إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثقافة مهدوية : هكذا وصف إمامُنا الباقر (ع) حال الشيعةِ في زمان غيبةِ إمامِ زمانِهِم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثقافة مهدوية : هكذا وصف إمامُنا الباقر (ع) حال الشيعةِ في زمان غيبةِ إمامِ زمانِهِم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين

    إمامُنا الباقر يَصِف لنا حال الشيعةِ في زمان غيبةِ إمامِ زمانِهِم

    يقولُ إمامُنا باقر العلوم "صلواتُ اللهِ عليه":

    (لا تَرونَ الّذي تَنتظرون - وهو انتظارُ فرج القائم - حتّى تكُونُوا كالمعزى‌ الموات الّتي لا يُبالي الخابسُ أين يضعُ يدهُ فيها، ليس لكُم شَرَفٌ تَرقونهُ ولا سِنادٌ تُسنِدُون إليه أمركُم‌)

    [الكافي الشريف: ج٨]


    توضيحات:
    قوله: (حتّى تكونوا كالمعزَة الموات الّتي لا يُبالي الخابسُ أين يضعُ يدهُ فيها)

    المعزةُ هي مؤنث الماعز، والمعزَة الموات:

    هي العنزة التي تساوت أعضاءُ بدنها، فلا يُوجدُ لَحمٌ أكثر في جانبٍ مِن جوانب بدنِها أكثرَ مِن الجانب الآخر ،


    ومعنى قوله: (الّتي لا يُبالي الخابسُ أين يضعُ يدهُ فيها) الخابس هُو الأسد..

    سُمِّي "خابس" لأنّهُ يخبسُ أي يختفي كي يصطادَ فريستَهُ بِشدّةٍ وعُنف

    والمعنى: أنّهُ لا تَرونَ فرج القائم..

    حتّى تكونوا كالمعزةِ الموات التي تساوت أعضاءُ بدنها..

    بحيث أنّ الأسد لا يُبالي حينما يُريدُ أن يبدأ بافتراسِها وأكلِها..

    لا يبالي أن يبدأَ بأيِّ جانبٍ مِن جوانبِ بدنِها..

    باعتبار أنَّ الأسد إذا اصطادَ فريسةً وهُناك لَحمٌ وشحْمٌ أكثرُ في جانبٍ مِن جوانبِ بدنِ فريستِهِ أكثرَ مِن الجانب الآخر..

    فالأسدُ يبتدئُ بافتراسِ الجانبِ الذي يكونُ أكثرَ لَحماً وأكثرَ شحماً..

    لكن حينما تكونُ الفريسةُ متساويةً..

    لا يُبالي الأسدُ حينئذٍ أين يضعُ يدهُ لافتراسها..


    وهذا التشبيهُ فيهِ إشارةٌ إلى ضعْفِ الشيعةِ وإلى شدّةِ البلاءِ الذي يلقاهُ الشيعةُ في زمانِ الغيبة.
    وفي بعض الرواياتِ وَرَدَ هذا الوصف:
    (لا تزالون تنتظرون حتّى تكونوا كالمعز المَهولة - أي الخائفة - التي لا يُبالي الجازرُ - وهو القصّاب - أين يضعُ يدَهُ مِنها..)

    لأنَّ المَعزة المَهولة الخائفة المُرتجفة لا تكونُ كثيرةَ الحركة وإنّما تكونُ ساكنة..

    لذلكَ فإنّ الجازرَ لا يُبالي أن يُمسِكَها مِن أيِّ جانبٍ استعداداً لِذبحها.


    قولهِ: (ليس لكم شرفٌ ترقونه، ولا سِنادٌ تسندونَ إليه أمركم)

    الشرف: هو المكان العالي.. يعني ليس لكم مكانٍ عالٍ تصعدون إليه،

    والسِناد: هو ما استندَ عليهِ الإنسان كالحائط مثلاً..

