إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الملحمة الحسينية في الادب العالمي م .د عدي علي كاظم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الملحمة الحسينية في الادب العالمي م .د عدي علي كاظم


    عرف المسرح الحسيني في العراق وبعض الدول، كنوع من أنواع المسرح الاخرى . وبعد تبلور هذا النوع من المسرح ، برز هنالك الكثير من المختصين على مستوى التنظير والكتابة والاخراج والنقد والعرض ، واطلق على هذا النوع من المسرح عدة تسميات ، منها ان هكذا مسرح يعتبر مظاهر مسرحية وليس مسرحا، وهناك من قال انها مسرح يحمل جميع عناصر العرض المسرحي الكامل اما على مستوى النص المسرحي هناك من قال انها تراجيديا ومنهم من نسبها الى المسرح الملحمي .
    فلو عدنا الى بدايات المسرح الحسيني الذي اقيم في مدينة كربلاء المقدسة في العراق نجد انه كان موجودا منذ عام 1917م بحسب الباحث المسرحي عبد الرزاق عبد الكريم اذ يشير الى وجود قاعة عرض متكامل كان يقع خلف المخيم الحسيني وفي ثلاثينيات القرن الماضي كانت هناك قاعة مسرح متكاملة في خان هو الان مقهى الزوراء المعروفة في شارع العباس (ع) وقد توسعت خاصة بعد العام 2003 م بحوث ودراسات كما تمت طباعة مسرحيات تناولت القصة الحسينية وقد اهتمت العتبتان الحسينية والعباسية بعد ان طرح الموضوع واثارت نظرية المسرح الحسيني اهتماما بعد ان طرحها الشاعر رضا الخفاجي .
    اما المسرحية الشعرية فكانت هناك مسرحية شعرية عن المسرح الحسيني وهي مسرحية الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد في ثمانيات القرن المنصرم التي عرضت على خشبة المسرح الوطني في بغداد وكذلك مسرحيات هي ( الحسين ثائرا والحسين شهيدا ) للشاعر المصري عبد الرحمن الشرقاوي التي عرضت في القاهرة ولكي نعطي المسرح الحسيني الاهتمام الصحيح علينا ان ان تحدث عن النص المسرحي الحسيني والعرض المسرحي الحسيني كلا حسب عناصره الاساسية .
    وهناك الكثير من المسرحيات التي تناولت الملحمة الحسينية والتي قسم منها عرضت والقسم الاخر نصوص قيد الطبع ومن هذه المسرحيات التي كتبت في العراق هي مسرحية ( ثانية يجيئ الحسين ) ومسرحية ( الجائزة ) للشاعر الراحل محمد علي الخفاجي وأكثر من ثماني مسرحيات للشاعر رضا الخفاجي منها ، ( سفير النور – مسلم ابن عقيل (ع) – صوت الحر الرياحي – صوت الحسين (ع) – قمر بني هاشم (ع) – العباس بن علي – سفر الحوراء زينب ( ع)- سفر التوبة – نهضة التوابين وثورتهم ضد الحكم الاموي – ايات اليقين في سفر ام البنين – الثائر زيد العابدين بن علي (ع) – مسرحية شعرية عن سيرة الامام زين العابدين (ع) – ومسرحية شعرية عن انصار الحسين (ع) .
    يجب تحويل تلك المظلومية الحسينية الى رسالة وعمل يطبق عبر تحويل الفكرة الى مسرح بين جاد وفكاهي ومسرح اصولي ذات قيم حقيقية لنشر التعليم السماوية والاستفادة من الحسين (ع) كفكر ديني واهب يمزج بين الاسلام والحسين ليكون الدلالة الى الله تعالى وتذويب الفترة الزمنية بحيث يكون الحسين لكل الاجيال .
