إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الملحمة الحسينية في الأدب العالمي م .د عدي علي كاظم مديرية تربية بابل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الملحمة الحسينية في الأدب العالمي م .د عدي علي كاظم مديرية تربية بابل


    عرف المسرح الحسيني في العراق وبعض الدول، كنوع من أنواع المسارح الأخرى. وبعد تبلور هذا النوع من المسرح، برز هنالك الكثير من المختصين على مستوى التنظير والكتابة والإخراج والنقد والعرض، وأطلق على هذا النوع من المسرح تسميات عدة، منها أن هكذا مسرح يعدّ مظاهر مسرحية وليس مسرحا، وهناك من قال: إنها مسرح يحمل جميع عناصر العرض المسرحي الكامل، أمّا على مستوى النصّ المسرحي، هناك من قال: إنها تراجيديا، ومنهم من نسبها الى المسرح الملحمي .
    فلو عدنا الى بدايات المسرح الحسيني الذي أقيم في مدينة كربلاء المقدسة في العراق، نجد أنه كان موجودا منذ عام (1917م) بحسب الباحث المسرحي عبد الرزاق عبد الكريم، إذ يشير الى وجود قاعة عرض متكاملة كانت تقع خلف المخيم الحسيني.
    وفي ثلاثينيات القرن الماضي، كانت هناك قاعة مسرح متكاملة في خان هو الآن (مقهى الزوراء) المعروفة في شارع العباس (عليه السلام). وقد توسعت خاصة بعد العام (2003م) بحوث ودراسات، كما تمت طباعة مسرحيات تناولت القصة الحسينية. وقد اهتمت العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية بعد أن طرح الموضوع، وأثارت نظرية المسرح الحسيني اهتماما بعد أن طرحها الشاعر رضا الخفاجي .
    أما المسرحية الشعرية، فكانت هناك مسرحية شعرية عن المسرح الحسيني وهي مسرحية الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد في ثمانينيات القرن المنصرم التي عُرضت على خشبة المسرح الوطني في بغداد. وكذلك مسرحيات هي: (الحسين ثائرا، والحسين شهيدا) للشاعر المصري عبد الرحمن الشرقاوي التي عُرضت في القاهرة. ولكي نعطي المسرح الحسيني الاهتمام الصحيح علينا أن نتحدث عن النص المسرحي الحسيني والعرض المسرحي الحسيني كلا حسب عناصره الأساسية .
    وهناك الكثير من المسرحيات التي تناولت الملحمة الحسينية، قسم منها عُرضت، والقسم الآخر نصوص قيد الطبع، ومن هذه المسرحيات التي كُتبت في العراق هي مسرحية (ثانية يجيء الحسين)، ومسرحية (الجائزة) للشاعر الراحل محمد علي الخفاجي، وأكثر من ثماني مسرحيات للشاعر رضا الخفاجي منها: (سفير النور – مسلم بن عقيل (عليه السلام) – صوت الحر الرياحي – صوت الحسين (عليه السلام) – قمر بني هاشم (عليه السلام) – العباس بن علي – سفر الحوراء زينب (عليها السلام) - سفر التوبة – نهضة التوابين وثورتهم ضد الحكم الأموي – آيات اليقين في سفر أم البنين – الثائر زيد العابدين بن علي (عليه السلام) – مسرحية شعرية عن سيرة الامام زين العابدين (عليه السلام) – ومسرحية شعرية عن انصار الحسين عليه السلام) .
    يجب تحويل تلك المظلومية الحسينية الى رسالة وعمل يطبق عبر تحويل الفكرة الى مسرح بين جاد وفكاهي ومسرح أصولي ذات قيم حقيقية لنشر التعاليم السماوية والاستفادة من الحسين (عليه السلام) كفكر ديني واهب يمزج بين الاسلام والحسين؛ ليكون الدلالة الى الله تعالى وتذويب الفترة الزمنية بحيث يكون الحسين لكلّ الأجيال .
    وقفَ الزمانُ على ضريحك سائلا .. ما السرّ فيك كلّ يوم يخطر
    والناسُ تبكي بالمجالس كلما .. اسم الحسين على المنابر يُذكر
    يتحقق النصّ المسرحي عبر توافر عناصر معينة حدّدها المختصون في مجال المسرح بداية من أرسطو وهوراس، وهذه العناصر هي الحبكة والشخصية واللغة. وقد احتوى النصّ المسرحي الحسيني على هذه العناصر مجتمعة، لذلك فقد حقق شروط النصّ المسرحي وعناصره.
