إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في كتاب الإمام الحسين(عليه السلام) الدكتور أحمد جاسم الخيال ج1

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في كتاب الإمام الحسين(عليه السلام) الدكتور أحمد جاسم الخيال ج1


    الجزء الأول
    علي حسين الخباز
    التأمل في الإنجاز الحسيني واستمرار وجوده وما بلغ من الرفعة والسمو يصل بنا إلى فكرة الارتقاء النصي فتكون بمستوى أفق التواصل التداولي الرؤيوي، ومن الطبيعي أنّ كلّ ما نكتبه هي محاولات للوصول الى عمقه الفكري، قرب لنا الدكتور الخيال الصورة في مقدمته، حين كتب: «يعتقد معي المنصفون في العالم أجمع أن الإمام الحسين (عليه السلام) هو المثال الحقيقي للإنسان المتكامل المجرد»، ومثل هذه الأحاسيس الجوهرية الكامنة في مسعى التعبير عن أغوار الكمال المتمثل في كينونة الحسين المقدسة.
    ومن أهم محاولات هذا السعي هو استحضار الروحية الكامنة داخل الوجدان البشري، والحسين كما يعبر عنه البحث في المقدمة انه نقطة الابتداء، ابتداء كل معرفة واكتمال كل صفة، ويرى ان الكتابة عن الحسين (عليه السلام) تأخذ المسار الصعب إذا عملت للتميز أو تقديم ما هو جديد اثر وجوده الشامخ في كل روح والمعرف لكل وجدان، لذلك رصد منبع النور والصفاء داخل اعماق هذا الوجود، يحتاج الى فهم غير محدود، مثلا هو يرى أن الحسين (عليه السلام) أنكر ذاته وأصبح الإنسان محور ذاته، بمعنى انه ليس له الآخر، فكان الآخر هو وهو الآخر.
    وأرى معنى الفهم هو تسلل داخل ذاتية الحسين(عليه السلام) بصفائها ونورانيتها، والاتكال في الجوهر الحسيني المشبع بالصفاء، تتجلى فيه البهجة والشعور بفرح الكتابة والبحث في عمق الحياة.
    الحسين (عليه السلام) أمة في الشجاعة، وأمة في الكرم وأمة في الأخلاق وأمة في الإخلاص، وأمة في التضحية، وأمة في الايثار، وأمة في الاباء، فهو أمة في كل شيء، نستطيع ان نتأمل في مدى النشوة والاندماج فيتأمله ليكرر مفردة امة مع كل صفة، وبهذا التكرار التوكيدي وتكون النتيجة عنده هو أمة في كل شيء، وأكرمه الله بأفضل المنازل في الدنيا والآخرة فكان في السماء اكبر منه في الأرض، بشهادة نبي معصوم.
    أسلوب البحث يعتمد تسليط الضوء على امتلاك الرمز الحسيني وعلى اكتمال سمات الروح وصفاء النفس، ليصل من خلاله الى منهجه الإنساني، وامتلاك هذه السمات والاتصال بالمنهج الاسلامي هو دليل على تمثيله لروح الرسالة المحمدية، بعد فكري يغني الموضوع؛ كونه يعتقد بأن الاحاطة بأقوال الإمام الحسين (عليه السلام) وأفعاله يدعم الفكر الإنساني للإسلام، ويرسخ روحية الدين وتبرز مقدرة التشخيص وتوظيف الفكر الحسيني ليدفع عن الفكر الانساني للإسلام الكثير من الشبهات التي شاعت؛ بسبب بعض الشخصيات الهزيلة التي مثلت الإسلام في مراحل التأريخ.
    يشكل التأريخ عبر سلسلة من المراحل المتعاقبة والمتباينة ومستويات فهمه وكونت عبر كل مرحلة نتاج المرحلة التي سبقتها متأثرة بما تحمله من اثر، لهذا كانت المرحلة التي عاشها الحسين شديدة التعقيد؛ لأنها كانت نتاج النظام السياسي التي تشكل بعد وفاة الرسول (ص) والذي عجز عن اداء مهمته على وفق النظرية الاسلامية، وجود قراءات سطحية همشت لنا الواقعة، وحاولت أن ترسخ في ذهنية التأريخ هذه الهشاشة على اعتبار أن الطفّ حادثة صراع عابرة بين ثوار رافضين للواقع السياسي والسلطة الأموية، أو يرى بعض المؤرخين وجود دوافع عاطفية آنية.
