بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها السلام) في صبيحة عرسها بقدح فيه لبن فقال: « اشربي فداكِ أبوك »، ثم قال لعلي (عليه السلام): « اشرب فداك ابن عمّك »[1]. ثم سأل عليّاً: « كيف وجدت أهلك ؟ قال (عليه السلام): نِعم العون على طاعة الله ». وسأل فاطمة فقالت: « خير بعل »[2]. قال عليّ (عليه السلام): «ومكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك ثلاثاً
لا يدخل علينا، فلمّا كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا (صلى الله عليه وآله) ليدخل علينا . . . » فلمّا دخل عليهما أمر عليّاً بالخروج ، وخلا بابنته فاطمة (عليها السلام) وقال : « كيف أنت يا بُنيّة ؟ وكيف رأيت زوجكِ ؟ » .
قالت : « يا أبه خير زوج ، إلاّ أنّه دخل عليَّ نساء من قريش وقلن لي زوّجكِ رسول الله من فقير لا مال له »، فقال (صلى الله عليه وآله) لها : « يا بنية ما أبوك ولا بعلُك بفقير، ولقد عرضت عليَّ خزائن الأرض ، فاخترت ما عند ربّي ، والله يا بنية ما ألوتك نصحاً أنّ زوّجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً » .
« يا بُنية إنّ الله ـ عزوجل ـ اطلع إلى الأرض فاختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، يا بنية نِعم الزوج زوجكِ ، لا تعصي له أمراً » .
ثم صاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعليّ : « يا عليّ »، فقال : « لبيك يا رسول الله » ، قال : اُدخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها ، فإنّ فاطمة بضعة منّي، يؤلمني ما يؤلمها ويسرّني ما يسرّها ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكم »[3] .
وفي رواية : لمّا زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إبنته فاطمة (عليها السلام) قال لها : « زوّجتك سيّداً في الدنيا والآخرة ، وإنّه أول أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً »[4] .
تأريخ الزواج :
الروايات التي وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) تنصّ كلّها على وقوع الزواج بعد عودة المسلمين من معركة بدر منتصرين .
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « تزوّج علي فاطمة (عليهما السلام) في شهر رمضان وبنى بها في ذي الحجة من العام نفسه بعد معركة بدر »[5] .
وروي أيضاً أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل بفاطمة (عليها السلام) بعد رجوعه من معركة بدر لأيام خلت من شوال السنة الثانية من الهجرة النبويّة المباركة[6] .
وروي في أوّل يوم من ذي الحجة ( السنة الثانية من الهجرة ) زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة عليّاً (عليه السلام)[7] .
مميّزات زواج الزهراء (عليها السلام) بعليّ (عليه السلام)
لقد امتاز زواج السيّدة فاطمة سلام الله عليها بما يلي :
1 ـ إنّه زواج من السماء وبأمر من الله تعالى قبل أن يكون نسباً أرضياً ، ومجرد ارتباط عاطفي ، ويكفينا في ذلك ما رويَ عن عمر بن الخطاب إذ قال : نزل جبرئيل فقال : «يا محمّد إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من علىّ »[8] .
2 ـ إنّ الله تعالى قد جعل الذرّيّة النبويّة الطاهرة محصورة بهذا الزواج المبارك ، ومن طريق هذين الزوجين ، وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : «كلّ نسب وسبب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي، وكلّ بني اُنثى فعصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة، فإنّي أبوهم وأنا عصبتهم »[9] .
3 ـ إنّ الزهراء (عليها السلام) وحيدة محمّد (صلى الله عليه وآله) التي لم يكن لها اُخت في النسب الأبوي ، أمّا زينب ورقية واُمّ كلثوم ـ وإن اشتهرن بكونهنّ بنات محمّد (صلى الله عليه وآله) ـ فهنّ بنات هالة اُخت خديجة، وقد كنّ في بيت خديجة حينما اقترنت بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ولم يؤيّد التحقيق التأريخي بنوّتهنّ لمحمّد (صلى الله عليه وآله)[10].
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها السلام) في صبيحة عرسها بقدح فيه لبن فقال: « اشربي فداكِ أبوك »، ثم قال لعلي (عليه السلام): « اشرب فداك ابن عمّك »[1]. ثم سأل عليّاً: « كيف وجدت أهلك ؟ قال (عليه السلام): نِعم العون على طاعة الله ». وسأل فاطمة فقالت: « خير بعل »[2]. قال عليّ (عليه السلام): «ومكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك ثلاثاً
لا يدخل علينا، فلمّا كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا (صلى الله عليه وآله) ليدخل علينا . . . » فلمّا دخل عليهما أمر عليّاً بالخروج ، وخلا بابنته فاطمة (عليها السلام) وقال : « كيف أنت يا بُنيّة ؟ وكيف رأيت زوجكِ ؟ » .