    وبما أن النصّ المسرحي الحسيني قد حقق عناصر النص المسرحي، فيجب أن ينتمي الى أحد المذاهب المسرحية، فقد تطرقت سابقا الى من نسب المسرح الحسيني الى المدرسة التعبيرية، وهناك من قال: إنه نصّ ملحمي.
    وبعد دراستي للنصّ المسرحي الحسيني، وجدت انه يجب ان يكون ضمن المدرسة الكلاسيكية؛ وذلك لأن النصّ المسرحي الحسيني قد انطبقت عليه قواعد النصّ المسرحي الكلاسيكي تلك القواعد الصارمة وهي :
    - قانون الوحدات الثلاث
    - عظامية اللغة
    - عظامية الشخصيات
    - وحدة المادة والنغم
    - المأساة تعالج حدثا عظيما
    - مشاهد القتل لا تُمثل على المسرح
    - القضاء والقدر هو المسيطر
    - تعالج مشاكل المجتمع
    وعندما نصف النصّ المسرحي الحسيني بالملحمة يجب أن نتعرف على خصائص الملحمة، ومميزات النصّ الملحمي، لذلك يجب أن نقف على مصطلح الملحمة لنعرفه: ما هي الملحمة؟ يعرف أرسطو الملحمة أو الجنس الدرامي الملحمي: «محاكاة لموضوعات جادة من نوع الشعر الرصين»(1)، وتعرفها الموسوعة العربية بأنها: «قصيدة طويلة جيدة السبك تتوفر فيها الحبكة، كما تتسم وقائع قصصها بالشرف والجلال، ويعالج فيها الموضوع على نحو يتناسب مع البطولة في أسلوب رائع، وسيرة الملحمي هي الموضوع الذي يربط كل أجزاء القصيدة»(2).
    ويعرفها معجم المصطلحات الأدبية المعاصر بأنها: «قصيدة قصصية طويلة تمجد جماعة، بسرد مآثر بطل حقيقي أو أسطوري تتجسد فيه المثل»(3). والتأريخ العراقي حافل بأمجاد وبطولات (كلكامش) التي حازت ما حازت عليه من الارث الحضاري والثقافي لشعوب وادي الرافدين، فالأستاذ (طه باقر) قد ترجم ملحمة كلكامش عام (1950) بالاشتراك مع الاستاذ بشير فرنسيس ونشرها في مجلة سومر.
    ثم ترجمها (طه باقر) منفردا عام (1961م) وأعيد نشرها في الأعوام (1971 – 1975 – 1980)، ويقول الأستاذ (طه باقر): أنا جئت في (11) رقيما طينيا عثر عليه في مدينة نيبور، ثم عثر على الرقيم(12).
    وتعدّ ملحمة كلكامش من أقدم الملاحم وأكثرها صلة بالبشر والآلهة، فهي ذات صياغة ادبية جمعت البعدين الأسطوري والواقعي لأحد ملوك السومريين القدامى.
    وترجمت هذه الملحمة ترجمات عدة منها: (طه باقر، عزيز حداد، سامي الاحمد). أما الترجمات الغربية هي: (الاكسندر هيريل، سبسميتر، غاردنز، شيفاني دالي).
    والملحمة بشكل عام تتكون من قسمين: الاول يتحدث عن الاعمال البطولية والمغامرات المنسوبة الى جلجامش وصاحبه انكيدو، ثم موت انكيدو. أما القسم الثاني فيتضمن رواية حادثة الطوفان من خلال رحلة جلجامش في البحث عن الخلود(4). ومن الملاحم الشهيرة في العالم هي ملحمة (المهابهاراتا).
    ومن خلال استعراض الباحث لخصائص الملحمة من حيث الموضوع والبطل والقصة والهدف والشخصيات نجد أن الملحمة الحسينية تستحق أن نطلق عليها ملحمة بجدارة؛ وذلك لامتلاكها مقومات الملحمة الالهية التي كاد ان يكون بطلها ليس من البشر العاديين، وتستحق أن تُخلد مدى الزمان.
    الشروط الواجب توافرها في الملحمة:
    - النوعية الرفيعة والجدية العالية، فعلى كتاب الملحمة التعامل مع الملحمة وكلماتها بطريقة متميزة جدا .
    - الغزارة والاتساع والشمولية .
    - تروي قصة معروفة تعد بالفعل لجزء من ميثولوجيا المشاهد التنوع الهائل والتشعب في الموضوعات التي تعرض ذلك لطول مقدارها تتسع لكي تنمو أجزاؤها النمو المطلوب (كما يقول أرسطو).
    - تقوم الملحمة على وحدة عناصر للمعتقدات بين القوى الخارقة والقوى البشرية، التآزر في إبراز المعاني والدلالات .
