الذي يعجبني في الطالبات أن اسئلتهن ليست تبجحية وإنما من صميم احتياجهن المعرفي ، (علا عبد الرحمن )طالبة مجدة مجتهدة ، سألتني عن قيمة الارتباط بالمنتظر الموعود عليه السلام ، الشباب بهذا العمر يفسرون ارتباطنا باللائمة عليهم السلام ارتباطا عاطفيا وجدانيا ، وتتفاعل تلك العاطفة نفسيا وانما الحقيقة ان علاقتنا مع النبي وأهل البيت عليهم السلام هي علاقة فكرية وعقيدية لها قدسيتها، رفعت الطالبة ( زمن صاحب )يدها وهي من الطالبات المحاورات اللواتي يهضمن المعنى ، لتعبر عن معنى هذا الارتباط فهي تراه ارتباط بفكرة عقيدية غيبية ، أبتسمت لها وقلت لابد من توضيح ، ان هذا المعنى يعد قاصرا في مفهوم هذه العلاقة ، ارتباطنا بالإمام الحجة هو ارتباط انساني ، كامل حي جسدا وروحا يعيش بيننا يرانا ونراه يعرفنا ولا نعرفه يسددنا ، يوجهنا الى حيث مصلحتنا ، هذا أمام الانس والجان ، إمام الكون وقوامه ، الحماس الذي يجتاح الطالبات يجعلهن غير مستقرات وكأنهن يريدن ان يفهمن كل شيء دفعة واحدة ، وهذا الامر يجعلني أتابع بحماس واحاول تشذيبه ، الطالبة (هدى على ) تسألني ، ما الذي كان يحدث في حالة عدم وجود الامام ؟ سؤال مهم ، فعلا هو مهم ولابد للطالبات بهذا العمر يعرفن ان لولا وجود الامام لساحت الأرض باهلها فهو أمان لأهل الأرض كما النجوم امان لأهل السماء ، ولأني لا ريد لهذه المواضيع ان تأخذ معنى الأنشاء أو التعبير اللغوي وانما أريد أن اعززه بما رواه الائمة عليهم السلام عن قيمة حضور الحجة فينا ، الطافه موجودة قد لا ندركها ، هذا محور تأكيد الائمة عليهم السلام لو لم يتدخل في بعض الشؤون ولم يعمل على رعاية الأمة وتسديدها لكان الله سبحانه تعالى أعلم كيف سيصبح حال المجتمع الاسلامي ، والى أي درجة من الانحطاط والضياع يمكن أن يصل ، ، قلت مع نفسي أن طالباتنا بحاجة الى قراءة الرسائل التي بعثها لنا الامام الحجة سلام الله عليه، كتب الامام الحجة الى الشيخ المفيد ( انا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين ذكركم ولولا ذلك لنزلت بكم الشدائد ) وقد ورد في بعض الاحاديث أن أعمالنا تعرض عليه فيحزن لسيئها ويفرح لما حسن منها ، ماذا علينا ان نفعل سؤال جميل من طالبة ، نعم هو السؤال المهم ماذا نفعل ؟ يرى حكيم علينا أن ننظر في صحيفة أعمالنا قبل أن يصل الى محضر الله ومحضر صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، لأجل ان نكون بالمستوى اللائق في محضره الشريف ، ركزت الطالبة على سؤالها ما الذي علينا ان نفعل كي نكون بالمستوى اللائق ؟ يعجبني أن أنظر الى أعماق المعنى ، ومثل هذه الطالبة تريد ان نتعلم وهذا ما يفرح المعلم ،
( اولا)
علينا مبايعته ، ورد في دعاء العهد ( اللهم أني اجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهدا وعقدا وبيعة ، له في عنقي لا احول عنها ولا أزول ابدا ، الجميل أن جميع الطالبات رددن العهد معي ،
( ثانيا )
أظهار الشوق لرؤيته ، ورد أن أمير المؤمنين عليه السلام ذكر المهدي من ولده فأومأ الى صدره شوقا الى رؤيته ،
يقول الامام الصادق عليه السلام لو أدركته لخدمته أيام حياتي ، علمنا ائمتنا عليهم السلام ان ندعو الله لرؤيته في دعاء العهد ، اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة ، وورد في دعاء آخر ، اللهم أني اسألك ان تريني ولي أمرك ظاهرا نافذ الأمر ، رددت مع الطالبات اللهم أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا وبعد المنون ، تسألني أحدى الطالبات كيف يمكننا ان نرى الامام الحجة عليه السلام ، قلت الطريق مفتوح اليه ، لمن يريد الله جل علاه عنايته به واحسانه اليه ، عادت الطالبة لتسأل ، ما المطلوب منا اليوم لنكون عن حسن ظن امامنا ؟ يبدو لي ان هذه الاسئلة فعلت حماس الطالبات وانا اشعر بالبهجة الحقيقية لهذا التفاعل الجميل ، قلت الذي نحتاجه الثبات على الولاية ، يقول الامام الباقر عليه السلام ، سيأتي على الناس زمان يغيب عليهم امامهم ، طوبى للتابعين لأمرنا في ذلك الزمان ،
،( ثالثا )
الحزن على فراقه ، قال الامام الصادق عليه السلام نفس المهموم لنا المغتم لمظلوميتنا تسبيح ، وبعدها هناك امور مهمة لابد ان تداوم عليها مثل الدعاء والزيارة وزيارة آل ياسين الواردة فيه ، والتوسل والقيام عند ذكر اسمه والصلاة عليه والتصدق عنه ، انتهى وقت المخصص للدرس وما زال في صدر الطالبات اسئلة كثيرة والمحاورات بخير