    التشخيص رؤية تعبر عن الحيز الفكري في الواقعة، كتجربة انسانية لها مقومات الخلود، الكثير من الثورات التي كان فيها الاحتراف وحسن الإعداد والزمان الأطول وأفضلية في التعامل العسكري، لكنها لم تخلد كما خلدت معركة كربلاء، وهذا يدلّ على أن الأداء القيادي كان يؤسس لعملية تأثير وجداني ينفتح بمساحة زمانية مفتوحة، لذلك احتفظت بقيمتها التاريخية. أهمية وجود القيادة الحسينية واعتمادها على النهج الرسالي بعد غياب طويل وتوظيف الخلق المحمدي، ورسم أبعاد مفهوم الفتح ومنهجية البلوغ عبر التضحوية الرشيدة، أبعاد جوهرية كانت تمثل جوهر الواقعة لإظهار أهمية الواقعة وهويتها والعقبات السياسية التي سبقتها، والأحداث الكبيرة على مستوى المجتمع الاسلامي قبل كربلاء وانقسامه على نفسه، رصد هذه الأبعاد والتأمل في حيثياتها واستجلاء القيم الفكرية الواعية بدءا من الانحرافات التي أسست الفجوة الحقيقية في البنية المجتمعية، مشاكل فكرية، ولحساسية هذه المواضيع، ستحتم صياغة أسلوبية تعتمد المنهج التحليلي بكل مقوماته الدلالية التي تستثمر الواقعة بواقعيتها، وتقصي البنى المكونة مثل: تغييب القيادة المختارة من الله سبحانه تعالى والبلاغ بها من رسوله الكريم (ص)، وإبعادها بأي طريقة عن الواجهة.
    أعتقد أن الواقع التاريخي لهذه الفترة كان قد تعرض للكثير من التشخيصات والتصورات وتم فعلا دراسة تلك الظروف والتشخيص هنا أو تفصيل الفكرة وشرح مكونات الواقع سيأخذنا الى أن رأي الباحث بأن الأشخاص الذين تصدوا لقيادة الإسلام لم يكونوا بالمستوى الفكري والثقافي المطلوب القيادة المجتمع الإسلامي، كانوا أنفسهم يعانون من القصور الذاتي في فهم الإسلام.
    تطرق البحث في عصب القضية التاريخية، دخل المشهد التاريخي لدراسته من جميع الأوجه، فإذا كانت القيادة لم تكن بالمستوى المطلوب، فهناك المجتمع أيضا لم يزل متعثرا في فهم نظرية الإسلام، ولم يتحصن بعد من الفتن واستغلال المنافقين.
    المجتمع ما زال حديث الإيمان، كل موقف له دلالته ووظفت تلك الفصائل أدبياتها للعودة بالمجتمع إلى القبلية والحكم الظاهري للدين؛ لغرض توظيف الدين لخدمة الطبقية.
    الأسلوب التحليلي للبحث لم يترك لنا مجال الاختصار أو الاقتضاب وإلا ضاع الجهد البحثي، يركز على جوهر الاختلاف الذي تنامى من الفجوة الاولى تحديدا بعد وفاة الرسول (ص).
    المجتمع انقسم الى قسمين مجموعة تتمسك بالخط الرسالي الذي توج أئمة الهدى خلفاء بأمر الله، ومجموعة رسّخت التحريف بالمجتمع، وتنامت شخوص كل مجموعة عبر التدرج الزماني ليصل الأمر الى ورثة كل مجموعة عبر مراحل التأريخ وريث الرسالة المحمدية الحسين (عليه السلام)، وعلى الجهة الأخرى وريث آل سفيان يزيد (لعنه الله)، وريث حركة التحريف للعودة بالمجتمع الى قبليته، فيزيد يواجه الممثل الحقيقي للإسلام، ولم يكن يملك إلا نفسه وقلة قليلة من أهله وأصحابه الأخيار، فقرر التضحية من أجل خلق وعي اجتماعي ينبه المسلمين لهذا الخطر، ولهذا الانحراف، فكانت حركة إيقاظ الأمة.
    إذا أردنا أن نقيم أهداف كل معسكر من المعسكرين معسكر ابن سعد ومعسكر الحسين (عليه السلام)، سنجد أن هدف القيادة الاموية تتلخص في ملك الرأي، والجند هدفهم الجائزة من كيس ابن زياد، وهدف القيادة الحسينية الاصلاح، والاصحاب هدفهم نصرة الارث الرسالي والتضحية دونه، ولهذا لم تنته المعركة بنتائجها الآنية، وانما امتد الاثر الى اليوم، حققت النهضة الحسينية التأثير في احداث تغيير عبر الواقع المعاصر لتلك الحقبة والممتد الى اليوم.
    اعتمد البحث على قراءة الواقعة قراءة دقيقة بفكر شاعر وأكاديمي وباحث دكتوراه متمرس، فهو يرى ان الواقعة اتسمت في احداث تغيير على المستوى السياسي، نبه المسلمين الى فساد الخليفة، وفساد ولاته، وانهم لا يمثلون الاسلام،بل يمثلون عروشهم، لهذا تبعث نهضة عاشوراء ثورات عديدة مطالبة بالتغيير.
    المهم في الأمر انها احدثت تغييرات جوهرية على تركيبة العقل الاسلامي، مأساة ايقظت العقول من سباتها.
