بسم الله الرحمن الرحيم
متى تكونَ واعياً؟
وللإجابة على هذا السؤال المهم والحساس نستعرض خصلتان أساسيتان إذا اجتمعت فيك في كلِّ دورٍ تؤديه في حياتك، فثق تماماً بأنك قد بلغت تلك المرتبة من الوعي؛ وإلا فعليك أن تبذل قُصارى جهدك لبلوغ تلك المرتبة السامية؛ والتي يتحقق فيها قول الباري جلَّ وعلا: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
فتأمّل في هذه الخصلتان، ثم ارجع إلى ذاتك وكاشفها بصدق؛ لتقف على حقيقة وعيك؛ ولا تكن ممن يمنّي نفسه بما ليس فيه، فإن ذلك لن يزيدك إلا جهلاً إلى جهلك.
وأنت وحدك الذي يُمكنه تقييم ذاتك، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾
الرّساليّة
بأن تتبنى رسالةً واضحةً في حياتك، تتطلع لتحقيقها في المحيط من حولك. وبناءً عليها يكون كلُّ نشاطٍ تقوم به يدور حول تلك الرسالة التي تتبنّاها وتؤمن بها إيماناً حقيقياً نابعاً من أعماق قلبك، وتستشعرها بكلِّ أحاسيسك، وتجري في كيانك مجرى الدمِّ في عروقك؛ وتكون مستميتاً في سبيل تحقيق تلك الرسالة، ولا تخشى أحداً إلا الله سبحانه مستمسّكاً بالنهج القرآني، يقول تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾
ويتجلّى ذلك من خلال حضور تلك الرسالة في ذهنك ووعيك، وقدرتك على التعبير عنها بعباراتٍ قصيرة، كما أن سلوكك العملي ونشاطك الميداني وسيرتك الحياتية تُجسّد تلك الرسالة التي تُمثّل عنواناً لشخصيّتك ومحوراً لحياتك. وتزداد عظمتك وقيمتك في الحياة بمقدار عظمة وقيمة تلك الرسالة التي تتبنّاها.
ولا يعني ذلك أنك لا تتحرك في أكثر من نشاطٍ أو تنتقل من نشاطٍ لآخر، إن المهم في الأمر هو وجود رسالة محورية تجمع تحركك ونشاطك. فلا تكن نشاطاتك مبعثرة هنا وهناك ولا تجتمع في رسالةٍ واحدة، فتكون حينها مشتّتاً ولا تمتلك وعياً وإدراكاً كافياً لجمع ذلك الشتات، فالحياة قصيرة، ومداها قريب، وإمكانياتك مهما كانت تبقى محدودة، فلا تُضيّع حياتك في أمرٍ لا يخدم دورك وهدف وجودك في الحياة.
ونقف هنا عند ملاحظةٍ سريعة إذ يعتقد البعض أن الوظيفة تُمثّل دوره وهدف وجوده في الحياة، وأنه بأدائه لوظيفته على أكمل وجه يكون قد حقّق في شخصيّته صفة الرّسالية؛ وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً على إطلاقه، إلا إذا تحقّق في الوظيفة كل الجوانب التي ذكرناها فيما يخص هذا العنصر المهم من عناصر الوعي؛ وهو: الرساليّة.
- البصيرة
بأن تمتلك بصيرة في أي دورٍ تقوم به في الحياة، سواءً كان ذلك الدور على المستوى الشخصي أو العائلي أو الاجتماعي؛ فيكون لديك قوّة إدراكٍ وفطنةٍ لحقيقة دورك ورسالتك في الحياة، ومعرفةٍ تامّةٍ بالآثار والعواقب التي تقف وراءها. فتجد حضوراً عميقاً في ذهنك ووعيك للهدف الأسمى في حياتك؛ وتستشعر حقيقة المسؤولية التي كلّفك الباري جلَّ وعلا بها؛ وتعيش في أعماق نفسك همَّ تحقيق ذلك الدور في أعلى درجاته؛ مما يجعلك في حالة تفكيرٍ دائمٍ تجاه الأدوار التي تتحمل مسؤوليتها؛ ويدفعك لتحرّكٍ مستمرٍ من أجل إنجاح دوركَ في الحياة؛ وتكون دائماً على استعدادٍ تامٍّ لبذل كلَّ ما تملك من جهدٍ ومالٍ في سبيل ذلك، حتى وإن كلّفك الأمر بذل حياتك فأنت مستعدٌ لذلك.
وقد أكّد الله سبحانه وتعالى أهمّية البصيرة وحقيقة موقعيّتها في تحقيق الوعي الإنساني، حيث يقول تعالى: ﴿ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ .
وكلّما كانت البصيرة نافذةً وراسخةً فإن مستوى الوعي يكون أرقى وأكثر تقدّماً، ولذا نجد أن الإمام جعفر بن محمّدٍ الصادق حين أراد أن يذكر شيئاً من فضائل أبي الفضل العبّاس نجده ركّز على أهم صفتين تمثّلتا في شخصيته الكريمة؛ فقال : «كان عمّي العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان».
حين يكون لديك رسالة واضحة، وتمتلك بصيرة فيما تقوم به من أدوارٍ في حياتك، عندها فقط تكون واعياً بمستوىً يؤهلك لتحقيق هدف وجودك في الحياة.
