المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بالرُغم من كونها مجرد شخصيات كرتونية خيالية، فإنها تسكن الذاكرة، وعاشت فيها متربعة على عرش الذكريات الجميلة للطفولة، فما إن تذكر اسم شخصية منها حتى تعود ذكريات الطفولة.
ترسّخت هذه الشخصيات وأخذت حيزاً من وقت الأطفال المشاهدين، الذين كانوا ينتظرونها بشغف، ويتابعون أحداث الحلقات، ويقلّدون بعض الشخصيات، ويحذون حذوها.
ولا بدّ من التذكير بأن مرحلة طفولة معظم الأطفال، حفلت بمتابعة شخصيات كرتونية معظمها من إنتاج ياباني، فمن منا ينسى كابتن ماجد؟ حتى في القصص ذات الجنسيات الأخرى، فإنّ معظمها نُفّذ باليابان التي كانت رائدة في هذا المجال، ولا تزال.
أما أفلام الكرتون بين الماضي والحاضر وشكوى الأهل، فقد يشتكي الكثيرون من أنّ أفلام ومسلسلات الكرتون اليوم، تعدّ أكثر عنفاً من الماضي، وأنّ بعض الشخصيات أشكالها مخيفة أو غريبة، وأنّ بعض الموضوعات لا تليق بأطفالنا ولا مجتمعنا، لا في طريقة طرحها أو معالجتها.
ويقول مختصون في علم النفس: لا نستطيع التقييم بين الماضي والحاضر في موضوع الكرتون، ففي كل الأوقات توجد قصص كرتون غير صحيحة، وتنافي بعض المفاهيم لمجتمعنا، خاصة تلك التي تسلط الضوء على الحروب والمشكلات والشخصيات الشريرة، وتقدّم مفاهيم خاطئة.
أما الكرتون الجديد، فتوجد فيه تقنيات أعلى، الأمر الذي يجذب الطفل إليه بطريقة أكبر، وإنّ المسؤولية مُلقاة على عاتق الأهل في اختيار أفلام الكرتون التي يتابعها أطفالهم.
لكن بسبب الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يواجهها بعض الأطفال؛ بسبب الحروب، تجعل عالم الكرتون الملاذ الوحيد لهم، مع التذكير أيضاً بأنّ كثيراً منها ينقل العنف والدماء، ويعزز السلوكيات العدوانية لدى الأطفال.
ويقول المختصون: يتعلق الأطفال بالأفلام الكرتونية التي تحاكي الصورة والألوان والأشكال المختلفة خيالهم، وقد تؤثر الشخصيات في سلوكياتهم، إذ إنّ بعض الأطفال يتماهى مع شخصيات عدوانية وشريرة، لذلك يجب على الأهل مراقبة ما يشاهده أطفالهم، إذ ليس كل الكرتون جيداً، ويوصل رسائل اجتماعية إيجابية، وعلى الأهل تذكير أولادهم بضرورة التمييز بين ما هو خيالي وما هو واقعي، وفي حال مرّ أي مشهد سلبي يجب عليهم تصحيح المفهوم فوراً، وتنبيه الطفل من محاولة تقليده.
وحذّر المختصون من جلوس الأطفال وقتاً طويلاً جداً أمام شاشة التلفزيون؛ لأنّ هذا خطير على دماغهم وتفكيرهم، وكثرة الجلوس إذا ما ترافقت مع الأكل ربما تؤدي إلى اضطرابات غذائية في المستقبل، ووزن زائد.
كما أنّ الجلوس طويلاً أمام التلفزيون يأخذ من وقت اللعب الجسدي والعقلي الذي ينمّي مهارات الطفل الحسية والحركية والقدرات الإبداعية.
فإن الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام التلفزيون يجب أن لا يتعدّى الساعة كأقصى حدّ، ومن هنا نرى أن أفلام الكرتون سلاح ذو حدين، يجب معرفة استخدامه مع الأطفال بحذر وإدراك.