فرشاةُ رسامٍ ترسمُ أجملَ اللوحاتِ ولاتقبل بألوانٍ باهتةٍ، رسمت من قبلُ لوحةً حزينةً لكنها معبرة، واليوم وبعد مرور السنوات، جاءت تبحثُ عن لوحةٍ جديدةٍ لترسمها بدمِ أبطالٍ أحرارٍ أستلهموا أفكارَهم من سيدِهِم وقائدِهِم الحسين عليهِ السلام، هذه الفرشاةُ توقفت عن الحركةِ بعدَ أكثر صورةٍ رُسمت عبرَ التاريخ، للنهضةِ الأنسانيةِ، تجسّدت بلوحةٍ لم يعرفْ لها التاريخُ مثيلاً.
من أجملِ ألوان لوحةِ الطفوفِ لون طفلةِ الحسينِ ، شبيهة جدتِها الزهراء رقية (ع).
نقطةٌ بيضاءُ في وسطِ اللوحةِ حيّرت عقولَ العالَمِ وأبكت احرارَها، بعدها شُلّت فرشاة الرّسّام، وجُعلت هذه اللوحة دُستوراًللأحرارِ وسجناً للأشرار إلى أن أجتمعت قوةُ الشرِّ من جديدٍ وأرادت أن تُحطّم هذه اللوحةَ التي محتهم من التأريخ، هُنا أنتفضت فرشاة الرسم من جديد، واستنهضت ذكرياتها،
خطت بألوانٍ سوداءَ شكل الأشرار ،
وتمايلت باللونِ الأبيضِ والأخضرِ إلى أن وصلت للأحمر، لونِ الدّمِ الذي غطّاها، فرسمت صورةَ الشهيد من قلبِ ساحاتِ البطولة والشجاعةِ، متشحطاً بدمِ الوفاءِ شيهد أُختير من قِبَلِ الفرشاةِ، لرسم شخصٍ هو وابنتهِ، هما الأثنين شابها لوحةَ كربلاءَ من قربِ كربلاءَ من مدينةِ بابل.
مقدَّمٌ في الجيشِ العراقي، كانَ يقاتل جرذانَ داعش دفاعاً عن مقدساتهِ وعن أبناءِ وطنهِ، المقدّمُ إحسان قبلَ الدخولِ في المعركةِ يتصلُ بأبنته آيات ليستلهمَ من صوتِها البريءِ قوّةً يهزمُ بها أعداء الأنسانية،
هذا البطل وبعد أن لبّى نداءَ الحقِّ، نداءَ المرجعيةِ قرّرَ أن تكونَ صورةُ شهادتهِ شبيهةً بلوحةِ قائدهِ الحسين عليه السلام.
آياتُ طفلةُ الشهيدِ البطلِ المقدّمِ احسان قررت ان تكونَ ضمن هذه اللوحة لتواسي طفلةَ الحسين، رقيةَ ع.
كانت الطفلةُ ايات ترفضُ الخلود للنوم قبلَ الإتصالِ بوالدِها الذي تعلق به قلبُها وتعلق قلبُه بها، لكن في ذلكَ اليومِ لم يجِبها والدُها فأخذت تلك الصغيرة تبكي بحرقةٍ وتقولُ أريد والدي،
وفي تلكَ الأثناء حضرَها والدُها بجسدهِ المتشحّطِ بالدماء، أصبحَ جسدُ الشهيد موجوداً بين يدي الطفلةِ آيات.
وبعد أن نال الشهادة جيء بجسده ليودع عائلتَهُ الوداع الأخير، ملتحقاًبركب الشهداء من الصدّقين والأبرار، راسماً لوحةَ الخلودِ، فجاء دورُ آياتٍ مكملةً هذه اللوحةَ بعد أن وضعت رأسَها على جنازةِ أبيها وهي نادبةً باكيةً، لكنّها وخلالَ لحَظاتٍ خَفتَ صوتُها لترحلَ عن هذهِ الدنيا هي الأخرى، مواسيةً مولاتها رقية، لتعطي درساً خالداً على مرِّ التأريخ وتضيف لوناً لفرشاةِ الرسم لتكملَ لوحةَ أبيها الشهيد، هذه اللوحةَ التي كوّنت من خلالها الوان العلم العراقي صورةً زاهية من جديد،
فاللون الأبيض متمثل بلون الطفولة التي سُلِبت من مولاتنا رقية، لتأتيَ بعدها آيات وغيرها من الاطفال الذين قضوا على يد اللون الأسود المتمثل بقوة الضلال من بني امية إلى يومنا هذا، وما يسمى داعش الإرهابي
ليخفوا لونَ الحياةِ، اللون الأخضر ويتركوا لنا لونَ الشهادة، والوفاء، لونَ التضحيات، لونَ الدّمِ الأحمر، هذا اللون و بعد أن غطى جسد الأمام الحسين عليه السلام،ها هو اليوم يغطي أجسادَ ابناءِ العراق ليصبحَ اللون الأساسي في لوحةِ الطفوف، بعد أن أُكملت اللوحة مرةً اخرى، جاء توقيعُ الرّسام بكلمةٍ لن تُنسى على مرِّ الدهور والأزمان، (كل ارضٍ كربلاء وكل يومٍ عاشوراء)
١Sabah Muhsen
تعليق