تويت
«البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد الى كل سوء».
تشخيص إمام معصوم أمير المؤمنين وسيد الفكر والبلاغة؛ كونه يبخل في كل شيء حتى السلام عليكم ليسدّ جميع الأبواب على الآخرين، وفي قول لخاتم الأنبياء (ص): «السخي قريب من الله قريب من الجنة»، والبخيل قريب من المساوئ، فمن ابتعد عن خالقه لا شك انه بعيد عن الناس قريب من النار.
لندخل الى الموضوع من زاوية أخرى، أثار قبل مدة الدكتور مصطفى عابدين سؤالًا مهمّا:ـ هل البخل فطري أم مكتسب؟ صفة مكتسبة نتيجة ظروف اجتماعية قاسية ومتراكمة مثل: الحاجة أو الفاقة أو الحرمان، وحجة كلّ بخيل هي الخوف من المستقبل، والناس تراه من أسوأ الصفات ولا ترتاح اليه، والحريص ليس بخيلًا انما يصرف عمّا هو ضروري بعيدا عن المظاهر الكاذبة، والشحيح هو أسوأ البخلاء وأكثرهم قبحا حيث يكون بخيلا على نفسه وعلى أولاده وأقاربه ومعارفه سيء المعشر لا يطاق.
وللبخل آثار اجتماعية ونفسية خطيرة، أبرزها معاناة الزوجة والأبناء من بعض الحاجات الأساسية حتى لو كانت إنسانية يترتب عليها فقدان الثقة والاحترام، يقول أحد البخلاء: إنّ أولادي يتمنون موتي، يقولها ولا يعتبر منها؛ لأن حبّ المال أعمى عينيه، ماذا نقول له وقد قال الله تعالى: «وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ...»[سورة آل عمران: 180]، قال الإمام الحسن (عليه السلام) حين سألوه عن البخيل: «هو أن يرى الرجل ما ينفعه تلفا وما يمسكه شرفا».
اللهم إنّا نسألك أن لا تضع حياتنا بيد بخيل.