدودة، أي أن الإمام علي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لم يكن كما يقول الخطباء بعفوية أو للتنفيس عن قلوبهم المجروحة بعتابهم لمولانا أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أو كما يقول الوهابية بحقد وحماقة من أنه كان يتفرج وهم يفعلون ما يفعلون وهو لا يحرك ساكناً !
قد يقول أحدهم بأن الإمام يعلم الغيب؟
نقول بأن المعصوم لا يتعامل إلا بالظاهر، إلا ما كان بأمر من الله جلّ وعلا وأمره أن يقوم بأمر غيبي، وهذا إعتقاد العامة أيضاً، فهم يعتقدون بأن النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يعلم المنافقين، لكنه لا يتعامل معهم إلا بالظاهر، يقول الطبري في تفسير في ج: 10 ص: 184: فإن قال قائل فكيف تركهم ( يعني المنافقين ) (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وسلم مقيمين بين أظهر أصحابه مع علمه بهم؟ قيل إن الله تعالى ذكره إنما أمر بقتال من أظهر منهم كلمة الكفر ثم أقام على إظهاره ما أظهر من ذلك وأما من إذا يتحقق عليه منهم أنه تكلم بكلمة الكفر وأخذ بها أنكرها ورجع عنها وقال إني مسلم فإن حكم الله في كل من أظهر الإسلام بلسانه أن يحقن بذلك له دمه وماله وإن كان ذلك وتوكل هو جل ثناؤه بسرائرهم ولم يجعل للخلق البحث عن السرائر، فلذلك كان النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) مع علمه بهم وإطلاع الله إياه على ضمائرهم واعتقاد صدورهم كان يقرهم بين أظهر الصحابة ولا يسلك بجهادهم مسلك جهاد من قد ناصبه الحرب على الشرك بالله لأن أحدهم كان إذا يتحقق عليه أنه قد قال قولا كفر فيه بالله ثم أخذ به أنكره وأظهر الإسلام بلسانه فلم يكن (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يأخذه إلا بما أظهر له من قوله ثم حضوره إياه وعزمه على إمضاء الحكم فيه دون ما سلف من قول كان نطق به قبل ذلك ودون اعتقاد ضميره الذي لم يبح الله لأحد الأخذ به في الحكم وتولى الأخذ به هو دون خلقه..إنتهى!
ثالثاً: وقد يطرح أحدهم إشكالاً وهو: كيف كان الهجوم مفاجئاً مع التهديد بالإحراق، بل بإحراق باب البيت العلوي؟
أقول، وهو دليلٌ آخر على أن الأمر كان فجأة، وأمراً لم يكن متوقعاً، وهو أن مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها كانت حاسرة، وليس عليها خمارٌ تستر وجهها به !
قال العلامة المجلسي قدس : روي بأسانيد معتبرة عن سليم بن قيس الهلالي ، وغيره ، عن سلمان والعباس قالا : - والنص لكتاب سليم: قال سليم بن قيس :
فلما رأى علي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم إياه لزم بيته فقال عمر لأبي بكر : ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع ، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة... إلى أن قال سليم بن قيس :
ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) :
والله لتخرجن يا علي ، ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك بالنار ؟!
فقالت فاطمة (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) ، يا عمر ، ما لنا ولك ؟
فقال : افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم .
فقالت : " يا عمر ، أما تتقي الله تدخل علي بيتي ؟، فأبى أن ينصرف . ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه ، فدخل ، فاستقبلته فاطمة (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) وصاحت:
يا أبتاه يا رسول الله !
فرفع عمر السيف وهو في غمده ، فوجأ به جنبها ، فصرخت :يا أبتاه !
فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت :
يا رسول الله ، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر..
إلى أن يقول سليم :
قلت لسلمان : أدخلوا على فاطمة (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) بغير إذن ؟ !
قال : إي والله ، وما عليها من خمار . فنادت :
وا أبتاه ، وا رسول الله ! يا أبتاه فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر وعيناك لم تتفقا في قبرك " - تنادي بأعلى صوتها -!؟
إذاً يتبين لنا، بأن الزهراء صلوات الله عليها قد فوجئت بالأمر الذي لم يكن تتوقعه، فأضرموا النار وهجموا مباشرة، وهذا الأمر وكما! أسلفنا، كان كله في ثوانٍ معدودة، حتى أن مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها، أسرعت لتستر نفسها خلف الباب وحاولت إغلاقه، لكن ماذا صنعوا؟ ضربوها وأسقطوا جنينها بأبي هي وأمي ونفسي لها الفداء الوقاء والحمى !
وقد نظم العلامة الفقيه السيد محمد بن السيد مهدي القزويني المتوفى 1335ه ، هذا الموضع من! حديث سليم في أرجوزته حيث يقول :
يا عجبا يستأذن الأمين *************** عليهم ويهجم الخؤون
قال سليم : قلت يا سلمان ********* هل هجموا ولم يك استيذان
فقال : إي وعزة الجبار ********** وما على الزهراء من خمار
لكن! ها لاذت وراء الباب ************ رعاية للستر والحجاب
فمذ رأوها عصروها عصرة ***** كادت بنفسي أن تموت حسرة
تصيح يا فضة سنديني *************** فقد وربي قتلوا جنيني
فأسقطت بنت الهدى وا حزنا ****** جنينها ذاك المسمى محسنا
رابعاً: الإمام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بعد أن حصل ذلك، هجم عليهم {لكنه لم يحرك سيفه فيهم لأن الرسول (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كان قد أوصاه بعدم رفعه} وقد ذكرت الروايات بأنه قد قبض على عمر وطرحه أرضا وجثى على صدره، لكنه لم يقتله لأنه موصى، فتكاثروا عليه وهو على تلك الحالة وقيدوه وأخذوها ملبباً !
