بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيكّمٌ ورَحَمةّ الله وبرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيكّمٌ ورَحَمةّ الله وبرَكآتُهْ
أراد الله عزّ وجلّ أن يمنّ على نبيّه الأعظم بتحيّته وتحفته فَاطِمَةَ (عليها السلام)، فهبط جبرائيل عليه السلام إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأمره بأن يعتزل السيدة خديجة (عليها السلام) أربعين صباحًا. فامتثل (صلى الله عليه وآله) لأمر بارئه وأقام النبي (صلى الله عليه وآله) أربعين يومًا يصوم نهارًا ويتعبّد ليلًا، فلمّا كان تمام الأربعين ، فَقَدْ: ( قِيلَ بَيْنَا اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) جَالِسٌ بِالْأَبْطَحِ وَمَعَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَاَلْمُنْذِرُ بْنُ اَلضَّحْضَاحِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَاَلْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فِي صُورَتِهِ اَلْعُظْمَى قَدْ نَشَرَ أَجْنِحَتَهُ حَتَّى أَخَذَتْ مِنَ اَلْمَشْرِقِ إِلَى اَلْمَغْرِبِ. فَنَادَاهُ يَا مُحَمَّدُ اَلْعَلِيُّ اَلْأَعْلَى يَقْرَأُ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمَ وَهُوَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ عَنْ خَدِيجَةَ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَ كَانَ لَهَا مُحِبّاً وَ بِهَا وَامِقاً. قَالَ فَأَقَامَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَرْبَعِينَ يَوْماً يَصُومُ اَلنَّهَارَ وَ يَقُومُ اَللَّيْلَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ تِلْكَ بَعَثَ إِلَى خَدِيجَةَ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَقَالَ قُلْ لَهَا يَا خَدِيجَةُ لاَ تَظُنِّي أَنَّ اِنْقِطَاعِي عَنْكِ هِجْرَةٌ وَلاَ قِلًى وَلَكِنْ رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِي بِذَلِكَ لِيُنْفِذَ أَمْرَهُ فَلاَ تَظُنِّي يَا خَدِيجَةُ إِلاَّ خَيْراً فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَيُبَاهِي بِكِ كِرَامَ مَلاَئِكَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ مِرَاراً فَإِذَا جَنَّكِ اَللَّيْلُ فَأَجِيفِي اَلْبَابَ وَخُذِي مَضْجَعَكِ مِنْ فِرَاشِكِ فَإِنِّي فِي مَنْزِلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ فَجَعَلَتْ خَدِيجَةُ تَحْزُنُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِرَاراً لِفَقْدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَلَمَّا كَانَ فِي كَمَالِ اَلْأَرْبَعِينَ هَبَطَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اَلْعَلِيُّ اَلْأَعْلَى يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ وَهُوَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَتَأَهَّبَ لِتَحِيَّتِهِ وَتُحْفَتِهِ. قَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَا جَبْرَئِيلُ وَمَا تُحْفَةُ رَبُّ اَلْعَالَمِينَ وَمَا تَحِيَّتُهُ قَالَ لاَ عِلْمَ لِي قَالَ: فَبَيْنَا اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كَذَلِكَ إِذْ هَبَطَ مِيكَائِيلُ وَمَعَهُ طَبَقٌ مُغَطًّى بِمِنْدِيلِ سُنْدُسٍ أَوْ قَالَ إِسْتَبْرَقٍ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَأَقْبَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ يَأْمُرُكَ رَبُّكَ أَنْ تَجْعَلَ اَللَّيْلَةَ إِفْطَارَكَ عَلَى هَذَا اَلطَّعَامِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) كَانَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ أَمَرَنِي أَنْ أَفْتَحَ اَلْبَابَ لِمَنْ يَرِدُ إِلَى اَلْإِفْطَارِ فَلَمَّا كَانَ فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ أَقْعَدَنِي اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَلَى بَابِ اَلْمَنْزِلِ وَقَالَ يَا اِبْنَ أَبِي طَالِبٍ إِنَّهُ طَعَامٌ مُحَرَّمٌ إِلاَّ عَلَيَّ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَجَلَسْتُ عَلَى اَلْبَابِ وَخَلاَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِالطَّعَامِ وَكَشَفَ اَلطَّبَقَ فَإِذَا عِذْقٌ مِنْ رُطَبٍ وَعُنْقُودٌ مِنْ عِنَبٍ فَأَكَلَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) مِنْهُ شِبَعاً وَ شَرِبَ مِنَ اَلْمَاءِ رِيّاً وَمَدَّ يَدَهُ لِلْغَسْلِ فَأَفَاضَ اَلْمَاءَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ وَغَسَلَ يَدَهُ مِيكَائِيلُ وَ تَمَنْدَلَهُ إِسْرَافِيلُ وَاِرْتَفَعَ فَاضِلُ اَلطَّعَامِ مَعَ اَلْإِنَاءِ إِلَى اَلسَّمَاءِ ثُمَّ قَامَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لِيُصَلِّيَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ وَقَالَ اَلصَّلاَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْكَ فِي وَقْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَ إِلَى مَنْزِلِ خَدِيجَةَ فَتُوَاقِعَهَا فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَخْلُقَ مِنْ صُلْبِكَ فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً )، العدد القویة لدفع المخاوف الیومیة ،ج1، ص 219 .
