بأطمارها البالية وفي سكينة الفناء وقفت تتأمل النجوم في كبد الظلمة.
قطرات رهيفة رقيقة تزين وجهها الصغير..
تنتظر أن يصدع بالأذان بصوته الرخيم العذب.. ليجلو عن قلبها دياجي الظلام..
لينير خلايا نفسها بصوته المشوب بالحنان.
يلف الليل صمت كصمت شواهد القبور..
الليل حزين ونجومه غائرة..
يقترب النعاس مداعبا أجفانها..
لكن شوقها لسماع صوته يطرد سلطان النعاس من أجفانها..
- أماه وكأن صوت القدس قد تأخر عنا؟
-لا يا ابنتي هو اعلم منا بوقته..
قلبها الصغير يضطرب في جنبات روحها..
تضغطه بيديها الصغريتين لتهدئته.. وكأن نذير شؤم يعتريه..
- الله اكبر.. الله اكبر..
ابرقت عيناها.. هرولت مسرعة وقفت امام الباب
لتسمع شدو صوته العذب..
- الأذان حزين والليل اكثر حزنا اماه.. اتشعرين بذلك؟
الدقائق تمر ثقيلة على قلبها..
متى تشرق الشمس ليشرق بنور وجهه عليهم..
لحظات ودوى من السماء صوت هز تخوم العرش:
(تهدمت والله اركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى)
بخطواتها الوئيدة، وبيدين تحملان اناء من اللبن بدأت تقترب وعلى وجنتيها كمثل دموع السحاب..
عويل وبكاء يعلو في الارجاء.. تطالع وجوه اليتامى حثيثا ترى في وجوههم جوابا يفتت قلب الصخر.. ينكفئ الاناء من يديها..
كيف لقشة ان تفلق هام الجبل؟!
برحيله اصبح جلباب الدين كأطمارها البالية.. فمن يجدد جلبابه؟
تعليق