فرشت سجادة آهاتي بجنب تربك أيتها الطاهرة ..
وبقيت من ساعتي حيرى ، وأفكاري تدور في بحر الوفاء ، فبانت دموعي هي الحائرة ..
تواسيكِ وتناجيكِ يا أيتها الوفية الصابرة ..
أواسي دمعاً سال لفقد الأحبة من تلك السنين الغابرة ..
لكني أراها اليوم في فؤادي حاضرة ..
قافلة شدت رحلها ..وأتزرت بالتوكل ..
تنوي التوجه لتوقظ ضمائر الأمة الجائرة ..
لتهز عروشاً وتحط أنوف عصاة غيروا سنن الله ...قتلة جبابرة ..
وقفتِ وفي عينيكِ الف دمعة ، تودعين أحبة هم والله قوة القلوب ..
وبهم تهدأ النفس وترتوي من أنفاسهم العطرة ..
تودعين حبيباً تشرق الشمس لأجله ، بل هو الشمس الذي يستمد الكون منها دفئه ، وتنتشي الروح ويخضر عودها ، وقمرُ مضيئ ينير ليالي الدنيا المظلمة ..
ونجوم رياحين كلهم من الكرار علامات زاهرة ..
هاهي قافلة التوكل تنطلق نحو كربلاء وفي طريق الشهادة سائرة ..
ورايات العز والسؤدد فوق المحامل ناشرة ..
من تودعين ؟؟!!
تودعين عزيزة الزهراء ..السيدة الخفرة ؟؟
وبنات الوحي يسيرون معها إلى محط رحالهم مع النخبة من الشجرة المطهرة ؟
ايتها العير : انيخي رحلك بكربلا وسلمي على تربها وساكنيها من احبتي أصحاب العيون الغائرة ..
وسلمي على نسوة فرت إلى البيداء ، من نار خبائها تلتفت خوفاً وعلى حجابها ذاعرة ..
نظرتِ رقية بعينيك الحزينة وهي تركض مع أطفال الحسين على تلك الرمال المستعرة ..
وعيونك ترى ماتراه عيونهم ، لأنك معهم تعانين آلامهم ، فرفعت كفيك للرحمن تنادين : ربي وجهت همي ومانزل بهم فأنت العين الناظرة ..
أرجع حسيناً سالماً من كربلا ..
وافديه روحي وأولادي كلهم وإن كانوا من البنين عشرة ..
هو مصباح قلبي ونور عيني ، ومن لي بعده في هذه الدنيا العابرة ..
لكِ يا أم البنين مواقف جمةُ ، ولسيد الشهداء لكِ وقفة نادرة ..
أرضعتِ ليوثاً لساحات الوغى أوفياء لسيدهم رغم الملمات أبناء حيدرة ..
نشرت شراع سفينة الاحزان في بحر صبرك ، وآهاتي مجاذيف علّني أصل إلى ساحل وفائكِ أيتها المؤمنة الصابرة ..
وضلوعي انحنت لأجل مصابكِ ، ودموعي بركان أحزان متناثرة ..
انحنى ظهرك كمثل الحسين (عليه السلام)
يوم نعاه بشر فكانت كلماته على قلبك الحاني سكينة غادرة ..
فواسيت لسيد الشهداء بظهره يوم انحنى لفقد قمر الطفوف وصاحب الجود يوم الزمجرة ..
فقدت في الطف ميامين من الطهر أنقى من الجوهرة ..
فجاورتِ في البقيع طاهرين من أولاد الحسين البررة ..
أعطيتِ كل شيئ لمولاك فصرتِ ياسيدة الوفاء ملاذاً وباباً لكل حاجة متعسرة ..
وها انا لي عند بابكِ حاجة أبقيتها علّني أبلغ مرادي وإن كانت بأنفاسي
المتأخرة ...
أن يعجل الله تعالى فرج مولانا صاحب الطلعة الغراء وأرى راياته الباهرة ..
فسلام الله على أم البنين وصبرها ..
من أول الدنيا إلى الآخرة ..
تعليق واحد
أعجبني
تعليق
مشاركة