تويت
إسلام سعدون النصراوي
فاطمة الزهراء(عليها السلام ) الزوجة الصالحة:
خير مثل للزوجة الصالحة ونبراس يُقتدى بنوره في حلكة المشاكل الأسرية وقت الضيق والفاقة، لا تثقل على زوجها في المعاش، تبات في مخمصتها دون شكوى أو تذمّر، تصلّي لله تبارك وتعالى نافلة وتأوي إلى فراشها بعين الرضا، أمينة على بيتها ولا يسمع لها حسيساً، قسّمت هي وزوجها أمير المؤمنين(عليه السلام ) المسؤولية الأسرية، فكان للإمام علي(عليه السلام ) خارج الدار ولها(عليها السلام ) ما داخله، تستقبله بعين الحب، تمسح عنه غبار التراب بكلمات التبجيل والتقدير، وهذا ديدن أمهاتنا ونسائنا المؤمنات اليوم.
فاطمة(عليها السلام ) الجارة الذاكرة:
عند كل فجر تدعو لجيرانها وتسمّيهم ولا تذكر نفسها! وتقول لولدها الإمام الحسن(عليه السلام ): «يا بني، الجار ثم الدار» (جلاء العيون: ج1/ص121)، تقاسمهم طعامها وتدعو لهم بصلاح الحال، تعود مرضاهم، وتعلّم نساءهم الحلال والحرام.
فاطمة(عليها السلام ) روح النبي(صلى الله عليه وآله) ومهجته:
قال رسول الله(صلى الله عليه واله): «فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي، وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلّف عنه هوى»، فهي كما يسميها نبي الرحمة (أم ابيها)، إذ كانت تحمل معه همّ الرسالة منذ كانت طفلة، وتزيل عنه ما رمي عليه من كروش الأنعام وتقول (صبراً يا أبه)، وإذا رجع من سفر لا يلبث إلا عند بابها.
فاطمة(عليها السلام ) توصي الإمام علي(عليه السلام ):
أوصت زوجها علي بن أبي طالب(عليه السلام) في آخر أيام حياتها بأن يتزوج من خيرة النساء، تكون له سنداً ومؤنساً وأماً لأبنائه: «أوصيك أن تتزوج بعدي بابنة أختي أمامة، فإنها تكون لولدي مثلي..» (مناقب ابن شهر آشوب: 3/ 362) وهذا معدن الزوجة المؤمنة وموطن الاختبار الحقيقي لمصداق الإيمان، فالزوجة الصالحة في الأول والأخير همّها زوجها تؤثره على نفسها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
نشرة الخميس / العدد (908) 6 /ج1/1444هـ - 1 /12 /2022م