تويت
النكتة هي أسرع الوسائل وأنجحها لغسيل المخ والتأثير على الفكر ... ولهذا نجدها تغزونا في أكثر المواضيع حساسية وتأثيرا على المجتمعات... لترسخ في العقول وكأنها حقيقة مطلقة ، وبالتالي تمارس دورها في تفكيك المجتمعات والنيل من الروابط الاجتماعية بين الأفراد...
فلقد استخدمت النكتة منذ زمن بعيد للتأثير على الدول والشعوب ، استخدمها الاحتلال البريطاني في مصر لكسر شوكة أهل (الصعيد) الأحرار الذين أذاقوا الإنجليز صروفا من العذاب بثوراتهم ضد الاحتلال البريطاني آنذاك... فأطلقوا عليهم النكات الكثيرة ومشاهد السخرية العديدة وألصقوا فيهم صفة الغباء والكسل والفوضى ، وهم في الحقيقة أكثر الشعوب نخوة و كرما وغيرة وشجاعة، بل وقدموا للعالم العربي الكثير من العباقرة والكتاب والشخصيات المعروفة...
ولدينا في العراق: يصورون أهل الناصرية الكرام بالغدر ، واهل الدليم بالوداعة والبساطة ، والاكراد بالسذاجة... وهكذا ، انها سموم يزرقونها في عقولنا لتصبح بعد ذلك حقيقة واقعة!!!
تخيروا ماتشاؤون من الطرائف التي تراعي العرف والدين... واجتنبوا كل مامن شأنه أن يشكك في قوة العلاقة الأسرية أو يساهم في تهوين واستصغار المنكرات ، فرسولنا صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول "استوصوا بالنساء خيرا " وكان أشد الناس وفاء وإخلاصا لزوجاته.
كم من رجل فقد زوجته بسبب طلاق أو رحيل فاسودت الدنيا في عينيه وهام في الدنيا حزنا وضيقا وانكسارا...
يجب غرس محبة الزوجين ونشر الرسائل التي فيها المودة والرحمة والوفاء والاخلاص والسعادة الزوجية...
لاتنشروا نكات ورسائل كفران العشير ، وكأن الزواج سجن ، فهي افكار الغرب والليبرالية.
إن اكبر خدمة تقدمها لدينك ومجتمعك واسرتك هو ان تُحذِر من هذه النكات ولاتساهم بنشرها لانها تدمر دنيانا وآخرتنا.
هذه النكات تظهر متعاطي الحشيش والمخدرات بمظهر الشخصية الفكاهية المرحة ، مما دعا بعض الحكومات إلى إطلاق حملات فورية لتوعية شعوبها بخطر تداول هذه النكات لمساهمتها في قبول الأطفال لهذا السلوك الإجرامي الخطير وعدم إنكاره! ))
وطالت النكتة هذه الأيام الزوجات لتغرس فكرا جديدا في عقول الناس بأن الزوجة مكروهة لدى الزوج وأنه يتمنى الخلاص منها بأي شكل وبأية صورة ، بل تعمقت أكثر من ذلك لتصور الزوج في أكثر من مناسبة وهو يفرح بموت الزوجة ويساعد على ذلك... وامتدت النكتة ، ورغم ذلك فهي تجد قبولاً كبيراً بين المتابعين ويتم تداولها على نطاق واسع مما يعتبر دلالة واضحة على قبول المجتمع لهذا الفكر المريض الوافد...
هذه الرسائل تصل إلى شرائح المجتمع كلها... إلى الشاب المقبل على الزواج ، وإلى الولد والبنت ، وإلى الزوج والزوجة... وتمارس التأثير الفكري الذي وجدت من أجله..
بقلم فليح سوادي✍️