    وقف الزمان على ظريحك سائلا مالسر فيك كل يوم يخطر
    والناس تبكي بالمجالس كلما اسم الحسين على المنابر يذكر
    فاذا حقق النص المسرحي عناصر معينة التي حددها المختصون في مجال المسرح ابدا من ارسطو وهوراس وهذه العناصر هي الحبكة والشخصية واللغة . وقد احتوى النص المسرحي الحسيني على هذه العناصر مجتمعة لذلك فقد حقق شروط وعناصر النص المسرحي وبما ان النص المسرحي الحسيني قد حقق عناصر النص المسرحي فيجب ان ينتمي الى احد المذاهب المسرحية فقد تطرقت سابقا الى من نسب المسرح الحسيني الى المدرسة التعربيرية وهناك من قال انه نص ملحمي ، وبعد دراسة الباحث الدكتور عدي علي كاظم للنص المسرحي الحسني وجد انه يجب ان يكون ضمن المدرسة الكلاسكية ، لماذا وذلك لان النص المسرحي الحسيني قد انطبق علية قواعد النص المسرحي الكلاسيكي تلك القواعد الصارمة وهي :-
    - قانون الوحدات الثلاث
    - عظامية اللغة
    - عظامية الشخصيات
    - وحدة المادة والنغم
    - المأساة تعالج حدثا عظيما
    - مشاهد القتل لاتمثل على المسرح
    - القضاء والقدر هو المسيطر
    - تعالج مشاكل المجتمع
    وعندما نصف النص المسرحي الحسني بالملحمة يجن ان نتعرف على خصائص الملحمة ومميزات النص الملحمي .لذلك يجب ان نقف على مصطلح الملحمة لنعرفه ماهي الملحمة يعرف ارسطو الملحمة او الجنس الدرامي الملحمي (( محاكاة لموضوعات جادة من نوع الشعر الرصين )) (1) وتعرفها الموسوعة العربية بأنها (( قصيدة طويلة جيدة السبك تتوفر فيها الحبكة ، كما تتسم وقائع قصصها بالشرف والجلال ، ويعالج فيها الموضوع على نحو يتناسب مع البطولة في اسلوب رائع ، وسيرة الملحمي هي الموضوع الذي يربط كل اجزاء القصيدة )) (2) ويعرفها معجم المصطلحات الادبية المعاصر بأنها (( قصيدة قصصية طويلة تمجد جماعة ، بسرد ماثر بطل حقيقي أو اسطوري تتجسد فيه المثل )) (3) والتأريخ العراقي حافل بامجاد وبطولات ( كلكامش ) التي حازت ما حازت عليه من الارث الحضاري والثقافي لشعوب وادي الرافدين فالاستاذ( طه باقر ) قد ترجم ملحمة كلكامش عام (1950 ) بالاشتراك مع الاستاذ بشير فرنسيس ونشرها في مجلة سومر ، ثم ترجمها ( طه باقر ) منفردا عام ( 1961 م ) واعيد نشرها في الاعوام ( 1971 – 1975 – 1980 ) ، ويقول الاستاذ ( طه باقر ) انا جاءت في (11) رقيما طينيا عثر عليه في مدينة نيبور ثم عثر على الرقيم (12) (1) وتعتبر ملحمة كلكامش من اقدم الملاحم واكثرها صلة بالبشر واللالهه فهي ذات صياغة ادبية جمعت البعدين الاسطوري والواقعي لاحد ملوك السومريين القدامى )) (3)
    وترجمت هذه الملحمة عدة ترجمات منها ( طه باقر -، عزيز حداد ، سامي الاحمد ) أما الترجمات الغربية هي ( الاكسندر هيريل ، سبسميتر ، غاردنز ، شيفاني دالي ) ، واللحمة بشكل عام تتكون من قسمين الاول يتحدث عن الاعمال البطولية والمغامرات المنسوبة الى جلجامش وصاحبة انكيدو ،ثم موت انكيدو أما القسم الثاني فيتضمن رواية حادثة الطوفان من خلال رحلة جلجامش في البحث عن الخلود )) (4) . ومن الملاحم الشهيرة في العالم هي ملحمة ( المهابهاراتا ) ،
