بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
تزويجه بفاطمة عليهما السلام في السماء،
*- صاحب كتاب مسند فاطمة عليها السلام: قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوي المحمدي النقيب ، قال: حدثنا الاصم بعسقلان قال: حدثنا الربيع بن سليمان ، قال: حدثنا الشافعي محمد ابن إدريس، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك، قال: ورد عبد الرحمان ابن عوف الزهري، وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له عبد الرحمان: يا رسول الله تزوجني فاطمة ابنتك ؟ وقد بذلت لها من الصداق مائة ناقة سوداء، زرق الاعين، محملة كلها قباطي مصر، وعشرة آلاف دينار، ولم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وآله أيسر من عبد الرحمان وعثمان. وقال عثمان: بذلت لها ذلك، وأنا أقدم من عبد الرحمان إسلاما. فغضب النبي صلى الله عليه وآله من مقالتهما، ثم تناول كفا من الحصى فحصب به عبد الرحمان، وقال له: إنك تهول علي بمالك ؟ (قال فتحول الحصى درا، فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمان، وهبط جبرئيل في تلك الساعة، فقال: يا أحمد، إن الله يقرئك السلام، ويقول: قم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فإن مثله مثل الكعبة يحج إليها ولا تحج إلى أحد إن الله أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع جنان، وآمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن تحملا الحلي والحلل، وآمر الحور العين أن يزين وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى، وآمر ملكا من الملائكة يقال له: راحيل، وليس في الملائكة أفصح منه لسانا، ولا أعذب منطقا، ولا أحسن وجها أن يحضر إلى ساق العرش، فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون أمرني أن أنصب منبرا من النور، وآمر راحيل (ذلك الملك) أن يرقى فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح، وزوج علي من فاطمة بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة، وكنت أنا وميكائيل شاهدين، وكان وليها الله تعالى، وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن ينثرن ما فيها من الحلي والحلل والطيب، وأمر الحور أن يلقطن ذلك وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة وقد أمرك الله أن تزوجه بفاطمة عليها السلام في الارض، وأن تقول لعثمان (بن عفان) : أما سمعت قولي في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم) (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) (وما سمعت في كتابي) وقولي فيه : (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) ، فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله كلام جبرئيل وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان بن العباس، ثم احضرهم ، ثم قال لعلي عليه السلام: إن الله (قد) أمرني أن ازوجك (فاطمة) . فقال: يا رسول الله، إني لا أملك إلا سيفي وفرسي ودرعي. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اذهب فبع الدرع. (قال خرج علي عليه السلام فنادى على درعه فبلغت أربعمائة درهم ودينار. (قال واشتراه دحية بن خليفة الكلبي، وكان حسن الوجه ولم يكن مع رسول الله أحسن وجها منه. (قال لما أخذ علي عليه السلام الثمن وتسلم دحية الدرع عطف دحية إلى علي، فقال: أسألك يا أبا الحسن أن تقبل مني هذه الدرع هدية، ولا تخالفني (في ذلك) فأخذها منه . (قال) : فحمل الدرع والدراهم وجاء بهما إلى النبي صلى الله عليه وآله فطرحهما بين يديه، فقال (له) : يا رسول الله (إني) بعت الدرع بأربعمائة درهم ودينار، وقد اشتراه دحية الكلبي وقد أقسم علي أن أقبل الدرع هدية، وأي شئ تأمر أقبله منه أم لا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ليس هو دحية، لكنه جبرئيل عليه السلام، وإن الدراهم من عند الله لتكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة ، وزوجه (النبي صلى الله عليه وآله) بها، ودخل بعد ثلاث. قال: وخرج علينا علي عليه السلام ونحن في المسجد إذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام (وقد هبط) باترجة من الجنة، فقال: يا رسول الله، إن الله يأمرك أن تدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فدفعها النبي صلى الله عليه وآله إلى علي، فلما حصلت في كفه انقسمت قسمين، مكتوب على قسم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين، وعلى القسم الآخر: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. ([1])
