إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أدب الفتوى الدفاع المقدسة ( غيوم الشهداء ) منتظر العلي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أدب الفتوى الدفاع المقدسة ( غيوم الشهداء ) منتظر العلي



    ها أنا أقف على قبرك يا صاحبي، وأعتقد أنّ الشهداء لا يحملون ذاكرة الموتى، جئتك ذاكرة مملوءة بما نثرته الجبهات، أحدّث أولادي دائما عنك، أقول لهم: هذا رجل عامل عشق الجبهات لا عن عوز، لكنه حمل جوهر الانتماء بعمق معانيه، كنا نصغي اليه وهو يعشق اللا مرئي، يشير إلى السماء ويصيح بنا: انظروا لتلك الغيمة، نقول له: لا غيمة في السماء، يقول: انتظروها في الشتاء ستمطر، جعلنا ننظر الى كل بقعة في السماء لنراها غيمة ستمطر بعد حين.
    لا يؤمن بنظريات العلم الحديث من أين يتكون المطر من تبخر الانهار والمحيطات فتصعد الأبخرة إلى السماء، فيبتسم ويقول: (شنو هالكلوات) الغيم يتكون من أرواح الشهداء، كل شهيد له غيمة تمطر، ولذلك قال النبي(ص): «إن الحسين في السماء أكبر منه في الأرض»، على كل واحد منا ان ينظر إلى مكانه في السماء، ولا مكان لابن سعد هناك، هذا يعني ان جسد الحسين (عليه السلام) هنا والروح هناك في السماء.
    كان ينهض أحيانا ويتجول في السواتر متحديا الموت، نحن جئنا الى النباعي هذه المدينة الميتة المهجورة ليس فيها سوى معامل الحصى والعجلات المحروقة والمعطوبة، علينا أولا أن نحييها لذلك صار اسمها عند حسن احمد السلامي كربلاء، وكل مدينة نذهب لتحريرها يصيح حرروا كربلاء؛ كي لا يحاصر ابن سعد هذه المرة الحسين، بل هو الذي سيحاصرهم.
    كان حسن يجيد قراءة أفكار الدواعش ويعرف كيف يفكرون، الانتحاري رجل قادته المخدرات الى الموت، وخطفت منه انسانيته وأماليه، لا يعرف حتى نفسه، كل شيء لديه بيد الآخرين وعند كل هجوم كان حسن ينظر الى السماء ويحمد الله انه خرج سالما؛ كي يقدر أن يكبّر غيمته، هذه المدن التي نقاتل فيها فقدت معناها فجئنا لها المعنى.
    المسافة شاسعة بين مقاتل ومقاتل، هناك هجوم سيشن بعد يومين، عجلات مفخخة علينا ان نجلس لنخطط كيف تكون غيماتنا، قلت له: حسن رحم الله والديك دعنا نفهم منك القول دون غيوم، فقال: الهجوم قادم اما ان نتوارى عنه ونترك لهم المكان، او نهيء لهم الأرض مقابر تأخذهم الى الجحيم، حينها خطط لملامح طرق تضللهم، طرق لا تعرفه العجلات ولا رأته من قبل الكاميرات الحرارية.
    كل واحد اصبح في الجبهة هو القائد والمخطط وبمقدرته قيادة جيش، الانسحاب سيقويهم ويتابعوننا فلا ينفعنا تغيير المكان، لكن علينا أن نغير خارطة المكان، ان نرسم لهم طريقا غير موجود في ابعاد مخططاتهم وفعلا عملت الشفلات لتذهب بهم الى الموت.
    صرنا نجلس في الطرف الآخر من الطريق وتركنا كل شيء على هيئته، يضحك حسن ويقول: الانتحاري مسطور مخدر ليس لديه عقل للتفكير، عقله يقاد عبر الريمونت، لهذا علينا ان نجهز لهم التيه.
    وسارت معركة النباعي مثلما خططنا نحن لها، واغلب العجلات المفخخة ذهبت الى تيه واندحرت ببلاش، قمنا لنرى من منا ذهب الى غيمته واكتشفنا لا احد ذهب الى غيمته سواه، رحمك الله يا حسن السلامي، وكبّر غيمتك بشفاعة الحسين (عليه السلام) وأنتم لا تنسوا قراءة سورة الفاتحة يا أولادي.
    أعجبني
    تعليق
    مشاركة​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X