المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نجم لاح في سماء بني هاشم، ولمع من بين النجوم، ليضيف ضياء إلى ضياء زين العباد وباقر العلوم (عليهما السلام)، إلا الامامة لم تكن له ولم يدّعِها، وان كان قد اتهم فيها، فكفاه حسن الانتماء إلى عترة خاتم الأنبياء محمد (ص).
وبالإضافة إلى ذلك، استعداده الفطري لتلقي علوم الشريعة، والقيم الخلقية الرفيعة حتى عرف بالعالم العابد، والفقيه الزاهد، خاشعاً لله تعالى، تالياً كتابه، ان ذكر عنده خرَّ مغشياً عليه، حتى يقول القائل: ما يرجع من الدنيا.. ولكثرة اهتمامه بكتاب الله لُقّب زيد بحليف القرآن، فكان يوصي به قائلاً: ((أوصيكم أن تتخذوا كتاب الله قائداً وإماماً، وان تكونوا له تبعاً فيما أحببتم وكرهتم)).
ولكن لم يشغله هذا الاهتمام، عن تكليفه الشرعي ضد السياسة الظالمة التي انتهجها هشام، فخرج يدعو إلى الرضا من آل محمد (ص)، مطالباً بثأر جده الحسين (عليه السلام)، باذلاً كل ما عنده رغم كثرة الأعداء وقلة الناصر.
أصرَّ على الجهاد، وما إن حلَّ الليل وغاصت النجوم بالسواد، كانت النهاية والفاجعة الأليمة رمى بسهم فأصاب جبينه، وبانتزاعه خمدت انفاس زيد، ليمضي شهيداً تاركاً خلفه حزناً عميقاً في قلوب أهل البيت (عليهم السلام).
يذكر بأن خروج زيد كان مشروعاً من قبلهم، كما جاء على لسان الإمام الصادق (عليه السلام): لما بلغه قتل زيد (سلام الله عليه) انه قال: ((انا لله وإنا اليه راجعون، عند الله احتسب عمي، انه كان نعم العم، إن عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، ومضى والله عمي شهيداً كشهداء من استشهدوا مع رسول الله، وعلي، والحسين صلوات الله عليهم))، وعنه أيضاً في حديث: ((إن الباكي على زيد فمعه في الجنة، فإما الشامت فشريك في دمه)).