قالت : « يا أبه خير زوج ، إلاّ أنّه دخل عليَّ نساء من قريش وقلن لي زوّجكِ رسول الله من فقير لا مال له »، فقال (صلى الله عليه وآله) لها : « يا بنية ما أبوك ولا بعلُك بفقير، ولقد عرضت عليَّ خزائن الأرض ، فاخترت ما عند ربّي ، والله يا بنية ما ألوتك نصحاً أنّ زوّجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً » .
« يا بُنية إنّ الله ـ عزوجل ـ اطلع إلى الأرض فاختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، يا بنية نِعم الزوج زوجكِ ، لا تعصي له أمراً » .
ثم صاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعليّ : « يا عليّ »، فقال : « لبيك يا رسول الله » ، قال : اُدخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها ، فإنّ فاطمة بضعة منّي، يؤلمني ما يؤلمها ويسرّني ما يسرّها ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكم »[3] .
وفي رواية : لمّا زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إبنته فاطمة (عليها السلام) قال لها : « زوّجتك سيّداً في الدنيا والآخرة ، وإنّه أول أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً »[4] .
تأريخ الزواج :
الروايات التي وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) تنصّ كلّها على وقوع الزواج بعد عودة المسلمين من معركة بدر منتصرين .
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « تزوّج علي فاطمة (عليهما السلام) في شهر رمضان وبنى بها في ذي الحجة من العام نفسه بعد معركة بدر »[5] .
وروي أيضاً أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل بفاطمة (عليها السلام) بعد رجوعه من معركة بدر لأيام خلت من شوال السنة الثانية من الهجرة النبويّة المباركة[6] .
وروي في أوّل يوم من ذي الحجة ( السنة الثانية من الهجرة ) زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة عليّاً (عليه السلام)[7] .
مميّزات زواج الزهراء (عليها السلام) بعليّ (عليه السلام)
لقد امتاز زواج السيّدة فاطمة سلام الله عليها بما يلي :
1 ـ إنّه زواج من السماء وبأمر من الله تعالى قبل أن يكون نسباً أرضياً ، ومجرد ارتباط عاطفي ، ويكفينا في ذلك ما رويَ عن عمر بن الخطاب إذ قال : نزل جبرئيل فقال : «يا محمّد إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من علىّ »[8] .
2 ـ إنّ الله تعالى قد جعل الذرّيّة النبويّة الطاهرة محصورة بهذا الزواج المبارك ، ومن طريق هذين الزوجين ، وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : «كلّ نسب وسبب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي، وكلّ بني اُنثى فعصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة، فإنّي أبوهم وأنا عصبتهم »[9] .
3 ـ إنّ الزهراء (عليها السلام) وحيدة محمّد (صلى الله عليه وآله) التي لم يكن لها اُخت في النسب الأبوي ، أمّا زينب ورقية واُمّ كلثوم ـ وإن اشتهرن بكونهنّ بنات محمّد (صلى الله عليه وآله) ـ فهنّ بنات هالة اُخت خديجة، وقد كنّ في بيت خديجة حينما اقترنت بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ولم يؤيّد التحقيق التأريخي بنوّتهنّ لمحمّد (صلى الله عليه وآله)[10].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] كشف الغمة : 1 / 368 .
[2] بحار الأنوار : 43 / 117 .
[3] بحار الأنوار : 43 / 132 .
[4] بحار الأنوار : 43 / 133 ، وكنز العمال : 11 / ح32926 مثله ، ومسند الإمام أحمد : 5 / 26 مثله، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 337 .
[5] كشف الغمة : 1 / 364 ، بحار الأنوار : 43 / 134.
[6] أمالي الطوسي : 43 مجلس2 حديث 47.
[7] مصباح المتهجد للطوسي : 613 (ط. حجرية).
[8] ذخائر العقبى : 41 ، وراجع شرح نهج البلاغة : 9 / 193 .
[9] كنز العمال : ج13 / 37586 ، وقريب منه ما في شرح نهج البلاغة : 12 / 106 .
[10] الإمام علي بن أبي طالب سيرة وتاريخ : ص27 ، الشيخ محمد حسن آل ياسين، وراجع الاستغاثة لأبي القاسم الكوفي المتوفى 352 : الصفحة 80 ـ 82 طبعة دار الكتب العلمية ـ قـم .