    تعتبر ملخمة المهابهاراتا من النصوص ذات الخصوصية اذ انها تتخذ ابعادا وظيفية وهيتكشف عن واحد من اقدم النصوص الملحمية في العالم واكثرها اصالة من حيث اعتمادها لمفهوم الصراع كمحور لتقديم كامل يتناول الوجود باسره ، تقع الملحمة في ثلاثة الالاف صفحة من القطع المتوسط وتستمد الملحمة قصتها من ثورات مملكة كورو كيسترا بشمال الهند وقد كانت هذه المملكة أرض الاباء والاجداد بالنسبة الى قبيلة تعرف بالقاب عديدة اكثرها تداولا لقب ( بهارتا ) . ومن الاملاحم المشهورة في العالم هي الملاحم الايسلندية
    الملاحم على نمطان هما : شعري ونثري وتدور حول شخصية اسطورية أو تأريخية ، ايسلندية بين عامي ( 870-1025 ) ولم تدون هذه الملاحم الا في القرن الثالث عشر بعد مرورها بمرحلى طويلة من التراث الشفهي فالملاحم النثرية الايسلندية تدور حكايتها أو قصصها حول شخصيات حقيقية وهذه الاحم تسمى ( ساكا )تتناول الملاحم اشخاص عاشوا اغلبهم في حوالي القرن السادس عشر او بعد ذلك بقليل ، وانهم كانوا اشخاص حقيقيين . ومن الملاحم الايسلندية الاخرى هي ( تورشاين الابيض ) و( نيال وملحمة( لاكسديل ) وملحمة ( كونار ) وملحمة ( احتراق نيال ) وملحمة ( ايجيل ) وغيرها .بعد التطرق الى تعريف الملحمة واشهر الملاحم في العالم يجب علينا هنا ان نذكر اهم مميزات الملحمة وهي :- (5)
    - التنوع والتشعب في موضوعاتها .
    - تمتلك الملحمة حدثا رئيسيا .
    - تكتسب الملحمة جمالياتها من خلال فكرتها والمعاني التي يتضمنها كل جزء من اجزائها .
    - تمتاز شخصية الملحمة بالمزج مابين القوى البشرية وقوى الالهة ويتمثل ذلك في شخصية في شخصية البطل الملحمي .
    - تعكس الملحمة بعض القيم والمبادئ والمثل العليا .
    - ابطال الملحمة قد يكون لهم وجود فعلي في الحياة .
    - الملحمة تسمو وتتجاوز الوجود الفعلي للحياة .
    - قد يكون البطل الملحمي فردا من البشر قد يهتم بمنجزاته وماثرة البطولية
    - قد تصبح الملحمة اسطورة أو بالعكس .
    - من الصعب حساب الزمن في النص الملحمي وفق قياساتنا ومفاهيمنا المعتادة ويبدأ تضمين فكرة الملحمة الاجتماعية بالتبلور والتكوين فهي واسطة نقل ومستودع للنموذج الاخلاقي وفي الواقع كان الادب البطولي بمثابة الكتاب المقدس في المجتمعات الهندوأوربية البدائية وبالمثل فقد كان الكتاب المقدس في بعض النواحي المهمة ادبا بطوليا . ومن خلال استعراض الباحث لخصائص الملحمة من حيث الموضوع والبطل والقصة والهدف والشخصيات نجد ان الملحمة الحسنية تستحق ان نطلق عليها ملحمة بجدارة وذلك لامتلاكها مقومات الملحمة الالهية التي كاد ان يكون بطلها ليس من البشر العاديين وتستحق ان تخلد مدا الزمان وماحية البشرية .
    الشروط الواجب توافرها في الملحمة : - (6)
    - النوعية الرفيعة والجدية العالية ، فعلى كتاب الملحمة التعامل مع الملحمة وكلماتها بطريقة متميزة جدا .
    - الغزارة والاتساع والشمولية .

    - تتروي قصة معروفة تعد بالفعل لجزء من ميثولوجيا المشاهد التنوع الهائل والتشعب في الموضوعات التي تعرض ذلك لطول مقدارها تتسع لكي تنمو اجزاؤها النمو المطلوب ( كايقول ارسطو ) .
    - تقوم الملحمة على وحدة عناصر للمعتقدات بين القوى الخارقة والقوى البشرية التازر في ابراز المعاني والدلالات .
    - احداث الملحمة وأبطالها قد يكون لهم وجود فعلي الا ان الملحمة تتجاوز الواقع لتصبح قصيدة تتضمن التأريخ .