وكان انعقاد نطفة السيدة فاطمة عليها السلام في تلك الليلة ، ثمّ إنّه بعد أن حملت السيدة خديجة (عليها السلام) بفاطمة (عليها السلام)، صارت فاطمة عليها السلام تؤنس وحدة أمّها في غياب الرسول (صلى الله عليه وآله) وتحدّثها وهي جنين في بطنها، فقد اعتزلنها نساء مكّة وكنّ لا يدخلن عليها بسبب زواجها من النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَوْماً فَسَمِعَ خَدِيجَةُ تُحَدِّثُ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا: "يَا خَدِيجَةُ مَنْ تُحَدِّثِينَ؟"، قَالَتِ: "الْجَنِينُ الَّذِي فِي بَطْنِي يُحَدِّثُنِي وَيُؤْنِسُنِي" الأمالی (للصدوق) ، ج1،ص593.
ثمّ لمّا حان موعد الولادة ( وجَّهَتْ السيدة خديجة عليها السلام إِلَى نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَنْ تَعَالَيْنَ لِتَلِينَ مِنِّي مَا تَلِي النِّسَاءُ مِنَ النِّسَاءِ فَأَرْسَلْنَ إِلَيْهَا: عَصَيتِنا وَلَمْ تَقْبَلِي قَوْلَنَا وَتَزَوَّجْتِ مُحَمَّداً يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ فَقِيراً لَا مَالَ لَهُ فَلَسْنَا نَجِيءُ وَلَا نَلِي مِنْ أَمْرِكِ شَيْئاً. فَاغْتَمَّتْ خَدِيجَةُ لِذَلِكَ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهَا أَرْبَعُ نِسْوَةٍ طِوَالٍ كَأَنَّهُنَّ مِنْ نِسَاءِ بَنِي هَاشِمٍ فَفَزِعَتْ مِنْهُنَّ لَمَّا رَأَتْهُنَّ فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ لَا تَحْزَنِي يَا خَدِيجَةُ فَإِنَّا رُسُلُ رَبِّكِ إِلَيْكِ وَنَحْنُ أَخَوَاتُكِ أَنَا سَارَةُ وَهَذِهِ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ وَهِيَ رَفِيقَتُكِ فِي الْجَنَّةِ وَهَذِهِ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَهَذِهِ كُلْثُمُ بِنْتُ عِمْرَانَ أُخْتُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بَعَثَنَا اللَّهُ إِلَيْكِ لِنَلِيَ مِنْكِ مَا تَلِي النِّسَاءُ مِنَ النِّسَاءِ فَجَلَسَتْ وَاحِدَةٌ عَنْ يَمِينِهَا وَالْأُخْرَى عَنْ يَسَارِهَا وَالثَّالِثَةُ بَيْنَ يَدَيْهَا وَالرَّابِعَةُ مِنْ خَلْفِهَا فَوَضَعَتْ فَاطِمَةَ طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً فَلَمَّا سَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ أَشْرَقَ مِنْهَا النُّورُ حَتَّى دَخَلَ بُيُوتَاتِ مَكَّةَ وَلَمْ يَبْقَ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَلَا غَرْبِهَا مَوْضِعٌ إِلَّا أَشْرَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّور )، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج2، ص 525، وقد سمّاها الله عزّ وجلّ فاطمة
وقد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ ولادة السيدة فاطمة (عليها السلام)، إلّا أنّ المشهور بين مؤرّخي الإماميّة أنّه كان في يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخِرة في السنة الخامسة من البعثة .
كل عام وأنتم بألف خير وأتقدم الى مولانا صاحب العصر والزمان بأحر التهاني والتبريكات لهذه المناسبة العظيمة