المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن فاجعةُ كربلاء تركت أثراً بليغاً في مهجةِ الإمام زين العابدين-عليه السلام-، فكان كلَّ شيء يهيج لوعتهُ ، ويريق دمعته ، وكيفَ لايبكي وقد مُنعَ ابيه من الماء الذي كان مطلقاً للسباعِ والوحوش ،-١-وهو القائل (إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خنقتني العبرة) -٢- هذه الكلمات ، وسر الدمعة النازفة هي بمثابةِ الردَّ لإثارة العاطفة تجاه قضية الإمام الحسين_عليه السلام_ ولإشعار النَّاس بمظلوميته عن طريق البكاء وتوضيح القيم الإسلامية التي جاهد من أجلها.ربما يسأل سائل
لماذا نبكي؟فيكون الجواب اصل البكاء استغاثة والدموع حينماً تُذرف يكون لها تأثير قوي في الآخرين ، والبكاء يُفهم على انهُ ليس تعبيراً عن مشاعر داخلية فقط ، بل هو نوع من الإتصال الإجتماعي ، وبالطبع يتأثر الفرد وبهذه الصورة وتلك يكون قد عاش واقعاً وجدانياً ؛ لذا تُذرف الدموع , فالصغير عندما يبكي فإنه يستغيث بأمه. وينجح في أن يحرك عواطفها فتهرع لحمايته ، فالبكاء له خاصية تحريك الآخرين ، ولهذا كانت الدمعة السجادية بمثابةِ الحرب الإعلامية، لفضحِ يزيد وأعوانه الطغاة ، بذكرِ ماحلّ بكربلاء ، من جرائم بشعة بحقِ ذرية رسول -صلى الله عليه وآله- وبهذا الإحساس حرّك في الإمامِ السجاد-عليه السلام- النّاس ، فراحَ بعضهم يتخذهُ مثالاً للحزنِ بالأرزاء، حتى عُدَّ أحد البكائين الخمسة، وبعد حزنٍ طويل أطبقت الأجفان ، لتذرف الدمعة الأخيرة على سيَّدِ الشهداء -عليه السلام - ولكي لايفوتها إقامة العزاء ، امتزجت حرارة الحزن بحرارةِ السم الذي دسَّه إليه هشام ، في الخامس والعشرين مِن محرم .
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠١_٢ مناقب آل أبي طالب ج٣، ص ٣.٣