تويت
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مما لم ترتضه النفوس الخبيثة والقلوب المملوءة بالحقدالأموي، علو منزلة مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) عند أبي عبدالله (عليه السلام)، فراحت بأقلامها المأجورة وضمائرها المنحرفة تلفق قصص الكذب والافتراء عليه (رضوانه الله عليه)لكي تقلل من شأنه وتظهره بعدم الأهلية لمسؤولية السفارة وطلبه إعفاءه منها، كما تناولوه في قصة التطير التي وردت في تاريخ الطبري والأرشاد للمفيد والفتوح لابن اعثم،
فقد اتفقت رواية الطبري مع الشيخ المفيد بالتفصيل، هذه رواية الطبري (ثم دعى الحسين (عليه السلام) مسلم بن عقيل فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبيد السلولي وَعَبَد الرحمن بن عبدالله بن الكدن الأرحب فأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف، فإن رأى الناس مجتمعين مستوثقين عجل إليه بذلك فأقبل مسلم حتى أتى إلى المدينة فصلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وودع من أحب من أهله ثم استأجر دليلين من قيس فأقبلا به فضلا الطريق وجارا وأصابهم عطش شديد وقال الدليلان: هذا الطريق حتى ينتهي إلى الماء وقد كادوا أن يموتوا عطشاً فكتب مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي إلى الحسين! وذلك بالمضيق من بطن الخبيت أما بعد فإني اقبلت من المدينة معي دليلان فجارا عن الطريق وضلا واشتد علينا العطش فلم يلبثان ماتا وأقبلنا حتى انتهينا إلى الماء ننج إلا بحشاشة انفسنا وذلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبيت، وقد تطيرت من وجهي هذا فإن رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري والسلام.
فكتب إليه الحسين (عليه السلام): أما بعد فقد خشيت ألا يكون حملك على الكتاب إلى الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له ألا الجبن فامض لوجهك الذي وجهتك له والسلام عليك. فقال: مسلم لمن قرأ الكتاب: هذا مالست أتخوفه على نفسي.
حاشا ابن عقيل أن يكون كما يصفونه بالتطير والجبن وهو العالم بنتائج الأمور ومع هذا أقدم على ما أقدم عليه دون تردد أو خوف من حكومة بني أُمية فيما لو جرت الأمور على غير ما كان يريد والدليل على ذلك حواره مع عبيدالله حينما أُدخل عليه وهو مثخن بالجراح تحيط به الجلاوزة من كل جانب منزوع السلاح لايستطيع أن يحارب، متحدياً بكلامه أمير الشيطان غير مبال بما يتظاهر به من قوة وسلطان ولم يتغير موقفه هذا إلى أن خمدت أنفاسه المباركه.
ثم أنه لا شيء في كتابة مسلم للحسين (عليه السلام) بموت الدليلين باعتباره القائد والموجه له فلا بد من اطلاعه على كل أمور السفارة وتفاصيل ما يحدث معه من دون تطيّر وطلب الاعفاء ولا الحسين (عليه السلام) يصفه بالجبن، ثم التطيّر مرفوض عند أهل البيت (عليهم السلام) ومسلم بن عقيل (عليه السلام) ليس غريبا عنهم ولم يعرف عنه أنه يخالفهم بشيء
كما أن التطير لا يناسب شخصية مسلم (عليه السلام) النافذة البصيرة والعالمة بمبدأ ثورة بن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أعجبني
تعليق
مشاركة