المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أحمد وإبراهيم تشاجرا أثناء لعبة كرة القدم، وصاح إبراهيم بصوت مرتفع، قد خُنتَ العهد يا أحمد، سمع الجد كلامهما، وسألهم ماذا حصل؟
إبراهيم: قد خان العهدَ أحمدُ يا جدي.
وقف الجد وقال: كيف ذلك؟!
قال إبراهيم: إن أحمد لعب مع وليد بدل أن يلعب معي، ونحن تعاهدنا على أن نلعب سَوِيّةً
ابتسم الجد وقال: اجلسوا يا أولاد وسأحكي لكم حكاية...
يُحكى أنّ "قطاً أبيضًا" جميلًا، ليس له أصحاب، كان يتجول في الشارع، فوجد "قطًا أسودًا"، أراد "القط الأبيض"، أن يصاحب "القط الأسود"، فوافق "القط الأسود"، ولكن بشرط!
فسأله "القط الأبيض"، عن هذا الشرط!
فقال "القط الأسود": شرطي أن كل واحد منا يجد طعامًا يتقاسمه مع الآخر.
قَبِل "القط الأبيض" هذا الشرط وأخذ القطان على نفسيهما عهدًا أمام القرد، وترافق القطان وصار القط الأبيض يأتي بالطعام "للقط الأسود"، و"الأسود" كذلك، وهكذا بقيا مدةً من الزمن.
وفي أحدِ الأيام خرج "القط الأسود" فوجد سمكة كبيرة وقرر أن يأكلها وحده وقال في نفسه: ولمَ أتقاسمها مع صاحبي "الأبيض"؟ أنا من وجدها، ولمَ لا وصاحبي لا يعرف!
في تلك الأثناء مرّ القرد قريبًا من "القط الأسود" ورأى السمكة، فذهب القرد إلى "القط الأبيض" وقال له: إنّ صاحبك وجد سمكة كبيرة، اذهب كي تساعده بحملها معه، ذهب "القط الأبيض" إلى صاحبه، وعندما وصل وجد صديقه "الأسود" قد أكل السمكة كلها، فحزن "الأبيض" مما فعله صاحبهَ "الأسود" وقد خالف العهد الذي بينهم فقال: "القط الأبيض" لما أكلت عليَ حصتي؟
فأجاب "الأسود" لأني جَائِعٌ جداً
"الأبيض" سأسامحك هذه المرة على أن لا تفعلها مرة أخرى.
فقال الجد: فهمتم يا أولاد معنى القصة؟ ليست خيانة للعهد أن يلعب مع غيرك، بل للعهد معنى أكبر من هذا كله، وأهمه عهد الصداقة وأن تسامح صديقك إن تمكنت…