نالت خطب الجمعة في العتبة العباسية المقدسة منحى تأثيري فكري وخطبة 3 تشرين الثاني 2006م لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، أرتكزت على مضامين فكر الامام السجاد عليه السلام وأدعيته المستمدة من أدب الدعاء ، خطاب وجداني بمنهاج تربوي يعمل لتأسيس الفكر التواصلي مع الله سبحانه تعالى ويستمد منه روح التفاؤل وعمل الخير ، فلسفة الدعاء تحمل في طياتها جوانب تربوية لإعداد المسلم المؤمن اعدادا فكريا ويقدم تفسيرات وجدانية لمعنى الاعتراف بذنوبنا امام الله سبحانه تعالى ، وعند صفاء النفوس يعتبر منطلق تثوير الفكر التضحوي ، بعد تهديم القيم الانسانية في واقعة الطف ومقتل سيد الشهداء عليه السلام صارت مهمة الامام زين العابدين اعادة بناء المجتمع بتجديد اليقظة الروحية أنشاء قواعد التواصل عبر سلسلة الائمة المعصومين لتشذيب قنوات الدعاء ، لينعم الانسان والمجتمع بالرضا الالهي ، وانطلاقا من بنية الخطاب ومقوماته وموالاته التي دلت على فتح منهجي يقوم النفس من خلال عدة بؤر معرفية تدلنا على ضعف المقدرة البشرية وعظمة الله سبحانه تعالى وهذه قيمة من قيم الايمان ، والدعاء هو دراسة معرفية تعلن من قيمة التقارب الوجداني مع الله سبحانه ( أولا) لتدارك العجز عن شكر نعمه لأن نعم الله تعالى علينا عظيمة ، (ثانيا ) لبيان مدركات التجاوز التي وضعها الله سبحانه تعالى ، ( ثالثا ) مع بشاعة هذه التجاوزات صبر الله علينا بمعروفه ان لا يهتك الستر علينا
( رابعا ) مع وجود الاستحقاق بالعقوبة من أول معصية ( خامسا ) رأفة الله ورحمته ومنحنا فسح من الوقت للمراجعة ( سادسا ) وهذه الفسح أو الفرص لنتدارك بها التوبة وتظفر برضوان الله ،( سابعا ) منح الفرص وامهال التوبة والاستغفار كل هذا من اجل ان يبدأ بداية جدية ، من المعلوم ان فكر الدعاء هو فكر ينير العقل الانساني لبناء تصور هذه العلاقة بين العبد والله تعالى سبحانه ، ومن المعلوم ان الخطاب التوجيهي يمنحنا معرفة سبل التواصل مع الله تعالى ، نال فكر الدعاء الكثير من لاهتمام في الدراسات وأرعب سلاطين ودول حتى في زمن الطاغية كانت جملة واحدة من دعاء الافتتاح عليها حكم اعدام وقتل وتصفية عائلة من يردد ( اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذب بها النفاق وأهله ) خطاب الدعاء درس من قبل المفكرين ، يستشهد سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بفقرة ( اللهم وهذه رقبتي قد أرقتها الذنوب فصل على محمد وآل محمد واعتقها بعفوك وهذا ظهري قد اثقلته الخطايا ، فصل على محمد وآله ، وخفف عنه بمنك ، تبقى القضية أمام مرتقى الاجتهادات الانسانية لفهم علائق التواصل ، لتلك الوسيلة التي منحها الامام ، مفاتيح تواصل شخص سأله عند الحج من ذكر مستحب اثناء الطواف فاشار عليه بالصلاة على محمد وآل محمد ، الارتكاز على تلك النصوص الواردة من إمام معصوم تمثل المساحة الوجدانية المقدسة ، نصوص تأسيسية لخطاب انساني معصوم ، يدخل في مديات التواصل الرباني الامام يقول ( اللهم هذه رقبتي قد أرقتها الذنوب ) الذنوب جعلت الرقبة رق اسيرا عبد للاهواء ، يقدم حينها الرجاء ( وهذا ظهري اثقلته الخطايا ) تصور الرائي ان ظهري مثقل كأني عليه شيئا لكن ليس هناك حمل سوى الذنوب أحتاج ان تخفف علي بذهابها أو الخلاص منها ، هذا النمط من الخطاب الوعي هو خطاب تفسيري نحن أمام الله مطلق ومنزه ليس لكونه منزل من الله قرآن لكنه من إمام معصوم وصاحب عصمة والخطاب يحتوي أمكانية المطلق الامام المعصوم ليس رجل دين أو خطيب منبر انه إمام لايحدثنا عن خصوصيات حياته وانما عن عظمة الله وهم الاقرب فهما له ومعنى ، الرسالة المحمدية حملها الائمة الاطهار عندما يدعونا نحن البشر الى التوبة يعلمنا ان المعصية مهما صغرت قيمتها هي معصية لإنها لابد ان تنظر ضد من كانت المعصية ، الفكر المعصوم يوضح لنا عن استحقاقات التوبة فينظر بجهد ايمانه ان ليس للعاصي أي استحقاق مهما كان الندم عظيما وكبيرا ليس له أي استحقاق الآن لنقف أمام مصداقية هذا التشخيص هل من الممكن ان يكون فيه مبالغة البنية الفكرية والروحية لإمام معصوم لاتسمح له بالمبالغة حتى لو كانت على سبيل المثال ترهيبية ترغيبية تدفعنا دلالتها الى الايمان واحترام ذواتنا امام وجاهة المطلق الاله سبحانه أو امام انفسنا لان الندم هو اداة من الجواذب ، اللهم لابد من النظر الى تلك العلاقات ، الذنب شعور نفسي وجداني انه لا يستحق التوبة مهما صغر لأننا أذنبنا بحق انفسنا وعصينا الله ، ربما ستولد تصورات وكأن الخطاب يحث الى اليأس من رحمته ، بل القضية ان لا استحقاق لدنيا عنده ، سوى طلب رحمته التي وسعت كل شيء ، رحمته التي سبقت غضبه ، هذه هي فلسفة الدعاء/ الفكر/ والهدف ان يفهم الانسان ان لا تملك شيئا سوى طلب رحمته ولهذا كان الدعاء ، مهمة التفسير بيان المفاهيم الاساسية التي ارتكز عليها الدعاء من حث أو تحذير أو تسميته تنبيه ، يتمثل في اولا ) فهم المضمون القصدي ، وجذب الاهتمام نحو القاعدة الفكرية ومعنى الخطاب المعصوم واتجاهاته الفكرية ،تقع بعد ان تشملنا الرحمة ، كوننا نستجير بها ، لكن اذا مهد الانسان لنفسه أسباب الغضب الالهي يسقط من عين الله تعالى ، هنا تقع محبة الانسان سقوطه من عين الله حينها سيخرج من حسنة العبودية ، والله سبحانه تعالى حسب تعبير الامام المعصوم ( لم يسأل بأي واد هلك ) هذا الامر برمته يربطنا بمشاكلنا كناس ويبعد نا عن ظلم الاخرين ويجعلنا امام ثوابت استحقاقات الرحمة السقوط من عين الله لها اسبابها واثارها ، مفهومها التحذيري الذيلابد ان يدفعنا نحو الالتزام ، أي بمعنى ان نبتعد عن الصلف القصدي وحدود الغفلة اذا كان الذنب تعويدي لا يمنحنا اعتبارات التنبيه / الدعاء يدفعنا نحو التمسك بسفينة النجاة بهم ان ننال الشفاعة ، نسأل الله ان تدرنا الرحمة
أعجبني
تعليق
مشاركة