الخلافة : حق للإمام علي ؏ أم واجب عليه ؟
النبوة والإمامة ومطلق أشكال الخلافة والرئاسة البشرية هي من الأحكام التي يستطيع أن يبت العقل بها ويعطي فيها حكمه بوجوبها وضرورتها ، ودليلنا هو سيرة العقلاء وكذلك التجارب والخبرات البشرية برهنت على هذه البديهة والضرورة التي لا تُنكر بحال ما دام الإنسان هو الإنسان الذي نعرفه .. أما أن تطالبني بدليل نقلي ( قرآني أو روائي ) فرغم كثرة صدوره ووضوح ظهوره فإنه لا يعدو هذا الدليل عن كونه :
١. أن يأتي مؤكداً ومرشداً لهذه الحقيقة وهذا القانون الطبعي للبشرية وليس مؤسساً له .
٢. أو يأتي مقنناً ومهذباً لتفاصيل وحيثيات تنفيذه وتطبيقه واستعمالاته .
٣. أو يأتي معيّناً لبعض مصاديقه وأشخاصه .
فمثلاً في قوله تعالى ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة ٢٤ ، نجده يتعامل مع هذه الحقيقة تعامل المسلمات بحيث انتقل مباشرة الى حيثياتها من تشخيص الإمام والقائد ( إني جاعلك .. ) ، أو تقنين وتهذيب تطبيقاتها ( لا ينال عهدي الظالمين ) . ويكفي أن نسمع أمير المؤمنين ؏ يقول كما في الخبر : ( لا بد للناس من أمير ، بر أو فاجر ) إشارة منه ؏ الى هذه الضرورة لكل اجتماع بشري ، صغر أم كبر .
فهو اذن واجب عقلي من حيث تأمين أصل المنصب والوظيفة وهذا الواج مؤيد ومؤكد بالنقل ، ويتضمن واجبات نقلية كذلك في تفاصيله وتفريعاته ..
وعليه نقول : خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله واجبة على أمير المؤمنين بالوجوبين ، العقلي المترتب على النوع البشري أو الإسلامي ، والنقلي المترتب على شخصه صلوات الله عليه بعد أن اختارته السماء .
وهي واجبة على المسلمين ايضاً بالوجوبين ، وجوب نصرة المنصب كضرورة وعقيدة ونصرته كأشخاص معينين من قبل الشارع المقدس ، ( قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المسائل : اتفقت الامامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار ) البحار ج٢٣ ٣٩٠ .
ثم أنه حق ام لا ..؟
كل واجب هو حق ، فمن حق الإنسان أن لا يُصدّ عن اداء واجباته ووظائفه ، فأمام كل واجب لم يُمتثل هنالك حق مضيّع ، ولهذا نقرأ في زيارة أمير المؤمنين ؏ ( أنت أول مظلوم وأول من أغتصب حقه ) ، بل حرمت الأرض والإنسانية من بركات ولاية أمير المؤمنين ؏ ، والى هذا تشير الزهراء ؏ في خطبتها :{ ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الوحي الأمين، والطبين بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي الحسن، نقموا والله منه نكير سيفه، وشدة وطئه، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله عز وجل.
والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله (صلى الله عليه وآله ) إليه لاعتلقه ، ولسار بهم سيرا سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطانا ، قد تحير بهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون } .
النبوة والإمامة ومطلق أشكال الخلافة والرئاسة البشرية هي من الأحكام التي يستطيع أن يبت العقل بها ويعطي فيها حكمه بوجوبها وضرورتها ، ودليلنا هو سيرة العقلاء وكذلك التجارب والخبرات البشرية برهنت على هذه البديهة والضرورة التي لا تُنكر بحال ما دام الإنسان هو الإنسان الذي نعرفه .. أما أن تطالبني بدليل نقلي ( قرآني أو روائي ) فرغم كثرة صدوره ووضوح ظهوره فإنه لا يعدو هذا الدليل عن كونه :
١. أن يأتي مؤكداً ومرشداً لهذه الحقيقة وهذا القانون الطبعي للبشرية وليس مؤسساً له .
٢. أو يأتي مقنناً ومهذباً لتفاصيل وحيثيات تنفيذه وتطبيقه واستعمالاته .
٣. أو يأتي معيّناً لبعض مصاديقه وأشخاصه .
فمثلاً في قوله تعالى ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة ٢٤ ، نجده يتعامل مع هذه الحقيقة تعامل المسلمات بحيث انتقل مباشرة الى حيثياتها من تشخيص الإمام والقائد ( إني جاعلك .. ) ، أو تقنين وتهذيب تطبيقاتها ( لا ينال عهدي الظالمين ) . ويكفي أن نسمع أمير المؤمنين ؏ يقول كما في الخبر : ( لا بد للناس من أمير ، بر أو فاجر ) إشارة منه ؏ الى هذه الضرورة لكل اجتماع بشري ، صغر أم كبر .
فهو اذن واجب عقلي من حيث تأمين أصل المنصب والوظيفة وهذا الواج مؤيد ومؤكد بالنقل ، ويتضمن واجبات نقلية كذلك في تفاصيله وتفريعاته ..
وعليه نقول : خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله واجبة على أمير المؤمنين بالوجوبين ، العقلي المترتب على النوع البشري أو الإسلامي ، والنقلي المترتب على شخصه صلوات الله عليه بعد أن اختارته السماء .
وهي واجبة على المسلمين ايضاً بالوجوبين ، وجوب نصرة المنصب كضرورة وعقيدة ونصرته كأشخاص معينين من قبل الشارع المقدس ، ( قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المسائل : اتفقت الامامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار ) البحار ج٢٣ ٣٩٠ .
ثم أنه حق ام لا ..؟
كل واجب هو حق ، فمن حق الإنسان أن لا يُصدّ عن اداء واجباته ووظائفه ، فأمام كل واجب لم يُمتثل هنالك حق مضيّع ، ولهذا نقرأ في زيارة أمير المؤمنين ؏ ( أنت أول مظلوم وأول من أغتصب حقه ) ، بل حرمت الأرض والإنسانية من بركات ولاية أمير المؤمنين ؏ ، والى هذا تشير الزهراء ؏ في خطبتها :{ ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الوحي الأمين، والطبين بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي الحسن، نقموا والله منه نكير سيفه، وشدة وطئه، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله عز وجل.
والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله (صلى الله عليه وآله ) إليه لاعتلقه ، ولسار بهم سيرا سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطانا ، قد تحير بهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون } .
تعليق