    - الملحمة أوبنائها الشعري هي ليست من انتاج شاعر بعينه وحتى لو نسبت الى شاعر ، فان الشعر الملحمي يوصف بأنه شعر لاشخصي ولاذاتي وبناءا ما يفعله هوميروس حسب تأثير ارسطو أن على الشاعر الملحمي الا يتكلم بنفسه مااستتطاع الى ذلك سبيلا
    - الملحمة هي منجز لشعب وربما شعوب كما هو حال ( ملحمة كلكامش ) حسب راي طراد الكبيسي .
    - البطل الملحمي مقارنة بالبطل الغنائي ، يكون اكثر امتلاءا من خلال تصرفاته وعلاقته مع الاخرين .
    - لغة الملحمة هي لغة تمتاز بتنوعها التعبيري وتعقدها وغناها وفي قدرتها على استخدام لغة جميلة وصور اسلوبية وخلفيتها العاطفية .
    يرى الباحث من خلال الاستعراض المفصل وبا سهاب للشروط الاواجب توافرها في اي ملحمة لكي يطلق عليها في لغة الادب الرفيع انها ملحمة من النوع الاول في الادب العالمي رفيع المستوى ومن خلال تتبع الباحث للملحمة الحسينية ومميزات الاخيرة فقد امتلكت الملحمة الحسينية على شروط الملحمة وبدارة للذلك حق ان نطلق عليها ملحمة على المستوى العالمي ولم تنل الملاحم العالمية على مدى التأريخ على الخلود الذي حصلت علية الملحمة الحسينية وبدون منازع لذلك خلدة في ذاكرة الاجيال لاكثر من الف واربعمائة عام ونيف وكلما مر الزمان ذكرها يتجدد وكل من قرأ وسمع وشاهد الملحمة الحسينية يظل عقلع وفكره مشدود لها وتبقى حرارتها متوقدة في قلب كل من احب ونصر الحق حتى من لم يكن مسلما .
    شهدت الملحمة الحسينية من وقوعها اعلاما مقاوما عظيما حسب رأي الدكتورة زينب فخري في كلية الامام الكاظم رأت انها تتمثل في :-
    - دور العقيلة زينب (ع) من خلال خطبتها الاولى التي كانت في الكوفة مرتكزة على التأنيب والتقريع باعتبارها من العارفين بحقهم .
    - خطبتها الشهيرة في الشام فكانت مختلفة المحتوى اذ سعت فيها الى كشف حقائق وملااجهة التظليل الاعلامي الذي مورس في حينها .
    - الدور الاعلامي للامام السجاد (ع) وأثره في نشر القضية الحسينية ومظلومية الامام الحسين (ع) واتسم الاعلام الحسيني الزينبي السجادي بالصدق والواقعية والاستدلال المنطقي والاستشهاد بايات القران الكريم والتدرج في الخطاب وبتغيير محتوى الخطاب يتغير المجتمع المخاطب.
    - المنبر الحسيني يعد وسيلة اعلامية ثقافية مهمة الذي عمل على نشر ثورة الامام الحسين (ع) .
    - وترى زينب فخري في مقالة لها عن ثورة الامام الحسين (ع ) أن الوسيلة الاعلامية الفاعلة فهي الفضائيات التي تمتلك تاثيرا كبيرا على المشاهدين لتحكمها بحاستي السمع والبصر ولكنهما ظلت حبيست برامج تقليدية تعاد سنويا .
    - من وسائل الاعلام الحسيني الكتب وتسخر المكتبة الاسلامية بعناوين مهمة بكتب تخص القضية الحسينية .
    - من وسائل الاعلام الاخرى بحسب زينب فخري هو مايهم الباحث في هذا الموضوع والذي يروم الباحث اثباتة في هذا البحث هو المسرح الحسيني الذي كان من وسائل الاعلام الحسيني ومن المسرحيات المهمة في هذا الصدد مسرحية الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ( الحسين ثائرا –) و(الحسين شهيدا ) للشاعر المصري عبد الرزاق عبد الواحد .
    - الافلام السينمائية والتلفزيونية .
    - الوسيلة الاعلامية الاخرى التي تتسم بالجمالية والهدوء التي تنطوي تحت خيمة الفن التشكيلي وخلدت اللوحاتلاستلهامها هذا الحدث العالمي .