    - أحداث الملحمة وأبطالها قد يكون لهم وجود فعلي إلا أن الملحمة تتجاوز الواقع لتصبح قصيدة تتضمن التأريخ .
    - البناء الشعري للملحمة ليس من إنتاج شاعر بعينه، وحتى لو نسبت الملحمة الى شاعر، فإن الشعر الملحمي يُوصف بأنه شعر لا شخصي ولا ذاتي، وبناء ما يفعله هوميروس حسب تأثير أرسطو أن على الشاعر الملحمي ألا يتكلم بنفسه ما استطاع الى ذلك سبيلا.
    - الملحمة هي منجز لشعب وربما شعوب كما هو حال (ملحمة كلكامش) حسب رأي طراد الكبيسي .
    - البطل الملحمي مقارنة بالبطل الغنائي، يكون اكثر امتلاء من خلال تصرفاته وعلاقاته مع الآخرين .
    - لغة الملحمة هي لغة تمتاز بتنوعها التعبيري وتعقدها وغناها وفي قدرتها على استخدام لغة جميلة وصور اسلوبية وخلفيتها العاطفية .
    يرى الباحث من خلال الاستعراض المفصل للشروط الواجب توافرها في اي ملحمة لكي يطلق عليها في لغة الادب الرفيع انها ملحمة من النوع الاول في الادب العالمي رفيع المستوى، ومن خلال تتبع الباحث للملحمة الحسينية ومميزات الاخيرة، فقد امتلكت الملحمة الحسينية شروط الملحمة، لذلك حق ان نطلق عليها ملحمة على المستوى العالمي.
    ولم تنل الملاحم العالمية على مدى التأريخ الخلود الذي حصلت عليه الملحمة الحسينية وبدون منازع، لذلك خلدت في ذاكرة الأجيال لأكثر من ألف وثلاثمائة وستين عاما، وكلما مرّ الزمان ذكرها يتجدد، وكل من قرأ وسمع وشاهد الملحمة الحسينية يظل عقله وفكره مشدودا لها، وتبقى حرارتها متوقدة في قلب كل من أحبّ ونصر الحق حتى من لم يكن مسلما.
    شهدت الملحمة الحسينية منذ وقوعها اعلاما مقاوما عظيما حسب رأي الدكتورة زينب فخري في كلية الامام الكاظم، رأت انها تتمثل في :
    - دور العقيلة زينب (عليها السلام) من خلال خطبتها الاولى التي كانت في الكوفة مرتكزة على التأنيب والتقريع باعتبارها من العارفين بحقهم .
    - خطبتها الشهيرة في الشام فكانت مختلفة المحتوى، اذ سعت فيها الى كشف الحقائق، ومواجهة التضليل الاعلامي الذي مُورس في حينها .
    - الدور الاعلامي للإمام السجاد (عليه السلام) وأثره في نشر القضية الحسينية ومظلومية الامام الحسين (عليه السلام)، واتّسم الاعلام الحسيني الزينبي السجادي بالصدق والواقعية والاستدلال المنطقي والاستشهاد بآيات القرآن الكريم، والتدرج في الخطاب، وبتغيير محتوى الخطاب يتغير المجتمع المخاطب.
    - المنبر الحسيني يعدّ وسيلة اعلامية ثقافية مهمة عمل على نشر ثورة الامام الحسين (عليه السلام) .
    - وترى زينب فخري في مقالة لها عن ثورة الامام الحسين (عليه السلام) أن الوسيلة الاعلامية الفاعلة هي الفضائيات التي تمتلك تأثيرا كبيرا على المشاهدين لتحكمها بحاستي السمع والبصر، ولكنها ظلت حبيسة برامج تقليدية تعاد سنويا .
    - من وسائل الاعلام الحسيني الكتب، حيث تزخر المكتبة الاسلامية بعناوين مهمة تخص القضية الحسينية .
    - الأفلام السينمائية والتلفزيونية .
    - الوسيلة الاعلامية الاخرى التي تتسم بالجمالية والهدوء التي تنطوي تحت خيمة الفن التشكيلي، وخلدت اللوحات؛ لاستلهامها هذا الحدث العالمي .
    - الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكنه سلاح ذو حدين يستعمل احيانا بشكل غير سليم .
    ويجب ان ينطوي المسرح الحسيني على عرض جيد يراعي به عظمة الملحمة الحسينية من خلال وظيفة المخرج في التلاعب بعناصره واستخدام ادواته التي يمتلكها في اخراج عرض مسرحي يتناسب وعظمة القضية الحسينية، فمثلما يجب ان تنطبق قواعد المدرسة الكلاسيكية على النص المسرحي الحسيني يجب ان يحتويها العرض المسرحي الحسيني .
