المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سؤال يطرح نفسه لمن اجتمع في ذهنه نقيضان أحدهماقرار المأمون بالقرّب من البيت العلوي بتزويج ابنته ٗوالآخر رغبة التخلّص من الإمام الجواد _عليه السلام _وبين هذا وذاك نفّذ المأمون سياسته المتعددة الجوانب لمعالجة المواقف التي كانت تهدد حكمه كما نفّذها قبل ذلك بفرض ولاية العهد على الإمام الرضا -عليه السلام-
ولكن هذه المرّة بأسلوبٍ جديد يمكن التعرّف عليه بالكيفية الآتية :
بتزويج ابنته اللإمام -عليه السلام- يكون قد وضع الإمام تحت سيطرته ومراقبته ؛ ليعرف الصغيرة والكبيرة من افعاله، إنه أراد من هذا الزواج أن يربط -بتصوّره الساذج- الإمام -عليه السلام- ببلاطه الذي يسوده المجون والخلاعة ،وبذلك يشوّه قداسة الإمام ويسقط مكانته في عيون الناس ومُريديه .
إنه أراد أن يضع حدّاً لثورات العلويين وانزاعاجهم منه وليتظاهر بميله إليهم ،وأيضا خداع عامة الناس كما يقول :إني أحببت أن أكون جدّاً لأمرئ ولده الرسول الله -عز وجل- لم تحقق ذلك ،فكان أولاد الإمام -عليه السلام - جميعهم من نساء أخريات ،وهذا ما أشعل نار الغيرة في قلب أم الفضل اتجاه زوجات الإمام -عليه السلام -وبخاصة أم الهادي -عليه السلام -فضلاً عن ذلك تحريض المعتصم لها على قتل الإمام الجواد -عليه السلام - وفي آخر ذي القعدة أجابته إلى ذلك وتفّذت جريمتها العظمى بحقّ حجّة الله ،فسقته السم بيديها كما فعلت جعده مع الإمام الحسن -عليه السلام - لتحل عليهنّ لعنة السماء إلى يوم الدّين ،وقد شابهٍ الحفيدٍ جدّه بغدر امرأة فكلاهما قضى مسموماً مظلوما.
ولكن قد يكون الفارق بينهما العُمر ،وحيث كان عُمر الإمام الجواد -عليه السلام - حين شهادته خمساً وعشرين سنة ،وبهذا يتّضح أنّ كلّ ذلك كان مجرّد مؤامرة ضحيتها الإمام محمد الجواد -عليه السلام -
أعجبني
تعليق
مشاركة