*- قال الشريف: حدثنا موسى بن عبد الله الحسني ، عن وهب ابن وهب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، (عن) علي بن أبي طالب عليه السلام، (أنه) قال: هممت بتزويج فاطمة حينا ولم أجسر (على) أن أذكره ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وكان ذلك يختلج في صدري ليلا ونهارا حتى دخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وآله.، فقال: يا علي. فقلت: لبيك يا رسول الله. فقال: هل لك في التزويج ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فظننت أنه يريد أن يزوجني ببعض نساء قريش وقلبي خائف من فوت فاطمة، ففارقته على هذا فوالله ما شعرت (بشئ) حتى أتاني (رسول) رسول الله صلى الله عليه وآله فقال (لي) : أجب (النبي) يا علي وأسرع. (قال فأسرعت المضي إليه، فلما دخلت نظرت إليه، فما رأيته أشد فرحا من ذلك اليوم، وهو في حجرة ام سلمة، (فلما) أبصرني تهلل وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه لها بريق، وقال: (هلم) يا علي، فإن الله قد كفاني ما أهمني فيك من أمر تزويجك. فقلت: وكيف ذلك، يا رسول الله ؟ قال: أتاني جبرئيل ومعه من قرنفل الجنة وسنبلها قطعتان، فناولنيها فأختدتهما فشممتهما فسطح (منهما) رائحة المسك، ثم أخذهما مني، فقلت: يا جبرئيل ما شأنهما ؟ فقال: إن الله أمر سكان الجنة (من الملائكة ومن فيها) أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وقصورها وأنهارها وأشجارها (وثمارها) وأمر ريح الجنة التي يقال لها المثيرة فهبت في الجنة بأنواع العطر والطيب، وأمر الحور العين بقراءة سورتي طه ويس (وطواسين وحمعسق) ، فرفعن أصواتهن بهما، ثم نادى مناد من تحت العرش: ألا إن اليوم يوم وليمة فاطمة بنت محمد، وعلي ابن أبي طالب عليه السلام رضا مني بهما، ثم بعث الله تعالى سحابة بيضاء، فمطرت على أهل الجنة من لؤلؤها وزبر جدها وياقوتها، (وقامت الملائكة نثرت من سنبل الجنة وقرنفلها، هذا مما نثرت الملائكة) وأمر خدام الجنان أن يلتقطوها، وأمر (ملكا من الملائكة يقال له راحيل (وليس في الملائكة أبلغ منه، فقال: اخطب يا راحيل) ، فخطب بخطبة لم يسمع أهل السماء بمثلها، (ولا أهل الارض) . ثم نادى (مناد) : يا ملائكتي وسكان سماواتي ، باركوا على نكاح فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب عليه السلام، (فقد باركت عليهما، ألا) فاني زوجت أحب الناس من أحب الرجال إلي بعد محمد صلى الله عليه وآله. ثم قال: صلى الله عليه وآله: يا علي، أبشر أبشر فإني (قد) زوجتك بابنتي فاطمة عليها السلام على ما زوجك الرحمن من فوق عرشه، فقد رضيت لك ولها ما رضى الله لكما، فدونك أهلك وكفى يا علي برضاي رضى فيك (يا علي) ، فقال علي عليه السلام : يارسول الله، أو بلغ من شأني أن اذكر في أهل الجنة ؟ ويزوجني الله تعالى في ملائكته ؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا علي، إن الله إذا أحب عبدا أكرمه بما لاعين رأت، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فقال علي عليه السلام: يا رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي. فقال النبي: آمين (آمين) . وقال علي: لما رأيت رسول الله خاطبا ابنته فاطمة، قال: وما عندك تنقدني. قلت له: ليس عندي إلا بعيري وفرسي ودرعي. فقال: أما فرسك فلابد لك منها تقاتل عليه، وأما بعيرك فحامل أهلك، وأما درعك فقد زوجك الله بها . قال (على) : فخرجت من عنده والدرع على عاتقي الايسر، فغدوت إلى سوق الليل، فبعتها بأربعمائة درهم سود هجرية، ثم أتيت بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فصببتها بين يديه، فوالله ما سألني عن عددها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله سري الكف، فدعا بلال وملا قبضته، فقال: يا بلال ابتع بها طيبا لابنتي فاطمة، ثم دعا ام سلمة فقال لها : يا ام سلمة، ابتاعي لابنتي فراشا من حلس معز واحشيه ليفا، واتخذي لها مدرعة وعباءة قطوانية، ولا تتخذي أكثر من ذلك فتكون من المسرفين، وصبرت أياما ما أذكر فيها شيئا لرسول الله صلى الله عليه وآله (شيئا) من أمر ابنته حتى دخلت على ام سلمة، فقالت لي: (يا علي) ، لم لا تقول لرسول الله يدخلك على أهلك ؟ (قال قلت: أستحي منه أن أذكر له شيئا من هذا. فقالت ام سلمة: ادخل عليه فإنه سيعلم ما في نفسك. قال علي: فدخلت عليه، ثم خرجت، ثم دخلت، ثم خرجت ، فقال (رسول الله صلى الله عليه وآله) : أحسبك أنك تشتهي الدخول على أهلك ؟ (قال قلت: نعم، فداك أبي وامي، يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله: غدا إن شاء الله تعالى. ([2])
