المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدأ جهادُ الإمام علي (ع) في وقعة بدر، وهي أول واقعة في الإسلام؛ وذلك لما برز عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة، وولده الوليد، ونادى: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش. فقال النبي (ص): قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة قاتلوا على حقكم، فبرز عليٌّ (ع) الى الوليد بن عتبة، وكان أصغر الجماعة سناً فقتله علي (ع).
وكانت معركة بدر فاصلة بين الكفر والإيمان، وكان علي (ع) بطل تلك المعركة، والقطب الذي عليه تدور، حيث قتل العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه الناس، ثم بارز حنظلة بن أبي سفيان فقتله. وفيها يقول الشيخ محمد بن عبد المطلب المصري:
سل الرايات كما شهدت عتيا * يصرف تحتها الجيش اللهاما
كأني بابن عتبة يوم بدر * يعاني تحت مجثمه جثاما
ولو علمَ الوليدُ بمن سيلقى * لألقى قبل مصرعه السلاما
وهذه معجزة من المعاجز العظيمة التي وهبها اللهُ سبحانه وتعالى لأمير المؤمنين (ع) وهو بهذا العمر، حيث قتل من قتل من شياطين قريش، فقد بارزه طعمة بن عدي فقتله، ثم اعترضه نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش فقتله.. وعندما عاد (ع) الى النبي (ص) سمعه يقول: من له علم بنوفل بن خويلد؟ فقال (ع): أنا قتلته يا رسول الله. فكبّر النبيُّ (ص) قال: (الحمد الله الذي أجاب دعوتي فيه).
أما ابن أبي الحديد فيقول: (أما الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديق الامام وعدوه أنه سيد المجاهدين)، وكذلك فهو أول مبارز في وقعة أحد عندما تقدم طلحة بن ابي طلحة زعيم بني عبد الدار وحامل لواء المشركين الى حومة المعركة وصاح: يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم الى النار، ويعجلكم بسيوفنا الى الجنة، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي الى الجنة، أو يعجلني بسيفه الى النار، فتقدم إليه أبو الحسن وضربه فسقط وسقط من يده اللواء وانكشفت عورته، فقال: أنشدك الله الرحم يا بن العم، فتركه الامام وتراجع عنه، فسُرّ رسولُ الله (ص) وأظهر التكبير وكبر المسلمين.. وقال حسان بن ثابت في يوم أحد:
جبريل نادى معلناً * والنقعُ ليس بمنجلي
والمسلمون أحدقوا * حول النبيّ المرسلِ
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي