بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
نفحات أليمة ولحظات حزينة وشذرات تحمل معها الحسرة على ما ألم بتاسع الأئمة الأطهار باب المراد الإمام محمد الجواد عليه السلام من مصاب أفجع قلب الزهراء على يد طاغي من طواغيت بني العباس تسمى بالمعتصم بالله وهو بالشيطان معتصم ..
لاذنب لإمامنا القلب الكبير الذي أودعه الله بين جنبيه والفكر المضيء الذي أنار الله به عقول المؤمنين والذي أفزع قلب الطاغوت الجاهل أسير الهوى وربيب الشيطان والذي لم يجد حيلة يطفئ بها ذلك النور المبين إلا أن يحيك مؤامرة دنيئة لما رأى ذلك البحر المتلاطم بأمواج العلم والذي أحرج به علماء البلاط وقضاتهم ..
ورد عن الإمام الجواد عليه السلام قوله أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك لقلت قولا تعجب منه الأولون والآخرون ..
لما ضاقت نفس المعتصم بالشيطان بنور وجود الإمام الجواد ، حيث لم تحتمل نفسه المظلمة رؤية ذلك النور الزاهر ، عزم على إطفاء ذلك النور فأمر ابن أخيه جعفر أن يدبر أمر قتله فاجتمع الأخير بأخته أم الفضل زوجة الإمام الناقمة عليه لزواجه من أم الإمام الهادي عليهما السلام ، ولما تمكن من إقناعها سلمها سماً فتاكا لتضعه في طعام الإمام ففعلت اللعينة وناولته إياه بعد أن مزجته في طعامه ، ولما أحست بأوجاعه وآلامه ندمت حين لا ينفع الندم ، فقال لها الإمام: والله ليضربنك بفقر لا ينجي ، وبلاء لا ينستر ، فبُليت بعلِّة في بدنها أنفقت لها كل مالها فنفد مالها وازداد سقمها إلى أن هلكت ، أما أخوها جعفر فكان مصيره السقوط في بئر عميق كان فيه حتفه ..
قضى الإمام الجواد عليه السلام نحبه شهيدا محتسبا إثر ذلك السم الفتاك في آواخر ذي القعدة سنة 220 فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
تعليق