    وهذا الوصف يُشيرُ إلى تَفَرُّقِ كلمةِ الشيعةِ وإلى ضَعْفهم بسببِ شدّةِ البلاءِ وشدّةِ المِحنِ وبسبب قسوةِ الظالمين

    فالإمامُ يقولُ إنّكم لن تَصِلوا إلى فَرجِكم ما لم تَمرّوا بهذهِ الظروف العصيبة: (بظروفِ القتلِ، والتشريدِ، وظُروفِ البلاءِ الشديد والمِحن الشديدة التي تَمرُّ عليكم)

    الرواية في مضمونها العام تتحدّثُ عن حالِ الشيعةِ في زمنِ غيبةِ إمامِ زمانِهِم..

    وغالباً الرواياتُ التي تناولت فتنةَ الشيعةِ والبلاء الذي يَعمُّ الشيعة..

    إنّما تتحدّثُ عن الفترةِ التي تتَمادى فيها الغَيبة وهي فترة الغيبة الكبرى التي لازلنا نعيشُ فيها حتّى هذهِ الّلحظة..

    حيث تمادت الغيبة قروناً وقرون..!

    فقد مضتْ مئات مِن السنين.. ولازال إمامُ زمانِنا مُغيّباً عن كُرسيِّ حُكمه، مُغيّباً عن سُلطانه، مُغيّباً عن عرشهِ، مُغيّباً عن ولايتِهِ الظاهريّة بين الناس.


    فهذهِ الروايةُ هي مِن جُملةِ الرواياتِ التي تتحدّثُ عن الفِتَن والابتلاءات وعن حالِ الشيعة في تلكُم الفترة التي تطولُ فيها غيبة إمامِ زمانِنا

    والرواية تقول: أنّ الشيعةَ لن يرونَ الذي ينتظرونَهُ (وهو فرجُ القائم) ما لم يمرّوا بظروفٍ عصيبةٍ جدّاً وابتلاءات ومِحن يكونُ حالُهُم فيها كحالِ الأغنام الضعيفةِ التي لا تستطيعُ الدفاع عن نفسها..


    وتشبيهُ الشيعةِ بالماعز هُنا يعود إلى جهتين:
    الجهة الأولى:

    أنّهُ ورَدَ في الرواياتِ تشبيهُ الأُمّةِ بالأغنام،
    والإمامُ المعصوم هُو الراعي لِهذهِ الأغنام..
    فحينما يغيبُ الراعي تتشتّتُ الأغنام..

    وكذلك الشيعةُ حينما غاب إمامُ زمانِهِم تشتّتوا وتمزّقوا..!

    الجهة الثانية:

    أنّهُ وَرَدَ في الرواياتِ أيضاً أنّ الإمام يُشبّهُ المُؤمنَ في زمنِ الغَيبةِ بالنعجةِ، أو بالأغنام..

    وفي ذلكَ إشارةٌ إلى ضعْفِهِ وإلى شدّةِ الظُلْم والأذى وشِدّةِ الإبتلاء الّذي يلقاهُ المؤمن في زمان الغيبة..

    ولِذلك وَرَد عندنا في الروايات كما يقولُ إمامُنا السّجاد وهو يُحدّثُ بعضَ أصحابِهِ، يقول:

    (يا زُرارة.. الناسُ في زمانِنا على سِتِّ طَبَقات: أسد، وذئب، وثعلب، وكلب، وخنزير، وشاةٍ.


    فأمّا الأسد: فمُلوكُ الدُنيا.. يُحبُّ كُلُّ واحدٍ منهُم أن يغلِبَ ولا يُغلَب.

    وأمّا الذئب: فتُجّاركُم.. يَذِمّون إذا اشتروا ويمدحون إذا باعُوا..

    وأمّا الثعلب: فهؤلاء الذين يأكُلون بأديانهم ولا يكونُ في قُلوبهم ما يصفون بألسنتهم،
    ​وأمّا الكلب: يهرُّ على الناسِ بلسانهِ ويُكرِمُهُ الناسُ مِن شرِِّ لسانِهِ

    وأمّا الخنزير: فهؤلاء المُخنّثُون وأشباهُهُم، لا يُدعَون إلى فاحشةٍ إلّا أجابُوا..

