بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين .
وبعد فقد روى السيد المحقق آية الله سيد جعفر مرتضى العاملي في الصحيح من السيرة ج 13 ص 58 :
عن أبي
عبد الله « عليه السلام » ، قال : لما ولي عمر بن الخطاب جاءه رجل يهودي ، فدخل عليه المسجد وهو قاعد ومعه أبو أيوب الأنصاري ، فقال له : أنت أمير المؤمنين ؟ !
قال : نعم .
قال : أنت الذي يسألك الناس ولا تسأل ، وأنت تحكم ولا يحكم عليك ؟ !
قال له عمر : نعم .
قال له : فأخبرني عن خصال أسألك عنها .
قال : سل .
قال : أخبرني عن واحد ليس له ثان ، واثنين ليس لهما ثالث ، وثلاثة ليس لها رابع ، وأربعة ليس لها خامس ، وخمسة ليس لها سادس ، وستة ليس لها سابع ، وسبعة ليس لها ثامن ، وثمانية ليس لها تاسع ، وتسعة ليس لها عاشر ، وعشرة ليس لها حادي عشر .
فلم يجبه عمر ، وأطرق ملياً .
فقال اليهودي : أخبرني عما أسألك .
فقال له أبو أيوب : إن أمير المؤمنين عنك مشغول ، ولكن ائت ذلك القاعد .
قال : وعلي « عليه السلام » قاعد في المسجد معه جماعة . فجاء اليهودي حتى وقف على علي « عليه السلام » ، فقال : إني جئت إلى أميركم هذا ،
فسألته عن أشياء فلم يجبني فيها بشيء ، فأُرسلت إليك .
فرفع علي « عليه السلام » رأسه ، ثم قال : وما هي ، يا ابن هارون ؟ !
فأعاد عليه .
فقال علي « عليه السلام » : أما الواحد الذي لا ثاني له ، فالله الواحد تبارك وتعالى .
وأما الاثنان اللذان ليس لهما ثالث ، فالشمس والقمر .
وأما الثلاثة التي ليس لها رابع ، فالطلاق .
وأما الأربعة التي ليس لها خامس ، فالنساء .
وأما الخمسة التي ليس لها سادس ، فالصلاة .
وأما الستة التي ليس لها سابع ، فالستة الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض .
وأما السبعة التي ليس لها ثامن ، فالسماوات السبع .
وأما الثمانية التي ليس لها تاسع ، فحملة العرش .
وأما التسعة التي ليس لها عاشر ، فحمل المرأة .
وأما العشرة التي ليس لها حادي عشر ، فالعشرة الأيام التي تمم الله بها ميقات موسى « عليه السلام » في قوله عز وجل :
* ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ) * .
فقال اليهودي : أنت تعلم هذا فذاك ما نعتقده أشهد أنك أمير المؤمنين حقاً ، وأسلم على يده ، فجز شعره ، وغسل ثوبه ، وعلمه شرائع الدين . وأتى عمر ، فقال : اكتب هذا في ديوان المسلمين.
أقول : قال السيد المحقق هذه الرواية صحيحة .
تعليق