فعندما دخل عمر بن الخطاب البيت الطاهر ماذا حصل؟
فوثب علي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فأخذ بتلابيبه ثم نتره (أي جذبه بشدة) فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وما أوصاه به ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لعلمت إنك لا تدخل بيتي ) !
فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إلى سيفه . فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إليه بسيفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته . فقال أبو بكر لقنفذ: ( إرجع ، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته ، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار )
فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن ، وثار علي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون ، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه فألقوا في عنقه حبلا !
وحالت بينهم وبينه فاطمة (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته ، لعنه الله ولعن من بعث به، ثم انطلق بعلي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يعتل عتلا حتى انتهي به إلى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن ج! بل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حضير وبشير بن سعيد وسائر الناس جلوس حول أبي بكر عليهم السلاح!
راجع كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص 150 ، وأيضاً كتاب الإحتجاج !
إذاً أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يكن يتفرج وهو يدخلون عليه الدار أبداً، بل حامى عن حرم بيته وبضعة رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، لكن الوصية قيدته بعدم سفك دمهم !
فيتضح لنا أن ضرب الزهراء صلوات الله عليها كان في هذه الأحوال :
أ- الهجوم المفاجئ من قبل القوم الظالمين في بادئ الأمر !
ب- بعد تقييد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه !
إذاً أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لم يكن متفرجأً كما يظن البعض !
خامساً: الوصية أمر جدير بأن نلتفت إليه: وهو أن نبي الله هارون (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قد كان موصىً من قبل نبي الله موسى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، ولم يحرك ساكنا ولم يحمل السيف بالرغم من أن بنو إسرائيل عبدوا العجل، فأيهما أعظم أن تنقلب الأمة ، فتشرك وتكفر بالله، أم أن أصبر ولو ظلمت زوجتي بل وتضرب على أن لا يكفر الناس أو يعودوا كفاراً..؟؟
بلى قد أوصاه رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بالجهاد إذا ما وجد الأنصار ، ولكن ذلك لم يكن، يقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه لابن قيس بشأن وجود الأنصار (كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص 217 ) : ولو كنت وجدت يوم بويع أخو تيم (يعني أبي بكر) تتمة أربعين رجلا مطيعين لي لجاهدتهم !
ماذا لو جاهدهم من دون وجود الأنصار؟
يعني بأنهم سيقتلون ، وسيؤول الإسلام وما بناه رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إلى الخراب والدمار والشتات، أي أن جهاد الرسول (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وتحمله هذه المشقة وهذا العناء في سبيل رفع راية لا إله إلا الله قد ذهب هباءً منثوراً !
وعندما تراجع التاريخ، ستجد بأن الفتوحات الإسلامية، ما كانت إلا بسيوف القلة الباقية من أتباع أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)!
النتيجة :
فيتضح مما ذكرت أعلاه، بأن الإمام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لم يحرك ساكنا بعد ذلك لكي يحافظ على الإسلام، فأي أمر يكون بعد وفاة رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) من الشقاق سوف يكون الكفر لا محال، ولذلك صبر على ذلك سيدي ومولاي، كما صبر نبي الله هارون (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في القصة القرآنية المشهورة، قال تعالى: ﴿ قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّ تَتَّبِعَنِي؟ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي؟، يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي... ﴾، سُورَةُ طه ، الآيتان 94 -95 !
والكلمة (َلاَّ تَتَّبِعَنِي؟ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي؟) والكلمة (وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) تدلان على أنه كان موصى من قبل نبي الله موسى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، ولذلك لم يجاهدهم على أنهم قد أشركوا وعبدوا العجل !
الخلاصة:-
نقول بأنه من اللامعقول بأن لا يرفع السيف حينما ضربوا الزهراء (عَلَيْهِا السَّلاَمُ)، وقد قاوم ذلك الظلم بما يستطيع حتى أخذوه كتافا !
وسؤال أسأله كل مؤمن، أيهما أعظم ضرب الزهراء (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) أم أن يرتد الناس على أدبارهم.؟؟
ما دام أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يقول لو جاهد بالسيف لارتد الناس كلهم (فأيهما أفضل، أن يرتد كل الناس، أم أن يبقى ثلة مؤمنة صابرة تنشر الإسلام، وهذا ما حصل فعلاً..؟؟)
وصبر الإمام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، لا يقاس بصبر الناس، فهو إمام معصوم مربوط على قلبه، أنا وأنت لا نتحمل هذا الأمور فتكون ردة فعلنا ليس كما يريدها الله سبحانه وتعالى، فصبر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وصل إلى مراحل عظيمة لا يدانيه فيها أحدٌ أبداً، وكل ذلك لله وفي سبيل الله!
تعليق