إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أدب فتوى الدفاع المقدسة (المفاجأة) علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أدب فتوى الدفاع المقدسة (المفاجأة) علي حسين الخباز


    يبدو أن مشاكسة القمر في غير محلها، فهو الليلة في كمال أناقته، يرتدي النور الذي يسطع على المكان، فيعيق مهمتنا، الأراضي التي ينيرها القمر لا تجعلنا نتحرك بأمان، همست في أذنه:ـ أول مرة أكره القمر، لكن يجب أن لا نتركه عندهم الليلة.
    :ـ يبدو اننا تأخرنا.
    :ـ لا أعتقد، فالليل في أوله، الأرض المفتوحة قد تعرقل حريتنا في الزحف، وبدأت أنفاسنا تسمع اثر التعب، كل شيء في الجبهة لا يمكن أن يحزر، حتى شكل الأرض تتغير، المكانات تنسى نفسها وتتحول الى مكانات فاقدة الوعي.
    كنا نتقدم غير مبالين بما يحدث، ساعين الى النتيجة، لابد أن نصل المكان، الخشية ان ينقلوا جسد مؤيد من مكانه، وتضيع علينا الفرصة ويذهب تعبنا الى عبث.
    المشكلة اننا اتفقنا انا وجاسم دون أن نخبر أحدا بتقدمنا لإنقاذ الجسد من محنة الأسر، تزداد دقات القلب كلما اقتربنا من المكان، فهو تحت سيطرة المرتزقة، لو فشلنا في سحب جسد مؤيد سيُمثل به ويقطعون رأسه.
    سمعنا هسيس حركة يبدو أنهم يبحثون عنه بين الجثث، رأيت تجمعهم بهذا الشكل وبهذا العدد، علينا مشاغلتهم، ولكي تأتي امداداتهم الجديدة نكون نحن قد تجاوزنا منطقة الخطر.
    قررت أن لا أعود دون مؤيد، قال جاسم: انت شجاع يا علي وسكت، القضية ليس قضية شجاعة، لو كنت انا هنا هل كان مؤيد يتركني وينام؟ لا ابدا، كان بالتأكيد يعمل نفس الذي عملت، علينا أن نسكت ليس الوقت وقت كلام، تقربنا الى الخطر، الى المواجهة، الى مواجهة الكمين، الجرأة وحدها غير كافية في مثل هذه المواقف، المطلوب قوة ارادة وذكاء؛ لأن لا محل للسهو او الخطأ.
    نور القمر يعرضنا الى الخطر، كل شيء يتحرك صوب الانفجار لحظتها اغرورقت عيني بالدموع، وشعرت بأن جاسم يبكي:ـ ربما مؤيد ما زال على قيد الحياة.
    قلت:ـ اعتقد انه استشهد، توجهت اليه حزمة نار من اسلحة متنوعة، بدأ الألم يزحف الى ركبتي ليس من صالحنا اطالة الوقت، لابد ان ننهي كل شيء بأسرع وقت ممكن، المكان يبعد عنا خطوات، ذاك هو مؤيد خمنت عدد افراد الكمين قليلين، نحن منتبهون، والكمائن لا تنجح إلا مع الغفلة، رأيتهم واقفين كأنهم يحرسون الاجساد او ينتظرون من يقدم منّا لإنقاذهم. القمر ما زال يشاكسنا، فجأة فتح جاسم النار باتجاه افراد الكمين، واستلمت انا الجهة الثانية واستطعنا ابادتهم واستثمرنا غفلة الجراح واصوات تتجه نحونا، حملنا جسد مؤيد وما هي الا خطوات واذا بكمين اخر يشاغلنا عن قرب، واستطعنا القضاء عليه، وعدنا لنرفع جسد مؤيد.
    رأيت جسد جاسم ينزف دما، ويشير إليّ وشعرت انه فقد الحياة، تفحصت جسدي واذا انا ايضا انزف وقدمي اصيبت بأكثر من رصاصة، رفعت الجسدين على ظهري وقدمي المصابة، وعدت زاحفا بصمت، كان ألمي لا يطاق، والمسافة ليست قليلة، والعدو يحيطنا من كل مكان، وانا أحمل على جراحي جسدين، وأوصلهما الى خط الأمان، وبعدها فقدت الوعي تماما، قرر الاطباء ان تُبتر قدمي، وما زلت احمل الالم ومعاناة البتر، لكن هناك من اخبرني بالمفاجأة، المفاجأة التي تستحق ان اقدّم حياتي لها والتي لن انساها مادمت اتنفس هواء الله، أبناء جاسم وابناء مؤيد في غرفتي يعانقوني وهم يحملون هداياهم، قلوب بيضاء، وباقات دعاء الله، ما أجملها من مفاجأة.
    أعجبني
    تعليق
    مشاركة​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​
    مأجورين ​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X