*- صاحب كتاب مسند فاطمة عليها السلام: قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوي المحمدي النقيب ، قال: حدثنا الاصم بعسقلان قال: حدثنا الربيع بن سليمان ، قال: حدثنا الشافعي محمد ابن إدريس، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك، قال: ورد عبد الرحمان ابن عوف الزهري، وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له عبد الرحمان: يا رسول الله تزوجني فاطمة ابنتك ؟ وقد بذلت لها من الصداق مائة ناقة سوداء، زرق الاعين، محملة كلها قباطي مصر، وعشرة آلاف دينار، ولم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وآله أيسر من عبد الرحمان وعثمان. وقال عثمان: بذلت لها ذلك، وأنا أقدم من عبد الرحمان إسلاما. فغضب النبي صلى الله عليه وآله من مقالتهما، ثم تناول كفا من الحصى فحصب به عبد الرحمان، وقال له: إنك تهول علي بمالك ؟ (قال فتحول الحصى درا، فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمان، وهبط جبرئيل في تلك الساعة، فقال: يا أحمد، إن الله يقرئك السلام، ويقول: قم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فإن مثله مثل الكعبة يحج إليها ولا تحج إلى أحد إن الله أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع جنان، وآمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن تحملا الحلي والحلل، وآمر الحور العين أن يزين وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى، وآمر ملكا من الملائكة يقال له: راحيل، وليس في الملائكة أفصح منه لسانا، ولا أعذب منطقا، ولا أحسن وجها أن يحضر إلى ساق العرش، فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون أمرني أن أنصب منبرا من النور، وآمر راحيل (ذلك الملك) أن يرقى فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح، وزوج علي من فاطمة بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة، وكنت أنا وميكائيل شاهدين، وكان وليها الله تعالى، وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن ينثرن ما فيها من الحلي والحلل والطيب، وأمر الحور أن يلقطن ذلك وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة وقد أمرك الله أن تزوجه بفاطمة عليها السلام في الارض، وأن تقول لعثمان (بن عفان) : أما سمعت قولي في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم) (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) (وما سمعت في كتابي) وقولي فيه : (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) ، فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله كلام جبرئيل وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان بن العباس، ثم احضرهم ، ثم قال لعلي عليه السلام: إن الله (قد) أمرني أن ازوجك (فاطمة) . فقال: يا رسول الله، إني لا أملك إلا سيفي وفرسي ودرعي. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اذهب فبع الدرع. (قال خرج علي عليه السلام فنادى على درعه فبلغت أربعمائة درهم ودينار. (قال واشتراه دحية بن خليفة الكلبي، وكان حسن الوجه ولم يكن مع رسول الله أحسن وجها منه. (قال لما أخذ علي عليه السلام الثمن وتسلم دحية الدرع عطف دحية إلى علي، فقال: أسألك يا أبا الحسن أن تقبل مني هذه الدرع هدية، ولا تخالفني (في ذلك) فأخذها منه . (قال) : فحمل الدرع والدراهم وجاء بهما إلى النبي صلى الله عليه وآله فطرحهما بين يديه، فقال (له) : يا رسول الله (إني) بعت الدرع بأربعمائة درهم ودينار، وقد اشتراه دحية الكلبي وقد أقسم علي أن أقبل الدرع هدية، وأي شئ تأمر أقبله منه أم لا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ليس هو دحية، لكنه جبرئيل عليه السلام، وإن الدراهم من عند الله لتكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة ، وزوجه (النبي صلى الله عليه وآله) بها، ودخل بعد ثلاث. قال: وخرج علينا علي عليه السلام ونحن في المسجد إذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام (وقد هبط) باترجة من الجنة، فقال: يا رسول الله، إن الله يأمرك أن تدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فدفعها النبي صلى الله عليه وآله إلى علي، فلما حصلت في كفه انقسمت قسمين، مكتوب على قسم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين، وعلى القسم الآخر: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. ([1])
