تويت
رجاء عارف
من المهم جدّاً أن تكون هناك علاقة طيّبة بين المعلّم وأولياء أمور الطلبة، لما لها من تأثير إيجابي على الطالب ومسيرته التعليمية، ولدورها الكبير في الارتقاء بمهارات الطالب وقدراته، فتسهم في تطوّره وتحقيق أهدافه المستقبلية، لينشأ جيل يُعتمد عليه في بناء هذا الوطن العزيز، لذا لابد من أن تكون هذه العلاقة علاقة إيجابية مبنية على التقدير والاحترام ما بين الطرفين، وتأتي هذه العلاقة من خلال التواصل المستمر المبني على الثقة بين أولياء الأمور والمدرسة ،لمعرفةآخر المستجدات التي طرأت على أبنائهم،ليشخّصوا مواطن القوة،فيعززوها ويرفدوها بالمزيد، أوالوقوف على نقاط الضعف ومعرفة الخلل إن وجد، وإيجاد الحلول للمشاكل التي قد تصادف أولادهم،وهذا لا يتأتى من جهة واحدة فقط بل لابد من التعاون الإيجابي المثمر بين الآباء والمدرسة.كل ذلك يصب -بالتأكيد- في صالح الطالب لرفع مستواه الدراسي، والحصول على درجات أعلى، فترتفع معنوياته وثقته بنفسه؛ لما يجده من دعم مستمر من الطرفين، فتبدأ علاقته بالمدرسة تزداد يوماً بعد يوم، فيحبها ويشعر بالأمان بوجوده بين أفراد عائلته الثانية، فتتشذب سلوكياته وتصرفاته.
طبعاً هذه العلاقة ينبغي ألّا تتوقف عند المدرسة فقط! بل تستمر حتى في البيت من خلال التواصل الإلكتروني، ومعرفة الواجبات البيتية التي لابد من تهيئتها من قبل الطالب، وبمساعدة الأهل، خاصة إذا غفل أو نسي ما عليه من واجبات.
ومما تجدر الإشارة إليه أن نعرف بأن المدرسة بصورة عامة ومعلّم الطالب بصورة خاصة أن اهتمامهم بأولادنا هو بقدر اهتمامنا بهم، فنراهم يبذلون جهداً جهيداً وعصارة خبرتهم لينجح الطالب بل ويتفوّق، ولا يقل فخراً عنّا عندما يشاهد أحد طلابه قد تسلّق سلّم المجد والعلا، وتغمره السعادة عندما يسمع كلمة أستاذي من طبيب أو قاضٍ أو موظف.. قد درّسه فيما مضى!
وأخيراً علينا أن نقدّر ذلك كلّه وألّا ننسى أنه من مبدأ من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، بأن نشكر هذه الماكنة التعليمية العملاقة التي تسهم في بناء الإنسان الحضاري، ليبدد وجه الظلام ويخلق جيلاً متعلّماً ينير وطنه ومجتمعه بالعلم والصلاح.