    الملاحظ ان التغيير يتبع نتائج الاثر الممتد زمانيا الى عمق المستقبل؛ لتكون مصدرا للتحرر الفكري من السلطة الاموية بعدها العباسية، وكانت حصيلة النهضة الحسينية انها نجحت في حفظ الاسلام من التحريف والتشويه والى الآن هناك اثر للتحريف الأموي.
    تحرك الارهابيون باسم الاسلام، لتهميش وتهديم وتحريف كل ما هو حقيقي، وكان ورثة النهضة الحسينية يحملون جمرة محبة الامام الحسين (عليه السلام) وبها قاتلوا الزيف حتى انتصروا عليه.
    استطاعت لغة البحث احتواء القراءة الدقيقة للواقع التاريخي بأسلوب جذاب يولد الافكار داخل منظومة القراءة، وترسخ لنا حقيقة الحسين (عليه السلام) وشخصيته التي ألهمت الأحرار انسانيتهم، الاهتمام الحقيقي بقراءة التاريخي في محوره الحسيني يأخذنا الى مرتكز مهم ذكره الدكتور احمد الخيال، الحسين إمام مفترض الطاعة وصاحب عصمة، ومختار من الله سبحانه تعالى ليرث علوم محمد وآله (عليهم السلام) بعد اخيه الحسن (عليهما السلام)، فلا يمكن للأقلام البسيطة اختراق حجب هذا النور.
    ويرى ان الاقرار بالعجز لا يردع المحاول من الوثوق بأن ملء ما سيكتب لا يدنو بكلمة من كنه حقيقة الامام (عليه السلام).
    في قراءتنا المتواضعة نرى ان جمهور القراء عبر كل زمان ومكان يدرك مديات البحث في جوهر القضية الحسينية، الكاتب غير مطالب بالوصول الى كنه العصمة والى الكنه الرسالي، لكننا بحاجة الى تصحيح مسارات التاريخ، الى قراءة المنجز الحسيني بالفطرة المؤمنة.
    ليس هناك عجز في تمثيل الكاتب لإبداعاته ومنجزة امام فكر الحسين (عليه السلام) لتسليط الضوء على الفكرة كل حسب امكانياته، وانما هي كتابة قد تضيء فكرة ربما غمطها التاريخ، أو تعرضت الى تحريف.
    ترك هذا التحريف سيجعله يتطاول ليصبح حقيقة عند الناس دون أن تدرك زيف هذه الفكرة، كل ما يكتب يشكل إضاءة في المحور الحسيني كمنجز توثيق نهضة الحسين المتنامية مع كل جيل.
    الثورة توغلت الى العمق المؤثر في وجدان الأمة والى العمق الفكري المتنامي يكبر بمرور الأيام لم يصبه الجمود، فلا يمكن قراءته قراءة متحفية وانما كان منجز الدكتور أحمد الخيال منجز وعي ركز على مسألة الاصطفاء الالهي للامام الحسين (عليه السلام)، من الطبيعي ان يخرج المصطفى من دائرة القصور الذاتي الى فضاء العصمة الالهية، البحث في مدركات العصمة أو امكانياتها وعدم استخدامها في الطف، فالحسين (عليه السلام) ما شاء ان يستخدم امكانيات العصمة وهذه هي حكمة الطف ومهمته التضحوية.
    اعتمد البحث على اثارة الادراك الانساني في زمن انحرف التلقي التأملي الى التلقي السريع عبر الانترنت والتشخيصات السطحية والاحكام السريعة التي يطلقها انسان هذا الزمان دون تفكير او جهد ولا ايمان تأثرا بموجة المستورد الفكري والتقليد والتنميط، مثل هذا القراءات تكون هوية البحث، وحسنة البحث انها قدمت مفهوم الوعي لإدراك شخصية الامام الحسين (عليه السلام) مسألة عسيرة وعسيرة جدا اذا لم يكن المتلقي مؤمنا بأن هذا الشخصية المباركة مرتبطة بالإمامة والامامة مرتبطة بشخصيته، ولا يمكن ان يبلغ رسالة السماء من هو دونها، بهذا نصل الى فكر الرسول (ص) عندما قرن الائمة (عليهم السلام) بالقرآن، أي أنهم بمستوى واحد مع القرآن الكريم واعداد النبي (ص) للإمام الحسين (عليه السلام) ليكون القائد المجسد لحقيقة الاسلام بهذه الحكمة سينكشف سرّ قول النبي (ص): «حسين مني وانا من حسين»؛ كونه الممثل الشرعي لشخصية الرسول(ص).
    أسلوب هذا البحث من الأساليب التي ارتقت الى جوهر المعنى عبر شهادات توثق الفكرة بتنوير المعلومات، فالشيخ المحقق السبحاني يرى ان الامامة استمرار لوظائف الرسالة المحمدية، والمحقق البحراني يؤكد على الكمالات الحسينية، والشيخ محمد امين زين الدين، يبين لنا مفهوم العصمة؛ كونها رصيد تفان كبير يتكون من تعادل جميع القوى النفسية.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X