*- قال الشريف: حدثنا موسى بن عبد الله الحسني ، عن وهب ابن وهب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، (عن) علي بن أبي طالب عليه السلام، (أنه) قال: هممت بتزويج فاطمة حينا ولم أجسر (على) أن أذكره ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وكان ذلك يختلج في صدري ليلا ونهارا حتى دخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وآله.، فقال: يا علي. فقلت: لبيك يا رسول الله. فقال: هل لك في التزويج ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فظننت أنه يريد أن يزوجني ببعض نساء قريش وقلبي خائف من فوت فاطمة، ففارقته على هذا فوالله ما شعرت (بشئ) حتى أتاني (رسول) رسول الله صلى الله عليه وآله فقال (لي) : أجب (النبي) يا علي وأسرع. (قال فأسرعت المضي إليه، فلما دخلت نظرت إليه، فما رأيته أشد فرحا من ذلك اليوم، وهو في حجرة ام سلمة، (فلما) أبصرني تهلل وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه لها بريق، وقال: (هلم) يا علي، فإن الله قد كفاني ما أهمني فيك من أمر تزويجك. فقلت: وكيف ذلك، يا رسول الله ؟ قال: أتاني جبرئيل ومعه من قرنفل الجنة وسنبلها قطعتان، فناولنيها فأختدتهما فشممتهما فسطح (منهما) رائحة المسك، ثم أخذهما مني، فقلت: يا جبرئيل ما شأنهما ؟ فقال: إن الله أمر سكان الجنة (من الملائكة ومن فيها) أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وقصورها وأنهارها وأشجارها (وثمارها) وأمر ريح الجنة التي يقال لها المثيرة فهبت في الجنة بأنواع العطر والطيب، وأمر الحور العين بقراءة سورتي طه ويس (وطواسين وحمعسق) ، فرفعن أصواتهن بهما، ثم نادى مناد من تحت العرش: ألا إن اليوم يوم وليمة فاطمة بنت محمد، وعلي ابن أبي طالب عليه السلام رضا مني بهما، ثم بعث الله تعالى سحابة بيضاء، فمطرت على أهل الجنة من لؤلؤها وزبر جدها وياقوتها، (وقامت الملائكة نثرت من سنبل الجنة وقرنفلها، هذا مما نثرت الملائكة) وأمر خدام الجنان أن يلتقطوها، وأمر (ملكا من الملائكة يقال له راحيل (وليس في الملائكة أبلغ منه، فقال: اخطب يا راحيل) ، فخطب بخطبة لم يسمع أهل السماء بمثلها، (ولا أهل الارض) . ثم نادى (مناد) : يا ملائكتي وسكان سماواتي ، باركوا على نكاح فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب عليه السلام، (فقد باركت عليهما، ألا) فاني زوجت أحب الناس من أحب الرجال إلي بعد محمد صلى الله عليه وآله. ثم قال: صلى الله عليه وآله: يا علي، أبشر أبشر فإني (قد) زوجتك بابنتي فاطمة عليها السلام على ما زوجك الرحمن من فوق عرشه، فقد رضيت لك ولها ما رضى الله لكما، فدونك أهلك وكفى يا علي برضاي رضى فيك (يا علي) ، فقال علي عليه السلام : يارسول الله، أو بلغ من شأني أن اذكر في أهل الجنة ؟ ويزوجني الله تعالى في ملائكته ؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا علي، إن الله إذا أحب عبدا أكرمه بما لاعين رأت، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فقال علي عليه السلام: يا رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي. فقال النبي: آمين (آمين) . وقال علي: لما رأيت رسول الله خاطبا ابنته فاطمة، قال: وما عندك تنقدني. قلت له: ليس عندي إلا بعيري وفرسي ودرعي. فقال: أما فرسك فلابد لك منها تقاتل عليه، وأما بعيرك فحامل أهلك، وأما درعك فقد زوجك الله بها . قال (على) : فخرجت من عنده والدرع على عاتقي الايسر، فغدوت إلى سوق الليل، فبعتها بأربعمائة درهم سود هجرية، ثم أتيت بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فصببتها بين يديه، فوالله ما سألني عن عددها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله سري الكف، فدعا بلال وملا قبضته، فقال: يا بلال ابتع بها طيبا لابنتي فاطمة، ثم دعا ام سلمة فقال لها : يا ام سلمة، ابتاعي لابنتي فراشا من حلس معز واحشيه ليفا، واتخذي لها مدرعة وعباءة قطوانية، ولا تتخذي أكثر من ذلك فتكون من المسرفين، وصبرت أياما ما أذكر فيها شيئا لرسول الله صلى الله عليه وآله (شيئا) من أمر ابنته حتى دخلت على ام سلمة، فقالت لي: (يا علي) ، لم لا تقول لرسول الله يدخلك على أهلك ؟ (قال قلت: أستحي منه أن أذكر له شيئا من هذا. فقالت ام سلمة: ادخل عليه فإنه سيعلم ما في نفسك. قال علي: فدخلت عليه، ثم خرجت، ثم دخلت، ثم خرجت ، فقال (رسول الله صلى الله عليه وآله) : أحسبك أنك تشتهي الدخول على أهلك ؟ (قال قلت: نعم، فداك أبي وامي، يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله: غدا إن شاء الله تعالى. ([2])
تعليق