يستغلُ الاعلام دائما طيبة الناس، وفقرهم، وسذاجتهم، ليرسم من خلالها صورا.. يشاء تارة فيكبّرها، وتارة يصغـّرها، عبر قليل من السعي المزخرف للدعاية والاعلان، فلذلك شاء البعض، ولمصالح معينة، ان يضخ زخم البهاء على بعض اللصوص، وقطاع الطرق، فالبسهم ثوب الحنين، والطيبة، والرحمة، بحال المساكين..
فهذا البعض يسرق الاغنياء كي يشبع الفقراء؟! ومثل هذه النغمات الشعورية، سلبت لب الشارع العراقي لزمن ليس بالقصير.. يقال ان بعض الاشقياء، كان لا يرد من يطرق بابه محتاجا، فاذا لم يمتلك سيولة مالية، يسعى لسرقة اقرب متجر، ويعطيه للمحتاج في سبيل قضاء حاجته.. وذات مرة جرت معركة ضارية، قـُتل على اثرها الشقي، فخرجت بغداد عن بكرة ابيها، وشيّعته تشييعا مهيبا، ولاول مرة تشترك النساء فيه، يلطمن وينثرن التراب على رؤوسهن، ويبكين لصا قتلوه.. وتغنى الشعب بامجاد هذا الحرامي ابن الحلال؟! هي قصة غريبة لكن ليست اغرب مما نراه اليوم..
أ..