بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قال تعالى ((وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))/المزمل 20
مقدمة :
إنّ من نعم الله علينا أن جعل لنا الاستغفار سبيلاً لمحو الأخطاء والذنوب التي نقترفها ، وهذه الذنوب والخاطايا لابد من أن نتخلص منها إذا أردنا أن نكون مؤمنين وهدفنا هو عبادة الله تبارك وتعالى ، وهذا الاستغفار هو في حقيقته يعني البداية من جديد .
ماهو الاستغفار :
هو استقلال الصالحات والإقبال عليها، واستكبار الفاسدات والإعراض عنها. وقال أهل الكلام: الاستغفار: طلب المغفرة بعد رؤية قبح المعصية، والإعراض عنها. وقال عالم: الاستغفار: استصلاح الأمر الفاسد قولاً وفعلاً، يقال: أغفروا هذا الأمر، أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح به .
الشرح :
خُلقت هذه الدنيا للإمتحان والابتلاء ، مما جعل الانسان في إمتحان وابتلاء دائم وأحياناً يقع العبد بالخطأ ، ورحمة من الباري عزّ وجلّ تفضل على العبد بالاستغفار وجعله طريقاً للتكفير عن الخطأ الذي وقع به وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ((سلاح المؤمن الاستغفار)) .
ولم يُجعل الاستغفار للتكفير عن الذنب فقط بل يمكن أن يكون من العباد الطائعين والمخلصين بل وحتى من المعصومين كما جاء عن الإمام الباقر عليه السّلام : كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عِندَ عائِشَةَ لَيلَتَها ، فَقالَت : يا رَسولَ اللهِ ، لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وَقَد غَفَرَ اللهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ ؟ فَقالَ : يا عائِشَةُ ، ألا أكونُ عَبدًا شَكورًا ؟
أما عنّا نحن الخاطئون المذنبون فيجب أن نفر الى الله بالاستغفار قبل أن يتداركنا الوقت ولات حين مندم ، فمن يستغفر بنية صادقة فان الله تبارك واسع المغفرة ولم يجعل الاستغفار إلا ليغفر كما قال صلّى الله عليه وآله ((أكثروا من الاستغفار فإن الله عزّ وجلّ لم يعلمكم الاستغفار إلا و هو يريد أن يغفر لكم)) .
وليعلم الانسان إنّ مجرد وصوله الى الاستغفار والهداية له هو أنّ الله يحبه وعدم تذكره الاستغفار ليعلم بأن الله قفل باب رحمته أمامه وهذا مادلأ عليه قول الامام الصادق عليه السلام حين قال ((إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا أراد الله عزوجل بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به، وهو قول الله عزوجل: * سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * بالنعم عند المعاصي .
وعلى الانسان أن لايستصغر الذنب الذي يفعله ويقول هو هيّن وأنا أحسن من كثير من الناس الذين يفعلون الكبائر فربما ذلك الذنب الصغير يدخلك الى النار وإنّ صاحب الكبائر يمكن أن يهديه الله بفعل ما وبرحمة منه الى الجنة ، فقد قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((لا تحقروا شيئا من الشر، وان صغر في اعينكم، ولا تستكثروا شيئا من الخير، وان كثر في اعينكم، فانه لا كبير مع الاستغفار، ولا صغير، مع الاصرار)) .
والنقطة المهمة هو أن لاتجعل الاستغفار مجرد لقلقة لسان فتكون كالمستهزئ ، ولاتصر على الرجوع الى الذنب بعد كل إستغفار بل يجب أن يكون همك ألا تعود الى الذنب أبداً حتى يشملك الله بلطفه ورحمته فمن كلمات الامام الحسين عليه السلام ((وأن تتوب إلى الله عز وجل من ذنوبك فإن التائب من ذنوبه كم لاذنب له، وأن لا تصر على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار)) ومن حكم أمير المؤمنين عليه السلام ((لا شفيع أنجح من الاستغفار ولا وزر أعظم من الاصرار)) ((الاستغفار يمحو الاوزار والاصرار شيمة الفجار)) ((الذنوب الداء، والدواء الاستغفار، و الشفاء أن لا تعود)) .
ويجب أن لايقنط العبد من رحمة الله ومغفرته فمن حكم أمير المؤمنين عليه السلام ((عجبت لمن يقنط ومعه النجاة وهو الاستغفار)) .
ولاننسى غيرنا بطلب المغفرة لهم أحياءً وأمواتاً لاسيما المقربين لعلّ الله بواسطتهم أن يغفر لنا ، عن الصادق عليه السلام ((أن الميت ليفرح بالترحم عليه و الاستغفار كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه)) .