    - الوسيلة الاعلامية الاخرى ، الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي ولكنه سلاح ذو حدين يستعمل احيانا استخدما غير سليم .
    ومن خلال ماسبق وقد ناقش الباحث عنصر النص المسرحي ونسب الباحث النص المسرحي الحسيني الى المدرسة الكلاسيكية القديمة ذات القواعد الدرامية والادبية والصارمة واهمها عظامية اللغة وعظامية الشخصيات .
    ويجب ان ينطوي المسرح الحسينب على عرض جيد يراعي به عظمة الملحمة الحسينية من خلال وظيفة المخرج في التلاعب بعناصره واستخدام ادواته التي يمتلكها في اخراج عرض مسرحي تناسب وعظمة القضية الحسينية فمثلما يجب ان تنطبق قواعد المدرسة الكلاسيكية على النص المسرحي الحسيني يجب ان يحتويها العرض المسرحي الحسيني .
    ويتسائل المتلقي والقارى للنص المسرحي وللادب الحسيني ولهذا المقال لمن يعرض المسرح الحسيني وماهي نوعية الجمهور او نوعية المتلقي لهكذا ملحمة عظيمة والجهد الذي يجب ان ينصب في قضية الملحمة الحسينة الخالدة وانتقالها من جيل الى اخر ولتكون ملهمة لكل الاجيال واستخلاص العبر والمواعظ العظيمية التي قامت من اجلها القضية الحسينية لذلك يجب ان تترسخ تلك المبادى والقيم في ذهن المتلقي وهذه المهمة تظامنية بين الكاتب والمخرج لكي تصل الى المتلقي .
    وهنا المتلقي هو حجر الزاوية وهو المحطة الاخيرة التي يجب ان يسير اليها كل من الكاتب والمخرج بعناية فائقة لما سار النص المسرحي الحسيني والمخرج للمسرح الحسينبي على تعاليم وميزات تمتاز بالجدية والحذر واتباع النظريات التي تهتم بالادب الرفيع فبعملية اختيار المتلقي يرى الباحث ان نسير وفق نظريات الادب في عملية ايصال تلك المبادى السامية التي احتوتها الملحمة الحسينية . لقد عمد النقد السابق لدخول المفاهيم النقدية الحديثة والتي ابتدأت بظهور علم اللسانيات متمثلا في سيمولوجيا ( بير س ) وسيموطيقا ( سوسير ) عمد النقد القديم الى تغييب دور القارىئ واخذ على عاتقه مهمة تفسير وجهوزية ، بحيث اصبح دوره سلبيا في العملية الابداعية والانتاجية .
    وبعد ظهور البنيوية على يد رائدها السابق الذكر اشتغل النقد على اساس تسليط الضوء على المنجز ( النص ) بغض النظر عن ظروف مكوناته ومؤسساته التي أبدعها المؤلف ، وهو اتجاه يسير نحو تنصيص النص والتي سميت بلحظة النص وهو عكس ماجاء في نقد القرن التاسع عشر التي تمثل في لحظات ثلاث هي ( التأريخي ، الاجتماعي ، النفسي ) ، وبعدها أي مابعد البنيوية ماظهر من مدارس تعمل على اساس انتاجية المعنى وتوليد الدلالة ، منها التفكيكية ، والقراءة والتلقي والتأويل . أما بخصوص التفكيكية التي تربع على عرش ريادتها ( جاك دريدا ) فقد اخذت تهتم بعملية القراءة والتلقي التي القي بها في ساحة القارئ الذي يقوم بتوليد مكونات دلالات المعنى . جعلت التفكيكية من قبل القارئ دورا مهما في عملية الانفتاح على النص ويصبح النص قاعدة لنصوص عديدة متوالده فالنص يساوي قراته .(7 )
    وبعد هذا الاستعراض للنظريات النقد ومنها البنيوية ونظرية التلقي ونظرية التأويل من اجل ان تكون عملية التلقي تسير وفق متلقي فاهم وعارف ماذا يشاهد أو يسمع وهنا يجب ان نشير الى موظوعة البحث بعدما اشرنا الى ان يكون النص المسرحي الحسيني نص جيد من خلال احتوائه علة مميزات النص الجيد ، وكذلك العرض المسرحي الحسيني يجب ان يكون عرضا جيدا من خلال تمن مخرج العرض من ادواتة التي يعمل بها من أجل انتاج نص جيد ، وصولا الى متلق فاهم ومدرك لادوات التلقي ونظرياتة . ويجب ان يستخلص المتلقي للكلحمة الحسينة العبر والاهداف السامية التي قامت من اجلها الثورة الحسينية .(9 )
    الهوامش :
    - ارسطو طاليس : فن الشعر ، ت ، ابراهيم حمادة ، مكتبة الانجلو المصرية ن القاهرة 1993 ، ص 89 .
