المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في زمن تكالبت فيه قوى الشر، وتنامت سلطوية الطغاة العباسيين، حيث المراحل الأخيرة من عصرهم الدموي، وضراوة الرمق الأخير.!! إذ وصل ظلم بني العباس إلى ذروته في حصار الشيعة، ومطاردة ابداعاتهم، والإيقاع بهم في غياهب السجون، حتى امتلأت طوامير العباسيين بشيعة أهل البيت وبأنصار أئمتهم (ع)، ووضعوهم تحت الرقابة الدائمة، والإمام الحسن العسكري (ع) لُقّب بالعسكري؛ كونه كان منفياً يعيش الإقامة الجبرية في معسكر تابع للعباسيين، ومحمد بن الحسن بن فروخ الصفار هو من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)، ومن الشخصيات البارزة في عهده، وهو عالم من رواة الحديث.
دوِّنت عنه صفحات من الآراء المجيدة، فنجد أن النجاشي يقول عنه: هو من الوجوه اللامعة بين الشيعة، شخصية مرهفة ذو أهمية بالغة. ويقول عنه السيّد محمّد باقر الجيلاني الإصفهاني: الصفّار الذي هو من أعاظم المحدّثين والعلماء، وكتبه معروفة مثل: بصائر الدرجات ونحوه... ويقول عنه الشيخ الطوسي في كتاب الفهرست: إن محمد بن حسن الصفار من مدينة قم، وله تأليفات عدة، أرسل عدة رسائل الى الإمام العسكري، وهي الآن موجودة مع أجوبتها في المكتبة الشيعية. وكتب عنه العلامة الحلي بأنه أوثق من سائر الرواة... نظراً لما وصل إليه العلامة محمد بن الحسن بن فروخ الصفار من مرتبة متقدمة علمياً، إذ درس على يد الأساتذة إبراهيم بن اسحاق، وأحمد بن عبد البرقي، وأحمد بن حسن بن علي الفضال، وعلي بن ابراهيم، وتلامذته أحمد بن ادريس، وعلي بن حسين بابويه، ومحمد بن يعقوب الكليني...
ترك لنا مكتبة كبيرة من الكتب، مثل: (الصلاة، الوضوء، الجنائز، الحج، الطلاق، الرد على الغلاة، المناقب، وكتاب ما روي في أولاد الأئمة، الجهاد، ، الـصيام، المزار، التقية، بصائر الدرجات...) وأهم كتبه هو كتاب (بصائر الدرجات) وجاء اسمه في الإسناد أكثر من (745) مورداً... رحم الله عالمنا الصفار.