( أربع سنبلات خضر ) ( غالية سعدي )

[علي حسين الخباز]

(1)
لكل نهر ضفتين يحددانه من كل جانب كي لا يفيض ، واذا انهارت ضفة صار الفيضان ، يغرق المدن والمزارع والحقول والقرى ويموت الانسان ويتحول حينها خير النهر الى شر وبيل ، كذلك الانسان له ضفتين العقل والضمير اذا انهار احديهما زاغ من حكمته وتحول حينها خير الانسان الى شر وتياه
&&&&
( 2)
المصابيح جميلة تبدد ظلام الليل وتحول العتمة الى نور ، تلك حكمة الله ان يضع بالانسان علما يستنير به ، لكننا نلاحظ بعض المحال التجارية تبالغ في عدد المصابيح ، لا اتحدث عن هدر الطاقة او تلف العين من حدة الضوء ، لكني اتحدث عن الجمال الذي مثلما يبهره النور يعميه النور ايضا اذا بالغنا فيه ، والدليل حين تشتد الشمس تنعدم الرؤيا فيضع الانسان يده على عينه ظلا كي يرى، المبالغة في الضوء عمي ايضا
&&
( 3)
لجدي الكبير حكمة يقظة اطلقها عند فيافي شجرة (النبق )التي كان يحرسها ليحميها ، كنا نحن الصغار نرميها بالحجر فتساقط الثمر ونأكل سعداء ، جدي كان يقول اخشى على الشجرة فعل العابثين ومصدره الجهل واخشى عليها من براءة الاطفال ومصدرها الجهل ، وفي هذا الزمن فخخوا البراءة بالشرور لابد ان نعتني بالبراءة فنخشى عليها في كل حين كما كان جدي يخاف على الشجرة
&&
(4)
حين تكون المرآة عمياء لا تبصر فهي لا تكتفي بعميها وانما تجرف بصر من يبصر بها الى عمي ضرير