    وأمّا الشاة: فالمُؤمنون الذين تُجَزُّ شُعُورهُم ويُؤكَلُ لُحومُهُم ويُكسَرُ عَظمُهُم..

    فكيف تصنعُ الشاةُ بين أسدٍ وذئبٍ وثعلبٍ وكلبٍ وخنزير)

    [الخصال]

    الإمام يُشيرُ بالشاةِ هُنا إلى المؤمن.. فيقول:

    فما تصنعُ الشاةُ بين كُلِّ هذهِ الحيوانات المُفترسة حينئذ؟!


    أمثالُ هذهِ الروايات تكرّرت عن أهل البيت.. ولكن ليس المُرادُ منها هو أن يقنعَ المؤمنُ بالمذلّةِ والمهانة لِكونِ الروايات أشارت إلى ذلك..

    فهذا أمرٌ لا يرتضيهِ الباري تعالى ولا إمامُ زمانِنا..

    فالمُؤمنُ لابُدَّ أن يبحثَ عن عِزّتِهِ في كلِّ مكان

    وإنّما جاءتْ هذهِ الروايات لِتُشيرَ إلى شِدّةِ الظُلْمِ والجورِ والأذى والابتلاء الذي يقعُ على المؤمنين في زمانِ الغيبة الكُبرى فيكونون بمنزلة المعز.

    مع مُلاحظة أنّ الإمام حِين ذَكَر أصناف الناس (أسد، وذئب، وثعلب، وكلب، وخنزير) لم يعنِ بهذهِ الأوصاف المؤمن، فالمؤمنُ لا يَتخلّقُ بهذهِ الأخلاق أوّلاً..

    ولأنّ المؤمن لا يمتلكُ هذهِ القُدرات أساساً..

    فهذهِ القُدرات إنَّما تنشأُ مِن منشأٍ شيطاني..

    وإنّما جاء وصف (الذئبيّة والثعلبيّة) ليُشيرَ إلى حالةِ إيذاءِ الآخرين الأشرار للمؤمن.

    حِين يقول الإمام واصفاً حال المؤمنين في زمانِ الغيبة: (ليس لكُم شَرَفٌ تَرقونهُ ولا سِنادٌ تُسنِدُون إليه أمركُم)

    المُراد: أي ليس لكم مِن ملجأٍ تَلجؤون إليه في غيبةِ إمامِكم..

    فالشرفُ والسِنادُ فيها إشارةٌ إلى الإمامِ المعصوم، فهو شرَفُ المؤمنينَ وعِزُّهم.

    فقول الإمام: (ليس لكُم شَرَفٌ تَرقونهُ ولا سِنادٌ تُسنِدُون إليه أمركُم)

    يعني لا إمام ظاهر لكم ترجعون إليه
    فالروايةُ تتحدّثُ عن حال الشيعة في هذا الوقت الّذي لا يُوجدُ فيه إمامٌ ظاهرٌ للناس وللأبصار ترجعُ إليهِ الشيعة..

    فالروايةُ تَصِفُ الشيعةَ بهذا الوصف:

    أنّهم في حالةٍ كالمَعز.. لا يَدري الظالمُ على أيُّها يَضعُ يدَهُ لِشدّةِ ضَعفهم وهُزالهم..!

    وَإنّما كانَ هذا الضعفُ وهذا الهُزال لِشدّةِ الإبتلاء والظُلم الذي يقعُ عليهم..

    ويُضافُ إلى ذلك الفُرقة الّتي تحصلُ فيما بينهم..

    كما أشارتْ إلى ذلكَ بعضُ الروايات وقالتْ أنّ الشيعةَ في زمنِ الغَيبة يُكذّبُ بعضُهُم بعضاً ويتفلُ بعضُهم في وجْه بعض..!


  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X