اللهم صل على محمد وآل محمد
متى تكونَ واعياً؟
وللإجابة على هذا السؤال المهم والحساس نستعرض خصلتان أساسيتان إذا اجتمعت فيك في كلِّ دورٍ تؤديه في حياتك، فثق تماماً بأنك قد بلغت تلك المرتبة من الوعي؛ وإلا فعليك أن تبذل قُصارى جهدك لبلوغ تلك المرتبة السامية؛ والتي يتحقق فيها قول الباري جلَّ وعلا: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
فتأمّل في هذه الخصلتان، ثم ارجع إلى ذاتك وكاشفها بصدق؛ لتقف على حقيقة وعيك؛ ولا تكن ممن يمنّي نفسه بما ليس فيه، فإن ذلك لن يزيدك إلا جهلاً إلى جهلك.
وأنت وحدك الذي يُمكنه تقييم ذاتك، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾
الرّساليّة
بأن تتبنى رسالةً واضحةً في حياتك، تتطلع لتحقيقها في المحيط من حولك. وبناءً عليها يكون كلُّ نشاطٍ تقوم به يدور حول تلك الرسالة التي تتبنّاها وتؤمن بها إيماناً حقيقياً نابعاً من أعماق قلبك، وتستشعرها بكلِّ أحاسيسك، وتجري في كيانك مجرى الدمِّ في عروقك؛ وتكون مستميتاً في سبيل تحقيق تلك الرسالة، ولا تخشى أحداً إلا الله سبحانه مستمسّكاً بالنهج القرآني، يقول تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾
ويتجلّى ذلك من خلال حضور تلك الرسالة في ذهنك ووعيك، وقدرتك على التعبير عنها بعباراتٍ قصيرة، كما أن سلوكك العملي ونشاطك الميداني وسيرتك الحياتية تُجسّد تلك الرسالة التي تُمثّل عنواناً لشخصيّتك ومحوراً لحياتك. وتزداد عظمتك وقيمتك في الحياة بمقدار عظمة وقيمة تلك الرسالة التي تتبنّاها.
ولا يعني ذلك أنك لا تتحرك في أكثر من نشاطٍ أو تنتقل من نشاطٍ لآخر، إن المهم في الأمر هو وجود رسالة محورية تجمع تحركك ونشاطك. فلا تكن نشاطاتك مبعثرة هنا وهناك ولا تجتمع في رسالةٍ واحدة، فتكون حينها مشتّتاً ولا تمتلك وعياً وإدراكاً كافياً لجمع ذلك الشتات، فالحياة قصيرة، ومداها قريب، وإمكانياتك مهما كانت تبقى محدودة، فلا تُضيّع حياتك في أمرٍ لا يخدم دورك وهدف وجودك في الحياة.
ونقف هنا عند ملاحظةٍ سريعة إذ يعتقد البعض أن الوظيفة تُمثّل دوره وهدف وجوده في الحياة، وأنه بأدائه لوظيفته على أكمل وجه يكون قد حقّق في شخصيّته صفة الرّسالية؛ وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً على إطلاقه، إلا إذا تحقّق في الوظيفة كل الجوانب التي ذكرناها فيما يخص هذا العنصر المهم من عناصر الوعي؛ وهو: الرساليّة.
- البصيرة
بأن تمتلك بصيرة في أي دورٍ تقوم به في الحياة، سواءً كان ذلك الدور على المستوى الشخصي أو العائلي أو الاجتماعي؛ فيكون لديك قوّة إدراكٍ وفطنةٍ لحقيقة دورك ورسالتك في الحياة، ومعرفةٍ تامّةٍ بالآثار والعواقب التي تقف وراءها. فتجد حضوراً عميقاً في ذهنك ووعيك للهدف الأسمى في حياتك؛ وتستشعر حقيقة المسؤولية التي كلّفك الباري جلَّ وعلا بها؛ وتعيش في أعماق نفسك همَّ تحقيق ذلك الدور في أعلى درجاته؛ مما يجعلك في حالة تفكيرٍ دائمٍ تجاه الأدوار التي تتحمل مسؤوليتها؛ ويدفعك لتحرّكٍ مستمرٍ من أجل إنجاح دوركَ في الحياة؛ وتكون دائماً على استعدادٍ تامٍّ لبذل كلَّ ما تملك من جهدٍ ومالٍ في سبيل ذلك، حتى وإن كلّفك الأمر بذل حياتك فأنت مستعدٌ لذلك.
وقد أكّد الله سبحانه وتعالى أهمّية البصيرة وحقيقة موقعيّتها في تحقيق الوعي الإنساني، حيث يقول تعالى: ﴿ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ .
وكلّما كانت البصيرة نافذةً وراسخةً فإن مستوى الوعي يكون أرقى وأكثر تقدّماً، ولذا نجد أن الإمام جعفر بن محمّدٍ الصادق حين أراد أن يذكر شيئاً من فضائل أبي الفضل العبّاس نجده ركّز على أهم صفتين تمثّلتا في شخصيته الكريمة؛ فقال : «كان عمّي العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان».
حين يكون لديك رسالة واضحة، وتمتلك بصيرة فيما تقوم به من أدوارٍ في حياتك، عندها فقط تكون واعياً بمستوىً يؤهلك لتحقيق هدف وجودك في الحياة.