أمي نهاد الدباغ

[علي حسين الخباز]

أمسكت بقلمي لأعبر به عن مايجول بخاطري من مشاعر أتجاه أمي فعجز القلم عن وصف تلك المشاعر المتدفقة وظل لايستطيع التعبير.
فالأنسانة التي بودي وصفها ليست بالمرأة العادية هي منبع للحب والحنان والعاطفة والأمل هي كالبستان الذي أستظل بأشجارة وأتمتع بثمارة فهي كنبع الماء الصافي الذي أرتوي منه حينما يتخلى عني كل من حولي فهي الوحيدة في العالم التي وفت معي حين خذلني الأصدقاء وخانني الأوفياء وغدر بي الأصفياء ووقفت معي بقلبها بدموعها بأهاتها بزفراتها بألامها تضمني،تقبلني،تضمدني،تواسيني،تسليني،تدعوا لي ما أن أحست بخطر يداهمني فهي كنبع لايجف ولاينضب فتعطيني دافعا ومعنى لحياة جديدة.
كلما ملت صححت لي المسار لترشدني للطريق السوي فتبعدني عن أي خطر يحدق بي.
أمي يابلسما تداوي جروحي لأرتاح وهي تتألم فلا أحد يخفف عنها ألامها تضحي بصحتها وحياتها لأجلي هذه أمي فعطائها لانهاية له فمنذ ولادتي الى يومنا هذا تعطيني ولاتنتظر مني مقابل سوى أن تراني بحال أفضل وصحة جيدة فعطائي لها وأن كان كبيرا في نظري لكنه كنقطة في بحر عطائها.
فلو بحثنا في ديننا الحنيف عن مكانة الأم نرى أن الله تبارك وتعالى قد أكرمها بأن جعل الجنة تحت قدميها قال الرسول الكريم محمد ( الله صلى الله عليه وأله)(الجنة تحت أقدام الأمهات)فمن أراد الجنة فليهتم بها وليكون بخدمتها وليلتزم تحت قدميها فهناك سيجد جنة الدنيا والأخرة فلا يوجد أجمل من رضاها على أبنائها قال الله تبارك وتعالى في كتابة الكريم(فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا)سورة الأسراء/اية 23.
فأغفري لي يامن حنوت علي أن أذيتك يوما بدون قصد فرضاك عندي يساوي الدنيا ومافيها يانبعا للحنان،يافيضا للعطاء،فعطائك يغمرني عطفا وحنانا وتربية وأهتماما فأدامك الله لي وأعانني على برك وأحسانك فلو لاكي لما أستطعت العيش في هذه الحياة القاسيه والمليئة بالمأسي فوجودك بقربي يصبرني ويقويني وكلماتك الدافئه برغم بساطتها تدفعني للأستمرار بثقة وعزيمة وأرادة وتفائل،سلمت لي وبارك بك ربي وحفظك من كل شر.
فمن مثلك ورضا الرحمن رضاها وغضبها غضبة،فمن مثلك تدعوا فيستجاب دعائها فورا،فمن مثلك أذا غابت عن الدنيا قيل لأبنائها(أعملوا لأنفسكم فقد توفت من كنت أجلكم لأجلها)،فمن مثلك والجنة تحت أقدامها.
ياأمي الحبيبة يامن الدنيا فلا راحة لي ولا عيش هنئ الا بها أرض عني فأني لاأطلب من الدنيا سوى رضاك لأنه رضا ربي.