المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذا المساء يهمس في أذنيّ الصباح بأن كُل فجر يحمل أمل إلا فجر خالي من ظلالك.
أنا ابنة فقدك ترعرت وكبرت في أحضانه، وضع أظافره الطويلة على قلبيّ، كان يجب أن يواسيني ولكنهُ أخترق ما تبقى منيّ.
تحدثت إليك لتجيبني القبور؛
-كُلّ صمتّ خارق للكلمات، إلا صمت موتك خرق قلبي فقط.
-للقبر قلب صدقني أنا أنبض تحت ذرات الرمال.
-التراب كفن للمشتاق والحنين ريحانته..
لِذلك كلما أشتقت إليكِ استنشقت دمائيّ
السنا نحمل ذات الوريد!
-هل يموت الحنين؟
-لا يفنى الحنين لان؛ رداءة من جلد وكلما تجعد أصبح اشد واقوى .
-في بئرت برهوت يوجد نحيب فاقد أيضًا.
-هل تظن الدموع تجعل المياة غير صالحة لشرب؟
- أم أن النحيب ما يجعل الأرواح مهجورة؟
-يُقال بأن صراخ مشتاق ما جعل البئر يُلقب بقعر جهنم.
هل من الممكن أن يشعل رحيل من نود لظى مُحترق فينا؟
-لا فائدة من الصراخ فقد شحبت حنجرة قلمي المبحوحة لشدة نزيف حبره على السطور.
-كُل بقعة تحمل تراب يعني بأنها تعطرت بعطر جسدك لِذلك تلونت بالنقاء.
-تيممت ذكرياتي من ذرات قبرك؛ حتى ظننت بأن كُل جزء فيّ يغوص في هواك.
-مددت يدّي لاحتضانك ولكني أكتشفت أخيرًا بأنها مقطوعة.
-هل تعلم بأن الربيع سكن قبرك مُذ ذهابك لِذلك فصول الأمل تسكن تحت أجفان الغياب!
-هل أخبرتك مؤخرًا بأن العطش يمزق رئتي ولكني لا أتوب عن شرب ظلك من أمعاء السراب!
-لو سالتك كم نجمة تسكن سمائك، هل تضم أسمي لسرب يأخذ من عينك النجاة؟
-لا تصمت بعض الكلمات خارقة لطبيعة حين تخرج من بطن الذهاب..
-الموت صبح جديد والتراب فراش من حنين، والشوق لحاف مشقوق حاولت أن اخيطه ببعض من الأمنيات.
-هل تسمع صوت قلبي؟ تعال لنتحدث قليلاً.
هل تعلم بأن أنفاس الكون المخنوقة تتنفس من رئتي الاكفان!
جميعهم يقولون بأن اليدين العارية لا تحمل للحرف لباس..
ولكنِ أخبرهم بأن الحرف المُحب، يمشي إلى من يحب بعباءة ساترة وكأنهُ يلد كل دمعة عالم من الحياة، أنت لم تموت لأنك تحيا فيّ، تتنفس من حنجرتي، ويُعلق إطار صورتك على ملامحيّ.ليسكنني مع وجودك نبع من سلسبيل الأمان..
****
بئر بَرهُوت «بفتح الباء وضم الهاء» هي بئرٌ تاريخية قديمة تقع في محافظة المهرة في اليمن، يُقال أنها تقع في وادٍ يُعرف بوادي برهوت، ذُكرت في بعض الأخبار القديمة وكذلك في بعض الأحاديث النبوية من سيرة النبي محمد ﷺ، ومما ذُكر فيها أن في البئر شرّ ماء على وجه الأرض.
تعليق