    - مجموعة مؤلفين : الموسوعة العربية الميسرة ، ط2 ، دار الشعب ، القاهرة ، 1972 ، ص 41 .
    - للمزيد ينظر : سعيد علوش : معجم المصطلحات الادبية المعاصرة : دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1985 ، ص 205 .
    - مجدي وهبة : معجم المصطلحات الادبية ، مكتبة لبان ، بيروت ، 1974 ، ص 140 .
    - ينظر: اينجل مدينا : الملاحم والرواية ، ت ، عباس مجلة الثقافة، الاجنبية ا ،السنة الخامسة، العدد، دار الشؤون الثقافية ، بغداد 2005 ،ص30.
    - طراد الكبيسي : البناء الفني في الادبا نموذجا الملحمي العراقي القديم ( ملحمة جلجامش انوذجا ) سلسلة افاق ( 8)، دار الشؤون، بغداد 1994 ، ص15.
    - احمد ابو زيد : الملاحم كتأريخ وثقافة ، مجلة عالم الفكر ، العدد الاول ، المجلد (16) ، الكويت5 198 ص4 .
    - كلكامش واكا أو حصار اوروك ، ترجمة وتقديم ، فؤاد يوسف قزانجي ، مجلة الثقافة الاجنبية ، العدد الاول ، السنة ( 2007) ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، 2006 ، ص6 .
    - ج .أ.ب فان بوثينان : المهابهاراتا ، ت ، كامل يوسف حسين ، مجلة الثقافة الاجنبية ، دار الشؤون الثقافية ، العدد (4) ، بغداد ، 1985 ،ص 67 .
    المصادر والمراجع :
    علي حسين الخباز, [١١/٠٢/٢٠٢٢ ٠٥:٢٠ م]
    - ارسطو طاليس : فن الشعر ، ت ، ابراهيم حمادة ، مكتبة الانجلو المصرية ن القاهرة 1993 .
    - مجموعة مؤلفين : الموسوعة العربية الميسرة ، ط2 ، دار الشعب ، القاهرة ، 1974 .
    - للمزيد ينظر : سعيد علوش : معجم المصطلحات الادبية المعاصرة : دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1985 .
    - مجدي وهبة : معجم المصطلحات الادبية ، مكتبة لبان ، بيروت ، 1974 ، ص 140 .
    - احمد ابو زيد : الملاحم كتأريخ وثقافة ، مجلة عالم الفكر ، العدد الاول ، المجلد (16) ، الكويت 5 198 .
    - كلكامش واكا أو حصار اوروك ، ترجمة وتقديم ، فؤاد يوسف قزانجي ، مجلة الثقافة الاجنبية ، العدد الاول ، السنة ( 2007) ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، 2006 .
    - ج .أ.ب فان بوثينان : المهابهاراتا ، ت ، كامل يوسف حسين ، مجلة الثقافة الاجنبية ، دار الشؤون الثقافية ، العدد (4) ، بغداد 1985.
    - ينظر: اينجل مدينا : الملاحم والرواية ، ت ، عباس مجلة الثقافة، الاجنبية ا ،السنة الخامسة، العدد، دار الشؤون الثقافية ، بغداد 2005 ،ص30.
    - طراد الكبيسي : البناء الفني في الادبا نموذجا الملحمي العراقي القديم ( ملحمة جلجامش انوذجا ) سلسلة افاق ( 8)، دار الشؤون، بغداد 1994.​

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X