    ويعدّ المتلقي حجر الزاوية، وهو المحطة الاخيرة التي يجب ان يسير اليها كل من الكاتب والمخرج بعناية فائقة، عبر احتواء النص المسرحي الحسيني والمخرج للمسرح الحسيني على تعاليم وميزات تمتاز بالجدية والحذر واتباع النظريات التي تهتم بالأدب الرفيع.
    فبعملية اختيار المتلقي يرى الباحث أن نسير وفق نظريات الأدب في عملية ايصال تلك المبادئ السامية التي احتوتها الملحمة الحسينية. لقد عمد النقد السابق لدخول المفاهيم النقدية الحديثة التي ابتدأت بظهور علم اللسانيات متمثلا في سيميولوجيا (بيرس)، وسيميوطيقا (سوسير) عمد النقد القديم الى تغييب دور القارئ واخذ على عاتقه مهمة تفسير وجهوزية، بحيث أصبح دوره سلبيا في العملية الابداعية والانتاجية .
    وبعد ظهور البنيوية على يد رائدها السابق الذكر، اشتغل النقد على اساس تسليط الضوء على المنجز (النص) بغض النظر عن ظروف مكوناته ومؤسساته التي أبدعها المؤلف، وهو اتجاه يسير نحو تنصيص النص والتي سميت بلحظة النص، وهو عكس ما جاء في نقد القرن التاسع عشر التي تمثل في لحظات ثلاث هي: (التأريخي، الاجتماعي، النفسي)، وبعدها أي ما بعد البنيوية ما ظهر من مدارس تعمل على اساس انتاجية المعنى وتوليد الدلالة، منها: التفكيكية، والقراءة، والتلقي، والتأويل.
    أما بخصوص التفكيكية التي تربّع على عرش ريادتها (جاك دريدا) فقد اخذت تهتم بعملية القراءة والتلقي التي ألقي بها في ساحة القارئ الذي يقوم بتوليد مكونات دلالات المعنى، جعلت التفكيكية للقارئ دورا مهما في عملية الانفتاح على النص، ويصبح النص قاعدة لنصوص عديدة متوالدة، فالنص يساوي قراءته.
    وبعد هذا الاستعراض لنظريات النقد، ومنها البنيوية ونظرية التلقي ونظرية التأويل من أجل أن تسير عملية التلقي وفق متلقّ فاهم وعارف ماذا يشاهد أو يسمع، يجب ان نشير الى موضوعة البحث بعدما أشرنا الى لزوم ان يكون النص المسرحي الحسيني نصا جيدا من خلال احتوائه على مميزات النص الجيد، وكذلك العرض المسرحي الحسيني يجب ان يكون عرضا جيدا من خلال تمكن مخرج العرض من أدواته التي يعمل بها من أجل انتاج نص جيد، وصولا الى متلقّ فاهم ومدرك لأدوات التلقي ونظرياته. ويجب أن يستخلص المتلقي للملحمة الحسينية العبر والأهداف السامية التي قامت من أجلها الثورة الحسينية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المصادر والمراجع :
    - أرسطو طاليس، فن الشعر، ت: ابراهيم حمادة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة 1993، ص89 .
    - مجموعة مؤلفين، الموسوعة العربية الميسرة، ط2، دار الشعب، القاهرة، 1972، ص41 .
    - سعيد علوش، معجم المصطلحات الادبية المعاصرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1985، ص205 .
    - مجدي وهبة، معجم المصطلحات الادبية، مكتبة لبان، بيروت، 1974، ص140.
    - اينجل مدينا، الملاحم والرواية، ت: عباس، مجلة الثقافة الاجنبية، السنة الخامسة، دار الشؤون الثقافية، بغداد 2005، ص30.
    - طراد الكبيسي، البناء الفني في الأدب أنموذجا الملحمي العراقي القديم (ملحمة جلجامش أنموذجا) سلسلة آفاق(8)، دار الشؤون، بغداد 1994، ص15.
    - أحمد أبو زيد، الملاحم كتأريخ وثقافة، مجلة عالم الفكر، العدد الاول، المجلد (16)، الكويت1985، ص4 .
    - كلكامش واكا أو حصار اوروك، ترجمة وتقديم: فؤاد يوسف قزانجي، مجلة الثقافة الاجنبية، العدد الاول، السنة (2007)، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2006، ص6 .
    - ج .أ.ب فان بوثينان، المهابهاراتا، ت: كامل يوسف حسين، مجلة الثقافة الاجنبية، دار الشؤون الثقافية، العدد (4)، بغداد،
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X