ولم يُجعل الاستغفار للتكفير عن الذنب فقط بل يمكن أن يكون من العباد الطائعين والمخلصين بل وحتى من المعصومين كما جاء عن الإمام الباقر عليه السّلام : كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عِندَ عائِشَةَ لَيلَتَها ، فَقالَت : يا رَسولَ اللهِ ، لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وَقَد غَفَرَ اللهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ ؟ فَقالَ : يا عائِشَةُ ، ألا أكونُ عَبدًا شَكورًا ؟
أما عنّا نحن الخاطئون المذنبون فيجب أن نفر الى الله بالاستغفار قبل أن يتداركنا الوقت ولات حين مندم ، فمن يستغفر بنية صادقة فان الله تبارك واسع المغفرة ولم يجعل الاستغفار إلا ليغفر كما قال صلّى الله عليه وآله ((أكثروا من الاستغفار فإن الله عزّ وجلّ لم يعلمكم الاستغفار إلا و هو يريد أن يغفر لكم)) .
وليعلم الانسان إنّ مجرد وصوله الى الاستغفار والهداية له هو أنّ الله يحبه وعدم تذكره الاستغفار ليعلم بأن الله قفل باب رحمته أمامه وهذا مادلأ عليه قول الامام الصادق عليه السلام حين قال ((إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا أراد الله عزوجل بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به، وهو قول الله عزوجل: * سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * بالنعم عند المعاصي .
وعلى الانسان أن لايستصغر الذنب الذي يفعله ويقول هو هيّن وأنا أحسن من كثير من الناس الذين يفعلون الكبائر فربما ذلك الذنب الصغير يدخلك الى النار وإنّ صاحب الكبائر يمكن أن يهديه الله بفعل ما وبرحمة منه الى الجنة ، فقد قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((لا تحقروا شيئا من الشر، وان صغر في اعينكم، ولا تستكثروا شيئا من الخير، وان كثر في اعينكم، فانه لا كبير مع الاستغفار، ولا صغير، مع الاصرار)) .
والنقطة المهمة هو أن لاتجعل الاستغفار مجرد لقلقة لسان فتكون كالمستهزئ ، ولاتصر على الرجوع الى الذنب بعد كل إستغفار بل يجب أن يكون همك ألا تعود الى الذنب أبداً حتى يشملك الله بلطفه ورحمته فمن كلمات الامام الحسين عليه السلام ((وأن تتوب إلى الله عز وجل من ذنوبك فإن التائب من ذنوبه كم لاذنب له، وأن لا تصر على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار)) ومن حكم أمير المؤمنين عليه السلام ((لا شفيع أنجح من الاستغفار ولا وزر أعظم من الاصرار)) ((الاستغفار يمحو الاوزار والاصرار شيمة الفجار)) ((الذنوب الداء، والدواء الاستغفار، و الشفاء أن لا تعود)) .
ويجب أن لايقنط العبد من رحمة الله ومغفرته فمن حكم أمير المؤمنين عليه السلام ((عجبت لمن يقنط ومعه النجاة وهو الاستغفار)) .
ولاننسى غيرنا بطلب المغفرة لهم أحياءً وأمواتاً لاسيما المقربين لعلّ الله بواسطتهم أن يغفر لنا ، عن الصادق عليه السلام ((أن الميت ليفرح بالترحم عليه و الاستغفار كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه)) .
الخاتمة :
شروط الاستغفار/ يمكن تلخيص ذلك من خلال سؤال كميل بن زياد لأمير المؤمنين عليه السلام من خلال هذا الحديث ((سأل كميل بن زياد امير المؤمنين عليه السلام: فما حد الاستغفار قال: ياابن زياد: التوبة، قلت: بس (اي حسب وكفاية) ؟. قال: لا، قلت: فكيف ؟ قال: إن العبد إذا أصاب ذنبا يقول: أستغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك ؟ قال: الشفتان واللسان، يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة ؟ قال: تصديق في القلب، وإضمار أن لا يعود إلى الذنب الذي استغفر منه. قال كميل: فإذا فعل ذلك فإنه من المستغفرين ؟ قال: لا... لأنك لم تبلغ إلى الأصل بعد. قال كميل: فأصل الاستغفار ما هو ؟ قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت منه، وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب والاستغفار اسم واقع لمعان ست أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم... والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر الله)) .
عن أمير المؤمنين عليه السلام ((أطع الله في كل حال ولا تخل قلبك من خوفه ورجائه طرفة عين والزم الاستغفار)) .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((أفضل العبادة قول: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وخير الدعاء الاستغفار ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله: * فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك * ))
*** أسأل الله أن يغفر لي ولوالدي وأهلي وكل من يخصني من المؤمنين والمؤمنات لاسيما من قرأ ذلك وأعضاء المنتدى المبارك ***
(((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))
تعليق