إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خَلفَ القُضبان راهِبٌ ليسَ كالرُهبان ، ايمان صاحب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خَلفَ القُضبان راهِبٌ ليسَ كالرُهبان ، ايمان صاحب


    المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    سَجدتهُ الطويلةُ يَحتَجزُها الظلام ، وتسبيحهُ الدائم مُثقل بالقيود ، مُنذُ أيامًا وأعوام ، تضيقُ أنفاسهُ العطراتِ بينَ الحينَ والأخر ، وهي تبحثُ عن نسمةِ هواء ولكنّ أنّى : للنسمةِ أنّ تَمُر والأبوابُ مُؤصَدة، بريقُ عيناهُ الذابلةِ بالخشوع يَتلاشى ، في زحمةِ الظلام والشمسُ خَلفَ الجدران خيوطها مُمددة هناك حيثُ النّهار نور وهنا ليلٍ مُوحش كلُ شيء حوله غارقاً بالسكون،الا شَفتاه الذابلة تتحرك بمناجاتِ ربّ الكون ، صَرِيرالسلاسل يرتفعُ مع كلِ تكبيرة ، حي على الصلاة ، «وإي صلاه صلاةٍ مِحرَابها زنّزانة ، تَبدأُ بألمٍ لتنتهي بنزفِ دمّ ، إنّهُ القَيدَ الثَقيل قَد رضَ السَاقَ وأدمَى المُعصم بَعدَ خرقِ الثيابُ الناصعات ، وأهٍ تَسلَلَت مِن أشرفِ ذات ، لتمتزج بدمعِ الفراق ، بل بنار الأشتياق ، فَقَد طَاَل الغيابَ وشتدَ الحنين ، بِغياب السجين سنين ، ممّاجَعَل الوحشةُ تلتفُ حَولهُ ، كوحشٍ كاسر ، لا لم تغادر، عَلهُ يَستَسلمَ لتعنيفِ سَجان ، أو يخضع لرغباتِ سُلطان ، ألا أنّهُ قَابَل كل ذلك بكظمِ الغيض ، حتّى شَاطرَ صبرهُ الأنبِياء ، وشقَ دَياجي الظلامِ بِمُناجاتهِ والدعاء وهو يُرددُ (اللهم إنّي كنتُ أسألُك أنّ تُفرغني لِعبادتك اللهم وقَد فَعَلت فَلك الحمد) إيه ياموسى بنَ جَعفَر أي مَكانٍ هذا الذي تَتعبد بِه ، وأنتَ حجَة الله الكُبرى على البشر ، وأيُ وقتٍ تقضيهُ بينَ الجَماد ، جُدران ضَيقة والارضُ حِجَارةٌ لا سِجاد ، تَخدِشُ جبينك عنّدَ كلِ سَجدة ولكنّها أبداً لمّ تنَال مِن ذَوبَانّك بالله وحدَهُ، هو بالشدةِ والرَخَاء ، يَزدَادَ يوماً بَعدَ يوم ،كلما زاد حقدُ هارون وبالغَ بالتعذيبِ والعناءَ ،حتّى بلغَ الصّبرُ ذَروتهُ ، وماعَادت الروحُ تَحتَمل جَورَ السندي وقسوته، فماكانَ منّها إلا أن تطرقُ بابَ الرجاءِ وبالعينِ دَمعةٌ تشكو إلى ربِ السّمَاء (يامُخَلصُ الشَجر مِن بينِ رملٍ وماءٍوطِين.... خَلصّني مِن يدِ هارون الرَشيد) وبَعدَ هذه الشكوى لاحَ بريقُ الفَرج مِن بينِ الظَلام وكأنهُ يريدُ الأنتِقام ، صَرَخَ بوجهِ السجان قائلاً: لنّ تَنالَ مِن مُوسَى بَعدَ هذا اليوم ، سأخُذهُ إلى عالم الرحمة ، هُناك حيثُ مُوطن الأئمه، وإذا بضحكةِ السجانُ السَاخِرة تَملاءُ الزنزانة : لقَدتأخرةَ كثيرا بالحضور، ولم تَدرِك إمَامك الا وهومَسموم ، نعم قتلناه» ونتهَى الأمر ، وإذا أردتَ الحاق به هناك فَوقَ الجِسر ، جثةٌ هامِده نادوا عليها الحَمالينَ هذا إمامُ الرافضه ، وقبلَ هذا وذاك ترَى السَلاسلَ مِن بَعيد وهي تُكبِلَ الجَنّازة، لمّ يَستطيع الفرجُ سَماعَ المَزيد، بل راحَ يلعن الرشيد وآل الرشد، ثمّ ذهبَ يبحثُ عن مولاه المَقتول ، ليرى بنَ سويد عنده يَجهشُ بالبكاءِ وهويَقول: أهكذا يكون اللقاء ؟! أهكذا ترحلَ عنّا بلمحِ البَصر ؟! سيدي يامُوسى بنَ جَعفَر، ثّم التفتَ إلى الفرج مُعاتباً أياه أينَ كنتَ طوال هذه السنين ، لمّاذا تأخرتَ ؟؟أجابهُ : الفرج. بصوتِ النحيب ماكان ذلك بيدي ،أنّا مِثلك مَفجوعٌ بفقدِ الغريب
    ولكنّ شاء اللهُ أنّ يكونَ مَا كان ، بأن يَرحلُ عنّا راهِيباً ليسَ كالرُهبان.
    أعجبني
    تعليق
    مشاركة​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X